قصة فتاة .
أريج الحيدري ـ جدة
" جريدة المدينه " السبت 13 محرم 1422هـ الموافق 7 بريل 2001م( العدد 13863)السنه السادسه والستون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تألمت عندما جلست معها وتألمت أكثر وأنا أكتب قصتها لنشرها في هذه الصفحه وستتألمون أكثر عندما تقرأونها ..
انها امرأة شغلت العديد من المناصب في الدوائر الحكوميه .. الجميع يعرفها ويعرف بمكانتها المرموقه .. لقائي معها لم يكن بالأمر السهل فقد حاولت معها تكرارا ومرارا سرد قصتها من باب العضه لامن باب التشمت فرفضت بقوة .. اتصالاتي بها لم تنقطع حتى في أوقات انشغالي .. تقربت منها أكثر وأكثر حتى اقتنعت بوجهة نظري .. وافقت على ماعرضته عليها بشروط شديده جدا فوافقت مقابل السماح لي بسرد قصتها .. ومن كرسي منصبها جلست تحكي بألم شديد .. قائلة. فقدت ابنة من بين اربعة ابناء ..رحلت عني في ظروف غامضه لا أعرف بدايتها ولكن المهم انها تركت لي ضميرا مثقوبا ومشوخا اتذكر حينما طلبت مني ببراءة الأطفال ان تتحجب وان تكون مختلفة بعض الشيء عن فتيات اليوم فنهرتها ورفضت بشده وحتى أحاول اشغالها وتغيير فكرها المعقد خالطتها بابناء أخي المنفحين.. احضرت لها القصير وشبه الشفاف واشتريت لها مسجلا خاصا مع أشرطة شبابيه.. حرضتها على والدها واخوانها.. حرضتها بارادتي على معصية ربها!! وهذا نتيجة ماتربيت عليه.. ــ كنت اعتقد ان ملك الموت سيمهلني إلى ان يصل عمري ستين عاما ويصل عمرها ثلاثين.. لم اتخيل ان يصيبها مرض بسيط اكل كل جزء من جسدها رآه كل غريب واعترف ان هذا عقاب لنفسي قبل ان يكون عقابا لها.. فانا أهوى مشاهدة الأفلام والتسجيلات وأرقص على الأغاني واسهر الليالي على رشاقة جسمي.. جافيت زوجي وابنائي جميعهم وتنكرت لجميع واجباتي قائلة لهم المال هو الذي يحدد كرامة الإنسلن والعبدات يمكن قضاؤها مستقبلا . ــ وأخر مرة جمعنا فيها القدر كانت في لندن.. كنت أسير على غير مسلك زوجي فهو ذو افكار محافظه وانا صاحبة افكار منحلة!!
..ـــ قصرت من ملابس ابنتي هناك اكثر واكثر حتى أن الجميع يتلفتون بعجب إليها فاهمس في اذنها إن كرامه الفتاة لا تنال إلا بالاعجاب من قبل الاشخاص.. قضينا اسبوعا كاملا في لندن يشهد على اجرامي ويشهد على عدم استخفافي لشرف الامومه.. ابنتي فقدتها على فراش الموت وكانت ترد لم أكن من المصـلين ولاممن يحضون على طعام المسكين فاسكتها وأفول لها ستعيشين.. والدها كان يحاول تلقينها الشهاده.. يقول بدمعة حارقه قولي لا اله الا الله محمد رسول الله فلا ترد الا لا..لا..لا.. لم أكن من المصـلين. حياتي بعدها ألم وأشعر احيانا كثره انني امرأة نصف شريفه لم تحافظ على عادتها الاسلاميه فاصابها الله بسيل من الهموم. عندما انتهت من سرد قصتها معي رددت أكثر من مره أنا امرأة نصف شريفه وتركتها وهي تردد هذه الكلمه مع نفسها وكأنها تقر وتعترف بأنها سبب ضياع ابنتها الشابــة.
وبالله التوفيق.
نقلا عن الأخت روفان "واحة المرأه" www.wahaweb.com
مشاعر @mshaaar
عضوة فعالة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
لا ينفع الندم حين فوات الأوان , قال صلى الله عليه وسلم " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وإن كانوا آبائهم أو أمهاتهم , فيوم القيامة يأتي الشخص فردا وليس معه سوى عمله نسأل الله السلامة والعافية وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أدعوا الله عز وجل أن تكون هذه القصة عبرة وموعظة للأهل وللأبناء معا.
جزاك الله خيرا .