أم بلا كرامة بقلمي

الأدب النبطي والفصيح

تجمعت الغيوم في السماء منذرة بأمطار غزيرة وظل رنين الهاتف يتردد في الصالة

رد الأب وكان المتحدث هو بعينه

يطلب السماح من الأب ويستأذنه في الحضور ليأخذ زوجته واطفاله

رد الأب بصوت مرتجف وغاضب :ولكنك هذه المر ة أهنتها كثيرا

وظل يستمع لسيل ومن الاعتذارات والوعود

اخيرا هدأ الأب قليلا وقال له في نفاذ صبر:هل تعدني الا تضربها بعد ذلك ولا تسيء لها ابدا انا كنت أفكر في احضار والدك واخوتك لكي نصل الى حل نهائي معك


فعاد سيل الاعتذارات والتوسل ينساب الى اذن الاب عبر اسلاك الهاتف

والأب يستمع وهو مغمض عينيه في ألم

ثم اخيرا وقد ترآى له زوجين من العيون البريئة هي عيون احفاده الصغار

قال له حسنا : حسنا تعال وعدني الا تكررها

وحكى لابنته عن فحوى المكالمة ونتجيتها

فقالت في هدوء : ليس من أجله سأذهب ياأبي بل من أجل اطفالي

أمه بالأمس اتصلت بي وهددتني بطريقة غير مباشرة في حال عدم رجوعي

الى ابنها ستأخذ هي اطفالي عندها وهي كما تعلم ياابي قاسية جدا

فربت الأب على كتفها داعيا لها بالهداية وصلاح الحال مع زوجها

وأعدت أغراضها

ولبست حجابها وجاء هو ليأخذها وعندما ودعت اختها همست لها في حزن

لماذا تعودين اليه اليس عندك كرامة !لقد أهانك كثيرا

فابتسمت لها وقالت :أنا أم وعندما تتزوجين وتنجبين ستعرفين معنى كلامي

وذهبت مع زوجها

وفي السيارة

انهمرت اسماء ممطرة بقوة

بينما عينان تحت غطاء وجه احدى السيدات في احدى السيارات تنهمران بقوة
ومع كل دمعة تشعر بشيء من الهم يتساقط وعندما تتردد ضحكات اطفالها في المقعد الخلفي تتزايد تلك الدمو
وهي تنعي كرامتها
0
516

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️