أمور تهون على من لم يرزقه الله الولد وتسليه إذا تفكر فيها وتأملها

الملتقى العام

أمور تهون على من لم يرزقه الله الولد وتسليه إذا تفكر فيها وتأملها:

1- أن يوقن أن ما من أمر قضاه الله وقدره إلا لحكمة بالغة ، فالله سبحانه حكيم في أقواله وأفعاله وتقديره لايقضي شيئا عبثا فإذا تفكر في فقد ولده انه أمر قدر عليه لحكمة ولو خفيت عليه حصل له التسليم التام والرضا بذلك وهذه حالة إيمانية عظيمة من استشعرها هان عليه الأمر .

2- أن ذلك من البلاء الذي يبتلى فيه المؤمن في الحياة الدنيا ليرى الله صدقه من كذبه وإيمانه من نفاقه وتسليمه من تسخطه ، وكل يبتلى بنوع من البلاء وقد ابتلى بأغلى شيء فليصبر .

3- ما يترتب على الصبر من عظم الجزاء ودخول الجنة فالجزاء من جنس العمل فكلما عظم البلاء عظم الجزاء فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال " من فقد حبيبه فصبر دخل الجنة " وأخبر أن فقد البنات حجابا من النار فكيف بمن حرم الولد ابتداء فصبر على ذلك , ما أعظم جزاءه وأحسن عاقبته.

4- أنه ربما صرف الله عنه الولد لطفا به ودفع عنه أعظم الشرين لعلم الله السابق أنه لو رزق ولدا لكان فتنه له في دينه وشغلا عن طاعته , وعذابا له وهما كما قص الله سبحانه عن غلام الخضر حينما قتله قال تعالى " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " أي : فعلمنا أن يحملهما حبه على أن يتابعانه على الكفر قال مطرف : " فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل , ولو بقى لكان فيه هلاكهما فليرض امرؤ بقضاء الله تعالى فان قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له فيما يحب"

وكم والد فتن بولده وصار وبالا عليه وشغله عن دينه والله المستعان.

5- إن كان الله أخذ منه الولد فقد بسط له في الوقت وبارك فيه ، فالتفرغ للعبادة والدعوة وطلب العلم والعمل الصالح نعمه عظيمة حرم منها الكثير , وكم من شغل برعاية ولده عن فعل الخير ، وكذلك فقد الولد فيه سعة في المال والرزق ، والولد مهلكة للمال فليستثمر ذلك في بذل المال وإنفاقه في وجوه البر والإحسان ، وكم رأينا من العلماء والصالحين الذين فقدوا الولد وبارك الله في علمهم وعطاءهم ولله في خلقه شؤون.

6- أن هذا الأمر لم يخصه الله به بل كتبه على طائفة كثيرة ممن قبله أو بعده يشاركونه في فقد الولد وأن الله كما فاوت بين الناس في الرزق فجعل منهم الغنى والفقير فاوت أيضا يبنهم في هذا الباب فجعل منهم عقيما ومنهم ولودا والتفكر في هذا يهون الأمرعليه ويسليه .
25
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أنتظرته حيل
أنتظرته حيل
جزاك الله خير
##داعية الى الله##
جزاك الله خير
جزاك الله خير
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاكي الله خيرا كثيرا اختي
فعلا هي تذكرة
جعلها الله في ميزان حسناتك ولاحرمك اجرها
همم فوق القمم
همم فوق القمم
جزاك الله خير
سديم الصباح
سديم الصباح
بسم الله الرحمن الرحيم
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } الكهف/46؟.
ما هي الباقيات الصالحات المقصودة
الحمد لله

قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه - :

وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم - .
قال مقيده – عفا الله عنه – والتحقيق : أن الباقيات الصالحات : لفظ عام يشمل الصلوات الخمس والكلمات الخمس المذكورة وغير ذلك من الأعمال التي ترضي الله تعالى ؛ لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية كزينة الحياة الدنيا ؛ ولأنها – أيضاً – صالحة لوقوعها على الوجه الذي يرضي الله تعالى
اسالوا دمي عن غلا امي
سديم الصباح .......بارك الله فيك ياخيتي ......وجزاك الله خير ....