أمنية حبيب.......................

الأدب النبطي والفصيح

:arb: السلام عليكم .. وش اخباركم اخواتي ........
جبت لكم اليوم قصة وايد رهيبة.. وان شاء الله تعجبكم..

أمنيتي الحبيبة ...


ليل حالك .. ظلام دامس .. أقـفرت أوتار القمر .. استرخت السماء .. وسكن البشر ألا مــن عــينين .. أنهكها التعب .. لقد خارت منها القوى وهي تستذكر أصعب المواد .. بدأ النــوم يداعب جفونها .. و كادت تستسلم ..و لكن لا .. !! إنه آخر إمتحان لها , بل إنها آخر سنة دراسية .. وتنتهي بذلك رحلة الدراسة لتنتقل إلى سلك التدريس إن أراد الله لها ذلـــــــك .. فتحت نافذتها .. السكون يلف الكون .. نجوم السماء تتلالأ أمام ناظرها و كأنها تحادثهـــا ..صوبت ناظرها إلى البعيد .. حدثت نفسها .. من يصدق أن هذه آخر سنة لى .. من يصـدق انني سأنهي مرحلتي الجامعية .. ولكن هل انهيها بسلام ؟!! إنني أسعى جاهده لتحقيق أمنية أبي الحبيب .. آه رعاك الله يا من كنت سندي و عوني في حياتي و محنتي بعد الله –عز و جل- .. خاصة بعد فقدي للأمي الغالية في ذلك الحادث المروع . فكنت لي الأب والأم و الأخ .. لم تبخل علي بشيء , كم حرصت على تنشاتي النشاة القويمة .. بذلت قصار جهدك لإسعادي و إرضائي .. كم كنت ترمقني بعينيك الرحيمتين .. فتشفق علي .. قد يكون سبب ذلك فقد امي جراء الحادث فأصبحت لا اسير إلى برجل صناعية .. ولكن هذا لم ياثر في سيرة حياتي بفضل الله ومنته .. فانا مستسلمة لقضاء الله وقدره .. فمن رضـــــي فله الرضى ومن سخط فله السخط , وإنما الصبر عنــد الصدمة الالى.. إنني اعلم ياابي انك تريد ان تعوضني عن حنان تلك الراحلة .. و تسعــــى لتقدم لي مهجة عينك نورا لي في الحياة وقد فعلت ذلك بجدارة .. كنت دائما تقول لي امنيتي يا نورة أن امتع نظري بشهادتك الجـــــامعية و أن تكوني نعم المعلمــــة و المربية .. و ان يكون لك دور ملموس في نصرة دين الله .. و ها أنا ذا ياابي اسعى لتحقيق رغبتك .. وخالد .. ذالك الشاب – زوج المستقبل- والذي تنازل .. وقبل بفتاة مثلي على الرغم مــن العاهة التي أصبتني .. من مثله .. خلــــق و دين .. ادب جم .. لا أنسى كلماته لي يوم عقد النكاح ..اجعلي جل إهتمامك بالدراسة خاصة هذه السنة .. لا انسى مدى تفانيــــــــــه و تعاونه معي .. فلقد اجل حمل الزواج كي لا يشغلني عن دراستي .. وقرر ان يجعل الفـــــرح فرحتين فرحـــــــت إستلام شهادتي .. وفرحة زواجنا , كم رعى شعوري تجاه أبي الحبيب عندما طلبت منه أن اسكن بجواره فليس لأبي احد سواي , فلبــى طلبي سريعا ودون تردد .. كيف أنسى تلك الايدي الحانية في خضم حزني و الامي و فقدي لاعز الناس لدي .. و مع هذه الافكار الجميلة و الذكريات السعيدة .. إنتابه شغور غريب شعور بالخوف و الرهب .. فعادت من جديد تفكر في المستقبل .. و لكن ماذا عساي أن أفعل أذ لم أنجح هذه السنة ؟!! وما موقفي مع والدي ؟!! و ما موقف خالد مني ؟!! استدركت كلماتها الاخيرة فاحمر وجهها .. وانطلقت من ثغرها إبتسامة عذبة .. وهي تقول : عيب يا بنت ماذا تقصدين ؟!! أأنت مستعجلة على الزواج .. ثم لما التشائم ؟!! استيقضت من هذه الأحلام الجميلة .. وحاولت أن تحد من الأسترسال في التفكير لعلها تكمل ما في يدها ,فالساعة أصبحت الحادية عشر مساءا .. و المنهج امامها طويل.. دست رأسه بين كتبها و مذكراتها لتستذكر ما بقي لها .. وفي هذه الأثناءتسمع طرقا رقيقاعلى باب غرفتها.. أدكرت على الفور من يكون هذا الطارق الحبيب .. قامت بخفة لتفتح الباب فإذا به والدها العزيز يحمل في يده كوب العصير .. وكعادته وبحنانه المعهود قال : كان الله في عونك يا نو رة ..يبدوا أنك متعبة من كثرة المذاكرة .. بل ويبدوا عليك الإرهاق .. ألا تستريحين ؟!! ردت بعد أن أخذت منه العصير ..جزاك الله خيرا يا أبي .. لماذا أتعبت نفسك لقد تكبدت من اجلي المشاق .. المفترض أنني أنا التي احضر العصير .. أنا التي أخدمك .. و ألبي لك طلبات .. و لست انت .. لقد إعتقدتك أنك نمت منذ زمن .. رد الأب ك كيف يغمض لي جفن .. و يهد لي بال و انت ساهرة .. يا ابي كحسنا لم يبقى إلا القليل .. سأنهيه في الفجر إن شاء الله و سأخلد إلا النوم ,و أنت أيضا اهب ونم.. تبسم الأب خيرا إن شاء الله يا إبنتي .. ألقاك على خير .. تظاهرت بالنوم .. إلا أن ذهب أبو ها إلا النوم .. و أغلق خلفه الباب .. رفعت بصرها إلا السماء .. يا رب احفظ لي أبي . و أطل عمره في طاعتك عادت من جديد لتكمل مذاكرته .. خرجت من قاعة الاختبار وهي مستبشرة بما قد قدمته من حلول .. لقد كانت الاسئلة بالنسبة لها في غاية اليسر و السهولة .. انه توفيق الله ودعوات الوالد .. أردفت : الهم تمم على خير .. اتجتمع الصديقات .. و اخذن يستعرضن الاجابة .. و يراجعن أوراقهن فهذا تؤيد الاجابه و وهذه تعارض و ترفض .. و بينا هن بين الصخب و الضجيج اذا بهن يلمحن نورة و هي شاردة الذهن .. تنظر الى البعيد .. انها مرهفة الحس .. تتصف بالهدوء و الاحزان .. بدأ الحزن على محياها إحساس بالكآبة يطبق على صدرها .. تفاجأت منها زميلاتها .. تتساءلن : اذا بها يا ترى ؟! قطعت عليهن تساؤلاتهن قائلة : أتدرون ماذا يعتبر هذا اليوم بالنسبة لنا ؟ فهم زميلاتها مغزاها .. فخيم الصمت على المكان .. و بدأ التاثر على الوجوه .. أكملت .. إنني سافارق هذا المكان الي نهلت منه عذب العلوم .. سافارق هذه الوجوه الطيبة .. سافارق من عشت معهن أربع سنوات بحلوها و مرها .. ثم ردت : الله إجمعني بمن أحب في جنات النعيم .. سمعت همساتهن .. اللهم آمين .. اللهم آمين .
عادت إلى المنزل و قد بدأ عليها علامات التعب و الالم .. ففترة الإختبارات مرهقة .. ألقت بجسدها المهك على سريرها ..و بدأت تفيض في مخيلتها سواقي الذكريات , وتقول : من قريب كنت بين أحضاني أم حنون .. ودعتني و رحلت .. و اليوم أودع ثلث من صديقاتي الطيبات .. و لا أدري أألتقي بهن في هذه الدنيا ,و عزائي الوحيد أن تكون الجنة ملتقانا .. و ترى من سأودع أيضا.. ؟ اشتغلت بتجهيزات العرس .. و ما يخصها من لابس .. و حلي .. وغيرها .. وكانت تتابع و بلهفة هي و صديقاتها النتائج .. وكانت نورة من ضمن المتفوقات .. زفت هذه البشرى الا وادها الحبيب وهي تكاد تطير فرحا .. اخذت تقول والبشر يلعو محياها .. أبي لقد تحق الحلم.. تساقطت دمعات من مقليته وهي تتذكر أمها الحنون .. أحست بالعزاء يسري في جسدها .. رددت ويدون شعور ليتك كنت معي ياأمي لتشاطرني فرحتي .. رحمك الله ياأماه .. أوه لا أصدق أنني تخرجت من الجامعة .. ومع كلمتها الأخيرة أصاب الأب غم وحزن تذكر مباشرة ذل الحادث الذي تسبب فيه بسبب سرعته الجنونية مما أودى بحياة زوجته الغالية .. وساق ابنته الحبيبة .. حاول كتمان تلك الكآبة .. فهو لايريد أن يكدر فرحة ابته بشئ .. لا يريد أن يحزنها .. أراد أن يشغلها السار ؟ .. ومع سماعها لهذه الكلمات من أبيهااعتلت وجنتها حمرة الخجل .. وحاولتأن تخفي ابتسامتها ولكنها لم تستطع .. فاردت باستحياء : كلا ياأبي ..فقال لها بحماس : ماذا تنتظرين هيا زفي له البشارة .. كلميه ..فإنه ينتظر هذا الخبر بفارغ الصبر ..في الجامعةتم تحديد موعد استلام الوثيقة الجامعية .. وفي نفس الوقت تم تحديد موعد الزفاف .. وزعت بطاقات الدعوة على الأهل والأصحاب .. ومع اقتراب الموعد .. هواجس كثيرة تنتاب حنان .. وكلما افضتبهذا الأمر لأحد قالوا : أمر طبيعي .. إنه شعور كل عروس إذا اقترب موعد زفافها .. وقبل الليلة الحددة بيومين .. إذ بابيها يشتد عليه السعال .. حاول إخفاء ذلك .. تعلل بأنه أمر بسيط .. وسيزول وأن الطبيب قد أعطاه الدواء ولكن هواجس حنان تزداد في نفسها .. والقلق يكبر في صدرها .. ماذا يا أبي الحبيب ؟ !! وفيالليلة التي قبل يوم الزفاف يشتد السعال على والد حنان .. مما اضطرها لان تتصل على خالد ليدرك اباها .. وفعلا نقل الى اقرب مستشفى وبعد التحاليل المكثفة والاشاعات .. اذ بالطبيب يفاجئهم بقوله بان حالة الاب الصحية سيئة جدا ولابد ان يكون تحت الملاحظة الشديدة .. فادخل في العناية المركزة .. اخفوا عن حنان هذه الحقيقة المؤلمة. اما بالنسبة للزواج فقد تاجل بسبب الظروف التي مر بها والد حنان .. كانت تبكي بحرقة والالم تدعو الله ان يبقي والدها.. ويشفيه ويعافيه .. الكل يبكي من حولها بصمت .. ويثي لحالها فليس في الدنيا سواه .. مكث أبوها مدة في المستشفى .. ونفسية حنان تزداد سوءا .. حتى وثيقة التخرج نسيتها .. بل تشاجرت مع خالد والذي لم يراعي مشاعرها .. وحلتها النفسية التي تمر بها .. فاسمعها كلاما جارحا لاذعا جعلها تشمئز منه.. وانقطع هو بدوره عن زيارتهم .. او حتى السؤال عن والدها .. فازدادت نفرة منه . إنها الآن في أمس حاجة لمن يقف بجانبها .. تريد من يواسيها في مصابها .. تريد من يخفف عنها آلامها .. تتذكر آيات الصبر .. وتسلي نفسها بقصص المبتلين .. تردد على لسانهادائما من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط .. كانت تذهب مع أناس من أقاربها لزيارة والدها المريض .. والذي لا يعي من حوله .. وذات يوم اتصلت عليها إحدى صديقاتها المقرباتالى نفسها .. واخذت تحثها على الصبر وعدم التجزع .. واقترحت عليها لو تذهب لاخذ وثيقتها لتحملها معها الى المستشفى لعل والدها يفيق .. فتريه ماكان ينتظره ( شهادة التخرج ) .. لعل هذا الامر يرفع من معنوياته .. جربي ولا يضرك شئ .. وبالفعل استلمت وثيقة التخرج وكانة تحملها في كل زيارة .. عل والدها يفيق من غيبوبته .. فيكون أول ما يراه الحلم العظيم الذي كان يتمناه لابنته .. و في احدى الزيارات .. تفاجأت بحركة غريبة في القسم الذي يرقد فيها والدها .. أناس يدخلون وآخرون يخرجون .. أطباء و ممرضون .. فدب الخوف والعلع في نفس نورة و تزايدت خفقات قلبها .. و اذا ترى الوجوم يغطي المكان .. تساءلت مالامر ؟!! لم يجبها أحد . . وتقربت من احدى كبيرات السن فاحتضنتها برحمة و الرأفة .. و قالت لها بنيتي : أحسن الله عزاءك في والدك ..لقد توفاه الله .. تجلدي بالصبر .. لم تدعها تكمل كلماتهافهي تشعر بان المكان من حولها يهتز .. بل يتزلزل ..بركان ثائر في نفسها .. اخذتتتارجح في مشيتها والاخرى تمسكها وتبكي .. وتذكرها ما للصابرين من الاجر .. تساءلت بصوت واهن ضعيف : أحقا رحلت يا أبي ؟‍‍ هل ذهبت فعلا وتركتني وحدي ؟ ‍‍ .. هل لحقت بأمي الحبيبة ؟ ‍‍ .. لمن تتركني في هذه الحياه الدنيا ؟ ‍‍ .. تجهشت بالبكاء و تقول : أبي الحبيب رحلت و لم ترى وثيقت تخرجي و التي طالما حلمت بها .. رحلت أيها الحبيب و لم تنتظر مني وفاء لجميلك العطر .. رحلت و مازالت كلماتك و نصائحك العذبة شهدا في مسامعي .. لماذا يا أبي لم تنتظر ؟‍‍ لم تدرك ما حةلها .. فقد سقطت على الارض.. و سقطت معها ورقة سعادتها و نجاحها .. الكل من حولها بين باك .. و متأثر .. و حزين .. أخذوا يرددون : اللهم أجرها في مصيبتها و خلف لها خيرا منها .. إنا لله و إنا إليه راجعون ..
قال رسول الله  :((عجبا لأمر المؤمن إنأمره كله خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له…)) . منقول........
وش رايكم ............................محبتــكم ..*السعادة*..:26:
…و السلام عليكــــــــــــــــــــــــــــــــــــم و رحمة الله و بركاتــــه
0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️