أمي ليتكِ تعودي....

غصةً في الحناجر...تشتُتً فهذيان
ترقبني الأحزان
تُحيطني الأقواس
فتطلق السهام
تفجعني فيزداد الهذيان....
هُناك صوتاً قاسِ الأحساس
يُزلزلُ قلبي
يُتقنُ سرد الأحزان.....
يقولُ أمكِ ماتت!!
ألا تسمعين ماتت!!
ألا تفقهين ماتت!!
ومات معها الحنان....
كيف ذلك؟؟
وروحكِ في عيناي مرآة!!
كيف ذلك ورائحة عودكِ تملئ الأنفاس؟؟
سجدتكِ فوق سريركِ تنتظر جبينكِ بإستحياء...
ثوبكِ مازال فوق شماعةُ الذكريات...
ماءُ زمزم المقروء فيهِ يختلس البكاء..
صوتكِ أسمعهُ ينادي(هدى..هدى)
أمكِ عطشئ تُريدُ جرعةِ ماء..
أسمعكِ تُناديني أسرعي أبنتكِ خائفةً
أقرئي عليها أياتٌ من القرآن...
وحصنيها بالأذكار...
كيف ذلك ؟؟؟
أستغفر الله...أستغفر الله...
أعوذ بالله من الشيطان
لا أعتراض على قضاء الله..
ولكن الإنسانَ على الضعف مجبول..
هامتهُ في السّماءِ ودمعهُ مقهور
أمي في ذمة البارئ
وقلبي يئنُ محزون
دموعاً...ودموع
وآهاتً من صدراً مخنوق..
أمي أبنتي تلك الصغيره
تُحاصرني..تُشلني بالتساؤلات..
تسئلوني...
أمي لما تبكين؟؟؟
أجدتي ماتت أم أنتِ تُمثلين؟؟؟
أمي لما ترجفين؟؟؟
أجدتي ماتت أم أنتِ تتخيلين؟؟
أمي حفيدتكِ مازالت صغيرةً..
ولكنها تُجيد تقمص الأدوار
قالت:ماما حبيبتي
لاتبكين أنسيتِ جدتي تكرهُ الأنكسار..
أنهضِ لاتبكين
أنا أمكِ ..أنا الحنان الذي ترجين..
حينها أعتقتُ دموعي..وودعتُ أحزاني
لعل صغيرتي توفِ بوعودها...
وتصبحُ أمي وحنانها وعطرها المنثور.
نهضتُ فأمسكت عزائمي بيدي..
وتجلد الصبرُ خافقي...وذكرتُ المعبود.
وحمدتهُ على القدر المحتوم...
سنينً مضت وطيفكِ أمي مرسوم...
ذكركِ وخيركِ حيً لا يموت
تزورينني بأحلامي...
جميلةً يشعُ من وجهكِ النور
تُقبلينني ...تحضنينني
تقولين...أبنتي لا تبكين
أبشري أني بخير...و إن شاء الله من الصالحين الطيبين
أمكِ أجتهدت بلأعمال الصالحةِ
فأوصيكِ بالصدقةُ الجاريةِ..والدعاء الذي لا ينقطع...
فأستيقظتُ من أجمل الأحلام
ودموعي تذرفُ بأشتياق
ويلجمها التضرع والدعاء...
رحمكِ الله أمي وأسكنكِ الجنان..
ليتكِ تعودي لأقبل قدماكِ
ونختم القرآن كما كنا نفعل في رمضان...