أمر حيرني ، ويجول في رأسي ، لم أجد جوابا له إلى الآن ؟
الموت .. يخطف الناس جميعا ..
بدون شفقة ولا رحمة ..
الموت .. لا يعرفنا.. لا يميز صغيرنا من كبيرنا .. ولا ضعيفنا من قويّنا .. ولا فقيرنا من غنيّنا .. ولا صحيحنا من مريضنا ..
الموت .. ما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا أم ولا أموال ولا صاحبات ....
فكيف بنا وقد نزل بنا الموت وجاء الملك فجذب أرواحنا من أقدامنا ..
فكيف بنا بظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته وهول مطلعه .... !!
فكيف بنا إذا حضرا الملكان وهما يقعداننا ويسألاننا ....
فكيف بنا وكيف تصبح أجسامنا بعد الموت ؟
إذا تقطعت أوصالنا .. وتفتت عظاما .. وبلى أجسادنا .. وأصبحنا قوتا للديدان ... !!!
فكيف بنا إذا نفخ في الصور .. صيحة العرض على الله
فنسمع الصوت فيطير فؤادنا .. وتشيب رؤوسنا .. فنخرج حفاة عراة ..
قد رجّت الأرض وبست الجبال وشخصت الأبصاااااااااار لتلك الأهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف ...!!
فكم من عجوز تقول : واشيبتااااااااااه ..
وكم من كبيرة تنادي واخيبتااااااااااااه ..
وكم من شابة تصيح واشبابااااااااااااااه ..!!
برزت النااااااااار فأحرقت ..
وزفرت الناااااااااار غضبا فمزقت ..
وتقطعت الأفئدة وتفرقت ..
والأحدااااااااااق قد سااااااالت ..
والأعناااااااااق قد مااااااااااالت ..
والألوااااااااان وقد حاااااااالت ..
والمحن قد تواااااااااااالت ...
فكيف بنا في ذلك اليــوم ..
بمذلتنا وانفرادنا ..
بخوفنا وأحزاننا ..
وهمومنا وغمومنا وذنوبنا ..
وخشعت الأصوات للرحمن ..
فلا نسمع إلا همسا
( وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى )
قد ملئت القلوب رعبا .. وذهلت المرضعة عن رضيعها ..
وأسقطت الحامل حملها....
فنتبرأ حينها من أولادنا وأمهاتنا ووالدينا وأزواجنا وإخواننا ...
فكيف بنا أمام تلك المواقف والأهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب ...
فكيف بنا يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف
كم في كتابنا من زلل وكم في أعمالنا من خلل ؟!!
فكيف بنا عندما يقال لنا : هيا .. اعبري الصراط ..
فكيف بنا يوم ينادي المنادي باسمنا بين الخلائق ..
يا فلانة بنت فلان : هيا إلى العرض على الله
فأقوم أنا ولا يقوم غيرنا لأنني أنا المطلوبة ..
فكيف بنا بضعفنا ..
وشدة خوفنا ..
وانهيار أعصابنا ..
وخفقان قلوبنا ..
وقفنا بين يدي الملك الحق المبين الذي كنا نتهرب منه
ويدعونا فنصد عنه ..
فكيف بنا إذا قفنا وبأيدينا صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها
فنقرأها بلسان كليل وقلب كسير ..
قد عمك الحياء والخوف من الله ..
فبأي لسان نجيبه حين يسألنا عن عمرنا وشبابنا وعلمنا ومالنا
وبأي قدم نقف غدا بين يديه ..
وبأي عين ننظر إليه ..
وبأي قلب نجيب عليه ...
فكيف بنا وبأي شي نجيب عندما يقول الملك :
يا أمتي : لماذا لم تجليني
لماذا لم تستحي مني
لماذا لم تراقبيني
أمتي : أستخففت بنظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك ؟!!
ماذا نؤمل والأيام ذاهبة ... ومن ورائك للآمال قُطّاع
وصيحة لهجوم الموت منكرة ... صُمّت لوقعتها الشنعاء أسماع
وغصة بكؤوسٍ أنت شاربها .. لها بقلبك آلام وأوجاع
**************
الموت .. يهوي على كل حبيب وقريب ..
فكم سمعنا : أن فلان مااااااااااات ..
فكم فجعنا في حادث سيارة أو انقلاب ..
بشاب في ريعان شبابه ..
ثقل لسانه ..
فأصبح لا يكلم إخواااااااانه ..
ولا يعرف جيرااااااااانه ..
وعرق عند ذلك جبينـــــه ..
وتتابع أنينــــــه ..
وثبت يقينــــه ..
وطمح جفونـــــــه ..
وصدق ظنونــــه ..
وتلجلج لسانـــــه ..
وبكى أخواااااااااانه ..
وقيل له : هذا ابنك فلان ، وهذا أخوك فلان ..
منع من الكلام فلا ينطق ..
وختم على لسانه فلا ينطق ..
ثم حل به القضاء ..
وانتزعت نفسه من الأعضاء ..
ثم عُرج به إلى السماء ..
فاجتمع عند ذلك إخوانه ..
وأحضرت أكفانه ..
فغسلوه وكفنوه ..
فانقطع عوّاده ..
واستراح حساده ..
وانصرف أهله إلى أمواله ..
وبقي مرتهناً بأعماله ..
أموالنا لذوي الميراث نجمعها .. ودورنا لخراب الدهر نبنيها
فكم تأثرنا وذرفنا الدموع بأن فلان سافر .. ولا رجع إلا وهو في تابوته .. إلى مثواااااااه الأخير ..
إلى بيت تجول فيه الهوام ..
ويجري فيه الصديد ..
وتخترقه الديدان ..
مع تغير الريح وتقطع الأكفان ..
بعد حُسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب ..
ليت شعري فإنني لست أدري .. أي يوم يكون آخر عمري
وبأي البلاد تُقبض روحي .. وبأي البلاد يُحفر قبري
فكم ذهلنا ووجلنا من نفس نزلت عليها سكرة الموت ..
أثر سكتة قلبية مفاجِئة .. وهي بين الأهل والأصحاب ..
فثقل اللسااااان .. وأُغمضت العيناااااان .. ومُدت الأكفااااااان .. وانتزعت الـــروح إلى الرب العلام ..
الأنفاس مشدودة .. والعين حائرة كسيرة ..
فكم من صحيح بات للموت آمنا .. أتته المنايا بغتة بعدما هجع
فلم يستطع إذ جاءه الموت فجأة .. فراراً ولا منه بقوّته امتنع
فأصبح تبكيه النساء مقنعا .. ولا يسمع الداعي وإن صوته ارتفع
وقٌرّب من لحد مضار مقيله .. وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع
قيل : إن حسان بن أبي سفيان ، فلما مات رؤي في المنام ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟
فقال : أنا محبوس عن الجنة بأبرة استعرتها فلم أردها لصاحبها .
فكم من نفس أمست وبات قرير العين في فراشه ..
فأصبح إلا وهو في قبره .. وأصبح رهين أعماله
فكم من مؤمل أملاً لا يدركه ..
وكم من مصبح في يوم لا يدرك غروبه ..
وممسٍ في ليل لا يدرك صباحه ..
يا راقد الليل مسروراً بأوله .. إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
لا تفرحنَّ بليل طاب أوله .. فرُبّ آخر ليل أجج النارا
عادت ترابا أكفُّ الملهيات وقد .. كانت تحرك عيداناً وأوتارا
**************
اكتبوا .. دوّنوا وصاياكم وأمنوا عليها ..
فقد كان الصحابة .. وأهل السلف الصالح ..
يتسابقون ويكتبون وصاياهم .. تهيؤ استعدادا للموت ..
فيحفظونها تحت لحافهم أو مخداتهم ..
قال بكر المزني :
إن استطاع أحدكم أن لايبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل ، فإنه لايدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة .
فالمبادرة المبادرة بهذا الخير الذي دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
« ما حق امرئ مسلم له شيئ يوصي فيه ، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده »
رواه البخاري
قال الإمام الشافعي : ( من صواب الأمر للمرء أن لاتفارقه وصيته )
وقد قال عليه الصلاة والسلام « ومن مات وقد أوصى مات على سبيل وسنة » رواه ابن ماجة
( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين )
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يحل لامرئ مسلم ان ينام ليلتين متتاليتين الا وصيته تحت رأسه»
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي
ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا .
ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
(( بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .. ))
لا تجعلوا وصاياكم وآخر عهدكم في هذه الحياة ..
صورة محرمة .. أو أغنية ماجنة .. أو كتابات ساخطة
لا تجعلوا شيئا يكون مرادف لكم في قبركم ..
تنالون عذابه وأنتم في مراتع الدووووووود ..
لا إله إلا اللــــــــــــــــــــــــــــــــه
طهروا قلوبكـــــــم ..
أجسامكـــــــم ..
أعمالكــــــم ..
ألسنتكــــــــم
بيوتكــــــــم ..
مقتنياتــكــــــــم ..
أجهزتكــــــــم عن الحراااااااااااام ..
فربما حلّت الفاجعــة فجـــأة ..
فكم من مصبح في يوم لا يدرك غروبه ..
وممسٍ في ليل لا يدرك صباحه ..
أصبح القبر بيته .. والثرى فراشه .. والدود أنيسه ..
أمر على المقابر كل حين .. ولا أدري بأي الأرض قبري
وأفرح بالغنى إن زاد مالي .. ولا أبكي على نقصان عمري

زهـرة الخليج @zhr_alkhlyg_1
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


محتسبه
بنت السراه
جزاكم الله خيرا وكثر الله من أمثالكم ..
والمقال هو عن عبارة عن بحث من عدة مواضيع وكتب وأشرطة نقلته بتصرف وزيادة ونقص حيث أضفت عليها كلمات مني وبتصرف وأحيكم علما لأنها أمانة في عنقي وسوف أسأل عنها يوم القيامة ..
ووضعتها للفائدة وأسأل الله تعالى أن يرحمنا وأن يثبتنا على دينه وأن نفوز بمرضاته يارب العالمين وأسأله أن يحمينا من شرور الدنيا وأن يجعل قلوبنا عامرة بذكره وبطاعته برحمته يا أرحم الراحمين ..
وبارك الله فيكم وبالجميع ..
بنت السراه
جزاكم الله خيرا وكثر الله من أمثالكم ..
والمقال هو عن عبارة عن بحث من عدة مواضيع وكتب وأشرطة نقلته بتصرف وزيادة ونقص حيث أضفت عليها كلمات مني وبتصرف وأحيكم علما لأنها أمانة في عنقي وسوف أسأل عنها يوم القيامة ..
ووضعتها للفائدة وأسأل الله تعالى أن يرحمنا وأن يثبتنا على دينه وأن نفوز بمرضاته يارب العالمين وأسأله أن يحمينا من شرور الدنيا وأن يجعل قلوبنا عامرة بذكره وبطاعته برحمته يا أرحم الراحمين ..
وبارك الله فيكم وبالجميع ..

نفعك الرحمن فيما كتبتي ونقلتي
لاحرمك الرحمن أجر عملك الخيـــر
جزاك الرحمن عنا خير الجزاء
والى الأمام يافتاة الإسلام
لاحرمك الرحمن أجر عملك الخيـــر
جزاك الرحمن عنا خير الجزاء
والى الأمام يافتاة الإسلام

جــــــزاك الله كل خير..اختي في الله....
موضوع رااااااائع ..
سلمت يمينكِ..
جعله الله في ميزان حسناتك..
موضوع رااااااائع ..
سلمت يمينكِ..
جعله الله في ميزان حسناتك..
الصفحة الأخيرة
ونسأل الله أن يلهمنا قول لا إله إلا الله عند الموت
اللهم هون علينا ظلمة القبر ووحشته
اللهم أنر قبورنا بلأعمال الصالحة
اللهم أمن فزعنا يوم الحشر
اللهم آمين