أمــي الغــالية .. ماذا عســاي أقـــــول ..؟؟

الملتقى العام





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رعاك الله يا أمــــي

رعاك الله حين ربيتني صغيرة

رعاك الله حين سهرتي بجانبي في شدة مرضي

رعاك الله حين كانت توجيهاتك كالبلسم الشافي لحيرتي

رعاك الله حين ربيتني على مايرضي الله فعلاً وقولاً

رعاك الله حين سترت جسدي منذ نعومة أظفاري

رعاك الله وحفظك وجعل الفردوس الأعلى من الجنة في الآخرة مثواك


رعاك الله ياغالية
حيث كانت توجيهاتك ومازالت لنا بالثبات على دين الله الحق ..

لدي ابنة تبلغ من العمر الثامنة .. اي انها مازالت تدرس في الصف الثاني ابتدائي .. وجسمها نحييييل ..!!
كنت ولازلت اكسوها بالبنطال .. !!

فكانت أمــي الحنون .. دائماً ماتسألني ..!!

الم يحن وقت خلع هذا البنطال واستبداله بالفساتين ..؟؟؟

لم يكن ليرضيها هذا الحال ..
فهي تعلم بأن من شب على شيء شاب عليه ..
وتعلم ايضاً ان من تتربى على هذه الملابس فلن تستنكرها بعد حين ..
وتعلم علم اليقين أن هذا التصرف إن استمر فستكون عواقبه وخيمه ..

لاأخفيكن سراً .. أني كنت أقول في قرارة نفسي .. مازالت فتاتي صغيرة .. فلم تبلغ سناً يجبرني بعد على تستيرها ..

لكن .. ومع استمرار حنان أمـــي المتدفق .. ومع عباراتها الندية .. ومع نصائحها الزكية ..
بدأت فعلاً في جزم الموضوع .. وبدأت فعلاً في تهيأة نفسي على توديع كل مايضر فتاتي دينياً ودنيوياً ان شاء الله ..

فأختها الكبرى ودعت هذه الملابس في نفس السن تقريبا .. ولله الحمد ..


وصدق من قال :


الأم مدرسةٌ اذا اعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق

كانت أمـــي الغالية ولازالت تغدق علينا بحنانها
فإن هي رأت فينا مايسوؤنا دعت لنا بالفرج وانزياح الهموم ..
وإن هي رأت علينا مايغضب الله تركت بصمتها في قلوبنا قبل عقولنا .. فلا تدع لنا مجالاً للتفكير فيما قمنا به .. هل هو صح .. أم خطأ ..
بل تجعل صدى كلماتها الحانية .. يرن في أذهاننا فتوقظها من الغفلة والسبات ..
وتصفع هوى النفس ومكائد الشيطان بدعواتها لنا بالستر الدنيوي والأخروي ..
فتجعل أرواحنا مستفيقةً دائماً لننظر اي الطريقين نختار ..
أطريق الهوى والشيطان أم طريق الحق بإذن الرحمن ..
فلا تتركنا الا وقد اطمأنت أن بنياتها قد استمعن النصيحة وأجبنّ داعي الصواب ..


ماذا دها زماننا ..؟؟
وماذا حل به ..؟؟
وأين رحلت قيمنا ومبادئنا ..؟؟
واين اختفت معالم حيائنا ..؟؟
واين دُفِنت ملابسنا الساترة ..؟؟

لما قُلِبت الحال من ستر وعفاف .. الى تفسخٌ وفجور ..؟؟

اين حياء فتياتنا العذّر سابقاً ..؟؟



حين كانت الفتاة منا لو ظهرت منها ساقاً من ساقيها سهواً او بسبب فعل ريحٍ قد هبّت بلا سابق انذار ..
انقلبت الوان وجهها الى الأحمر المغمق من شدة الحياء ..!!
اين الحياء عندما تظهر بعضاً من نحورنا .. ان نحن قمنا بحمل شيءٍ ماء على الارض .. وفي غفلةٍ منا ..
والآن تظهر ثلاثة ارباع الصدور عمداً .. وتفتخر المُظهِرة بذلك .. بل ويصيبها العُجب بنفسها .. لأنها في نظر هواها تملك صدراً تتمناه الأخريات ..!!
اين العفة .. حينما كانت العباءة سِتراً للعفيفات .. فكانت تحرص الواحدة منا على ستر أظفارها من عيون الغرباء ..
واليوم باتت الواحدة من نسائنا تفتخر بتلوينها لأظفارها بل وتظهرها عنوةً ..فقد نزع الحياء منها
فلم يعد يهمها أحد ..
فهي تخاف على ( مناكيرها ) التي مالبثت غير يسير قد وضعتها أن تتغير معالمها .. فالستر اندثر ولم يعد يبقى له صيت ..
تخرج ..
وقد تركت لعباءتها العنان في كشف مايجب عليها ستره أمام النساء .. فكيف هو أمام الرجال ..؟؟!!

*
*

أعلم ياغاليات تمام العلم اليقيني
أن الاغلبية هنا ولله الحمد تحمل بين جنبات روحها الخوف من الله ..
ومازالت تحمل من الحياء الكثير الكثير ..

لكن هل فكرت يوماً ياغاليه في هندامك ..؟؟
وفي ملابس بنياتك ..؟؟
وفي ماترتديه أخواتك ..؟؟
هل كان لصوتك ونصحك عليهن وَقعٌ ..؟؟


*
*

غالياتي
كلنا نحمل مسؤولية النصح والتوجيه ..
وكلنا سنسأل عن ما رأيناه ..
فهل أنكرنا منكراً .. وامرنا بمعروف ..؟؟
هل جعلنا لمحبتنا لفتياتنا نصيباً من الخوف على أجسادهن من لهيب جهنم ..؟؟
هل سترناهن بملابس تقيهن حرّ الدنيا ومفاتنها .. وحرّ سموم النار في الآخرة ..؟؟


فتياتنا أمانة .. سنحاسب عليها ..

ماردنا عليهن ..
عندما نأتي يوم القيامة بين يدي الرحمن .. وقد سألتنا فتياتنا اشدّ السؤال ..؟؟
لماذا لم تسترننا في الدنيا ..؟؟
لماذا لم تدعننّا الى أداء الصلاة ..؟؟
لماذا تركتنّ لنا الحبل على الغارب .. بل وجلبتنّ لنا سبل الحرام على أطباقٍ من ذهب ..؟؟


فالمحمول بين يدينا نقلبه كيف نـــشاء واين مانــــشاء ومع من نشـــاء ..!!
والجوال بين أصابعنا نتراقص به .. ففيه من المنكرات مالله به عليم ..!!
وجهاز التحكم عن بعد تحت تصرفنا .. فنمتّع ناظرينا بما نشتهي .. بحلالٍ وحرام ..!!
والسائق تحت إمرتنا نذهب معه الى اي مكان تشتهيه انفسنا ..!!


اين انتنّ حينما لم نجد منكن رادعة ..؟؟
اين انتنّ حينما لم نجد منكن ناصحة ..؟؟
اين انتنّ عندما انشغلتنّ عنا بتجهيز مالذ وطاب لبطوننا .. وتركتنّ مانتلذذ به في الجنة من عمل الصالحات .. ؟؟


الم تعينّ:
إبليس والدنيا ونفسي والهوى **** كيف الخلاص وكلهم أعدائي

اين أنتنّ عندما جذبتكن دوريات الجارات وحديث الموضات عن تسديدنا الى الطريق القويم ..؟؟
فتركتننا نتخبط في ملذات الهوى و وساوس الشيطان .. حتى كانت لنا الهاوية ..؟؟

( فأُمُهُ هاويةٌ، وما أدراكَ ماهيه، نارٌ حامية).





اللهم ثبتنا على قولك الثابت ..
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ..


لن أنكر جميل أمــي عليَّ بعد الله ..
ولن أفيها حقها مهما قلت ..

حماك الله يأمــــي ورعاك
وسدد على طريق الحق خطاك
وأثابك حسناتٍ عليك تتدفق
في الحياة وبعد الممات
وجعل الله مازرعتيه فينا .. ثمراتٍ تجنينها من جنان الجنة ..

اللهم ىآميييين
اللهم آميييين
اللهم آميييين


أعتذر عن الإطالة

أختكن في الله

اطياف سدير






.
39
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سعوديه حنونه
سعوديه حنونه
اللهـــم اميــــــــن
جزاك الله خير
نجمةسدير
نجمةسدير
الله يجزاك خير علي التذكير والتنبية وجعلة في ميزان حسناتك....
وطني أجمل
وطني أجمل
** & **


لا إله إلا الله محمد رسول الله
سيرة الأشواق
سيرة الأشواق
جزيتِ خيرااااا اخيتي أطياف
اخترتي في موضوعك المؤثر الأول والقدوة لكل طفل
جعله الله في موازين حسناتك يوم لآ ينفع ما مالاً ولآ بنون إلا من اتى الله بقلبِ سليم
أسمى الأماني
أسمى الأماني
رررررائع جدا
الله يجزاك الف خير
لعل هناك من يتعظ ...
لأن الأمر صار من تماديإلى تمادي
من خطر إلى أكبر......

اللهم ثبتنا على دينك وكتابك و سنة نبيك ياكريم..