بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات أسعدكن الرحمن ..
تكلمت في موضوعي السابق على هذا الرابط
(( اذا غلط أحد علي ، هذي طريقتي والحمدلله ما يبقى في نفسي على من جرحني حقد ولا غل ! ))
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3912588
خطوات عملية بسيطة جدا تساعدك على اكتساب خصلة فضيلة صاحبها من أسعد الناس .. تلك الفضيلة العالية هي ( سلامة الصدر ) ..
وهذه الليلة قبيل خلودي الى النوم أردت أن أحكي لكم ثلاث قصص لأناس أعرفهم شخصيا عرفت عنهن سلاااامة الصدر بكل ما تعنيه الكلمة ورأيت كيف حياتهن سعااادة وفرج من الرب الشكور الرحيم العظيم .
القصة الأولى :
بطلتها أم صديقتي - صديقتي منذ 18 سنة - ذات مرة قبل سنة ونصف كشفت لي سرا من أسرار والدتها حفظها الله ..
فقالت : كم تتوقعي عمر أمي ؟
أجبتها : بما أنني أعرفكم منذ زمن فأتوقع أن أمك في الستين ! لكن لو كنت لا أعرفكم لقدرت أنها في الخمسينات !
قالت صديقتي : أمي على مشااارف التسعين !!!!!!
ألجمحت فمي الدهشة ورب الكعبة .. واستولت علي الصدمة !!
معقولة في نهاية الثمانين !!!!!!
قالت : إي وربي ..
يا صديقتي أمك لا يظهر عليها الكبر .. ووجهها نوور يتلألأ .. وقوامها ممشوق .. ويومها نشاط وحيوية .. حتى انها منذ اكثر من 18 عاما تذهب الى دار التحفيظ وقد حفظت القرآن كاملا !!
لا إله إلا الله ، آمنت بالله !!
أحتاج دهرا كاملا لتنطفيء ملامح دهشتي !!
قالت صديقتي : يا طموحي أمي لها سر عجيب قل من يحمله حتى بين اهل الصلاح .. ولها عجائب مع هذا السر !!
هل تصدقين أن والدتي لما تزوجت حملت ببنت ثم ولد ثم لم تنجب .. ومرت الشهور والسنين تلو السنين ولم يعد عند أحد ممن يعرف أمي توقع أن تنجب فقد أصبحت في الخمسين من عمرها !! فحملها من المستحيلات ..
وكانت المفاجأة حملت أمي ثلاث مرات ببنات .. !!
لا إله إلا الله !
قلت سبحان الله ولد وأربع بنات يسروا الناظرين ويقروا العين من صلاحهم .. فكلهم من حفظة كتاب الله ومن طلبة العلم وحملة الشهادات العليا ..
وأيضا ربي فتح عليها فوفقها لحفظ القرآن .. وفتح عليها في الرزق فلديها تجارة ! بااارك الله ..
وكما أسلفت صحة في البدن ولا يتوقع من يراها انها في آواخر الثمانين !
أكيد كلكم متحمسين : ما سر هذه البركة في حياة هذا المرأة المسنة ؟؟
كما أخبرتني ابنتها : أمي تسامح كل من يسيء إليها أو يقصر في حقها .. بل أكثر من ذلك أمي تنسى أي إساءة ولا كأن شيء حصل !
ومن المواقف التي ذكرتها :
كان لنا ونحن صغار جيران اعمار نساؤهم في العشرينات وكانت أمي تقوم بحق الجوار ..
ومع مرور السنين كل ارتحل في حي !
وأصبح الجارات الشابات في الخمسينات .. وانقطع التواصل وكل انشغل بنفسه وبواجباته .. لكن أمي تقوم بالاتصال عليهن والسؤال عنهم !
تقول صديقتي : ذات مرة تضايقت لان امي كبيرة والحق لها أن يسألوا عنها ! ولا عليها منهم ..
فصارحت أمي ، من لا يسأل عنك لا تسألي عنه !! فخاصمتني .. وقالت طهري قلبك .. انت تتعاملي مع الله .. وهذا يا بنتي الذي تتفوهي به ليس من أخلاق الإسلام !
فسلااامة الصدر التي تمتلكها أمي هي سر النعيم الذي هي فيه !
فتذكرت يا أخواتي الغاليات أبو دجانة رضي الله عنه فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل (منور) فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين".
القصة الثانية :
بطلتها ابنة خالي .. يا الله يا بنات أعجز عن وصف هذه الإنسانة .. رحمة رقة لطف يمشي على الأرض !
قلبها ناااصع البياض لا تحمل حقدا ولا غلا ولا حسدا على مسلم مهما جرحها ..
تزوجت ابن خالي الثاني وهو وحيد أهله !
فشاء الله ألا تحمل وقد مر على زواجها أكثر من 11 سنة !
وخالي وزوجته يحبون بنت خالي هذه لكن ايضا يريدون ان يروا احفادا لهم !!
فوصلنا خبر أن ابن خالي خطب .. وها هو تزوج ..
وبنت خالي غالبا من تكون في موقفها تشعر بالجرح والنقص والألم ...
لكن بنت خالي كان الأمر جدا عادي .. ولم تحقد او .. كما سبق ذات قلب طفولي بريء ..
فيقدر الله لبنت خالي أن تحمل في نفس العام ! والآن عندها بنت وولدين !!!!! ربي يحفظهم ويسعدهم ..
والله يا أخواتي طوال سنوات زواجها عمر ما صارت مشكلة بينها وبين زوجها او بينها وبين أهله او حتى بينها وبين زوجته الا اذا بدأت زوجته الثانية فتجدون بنت خالي تبتسم وتنسى الإساءة !
وزوجته الثانية غادرت أكثر من مرة بيت زوجها لمشاكل بينهم تقع او بينها وبين اهله ( للعلم أم زوجها خالتها أخت أمها ) ووصلت مشاكلهم لحد الطلاق !
القصة الثالثة /
لصديقة لي عرفتها فعرفت الرقي بكل معانيه !
لا تحب أن تجرح مسلما .. ولو حصل من غير قصد تظل تلوم نفسهااا فترة طويلة وتسعى إما في الاعتذار المباشر وإما في الإحسان ليس جبنا من الاعتذار ولكن لأن الموقف لو اعتذرت منه ربما زاد الجرح فتختار الطريقة المناسبة ..
تحب الخير للآخرين وتتمنى لهم ما تتمنى لنفسها .. ولا تحسد ولا تحقد ..
فعرفتها موفقة في حياتها كلها ..
نعم يا أخواتي ..
سلامة الصدر جنة الدنيا وسلم لجنة الآخرة ..
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس.
ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده في مرض ألمّ به قال: قوّى الله ضعفك ،فقال الشافعي رحمه الله: لو قوى ضعفي لقتلني،قال الزائر :والله ما أردت إلا الخير،فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير !!
تصوري لو سبه شتمه لقال الشافعي هو ما أراد لي إلا الخير ، وهذا ما قصدته في النقطة الأولى في موضوعي الأول .. حتى لا يبقى في نفسك شيء تجاه من آذاك من المسلمين خاطبي نفسك : هو لا يريد لي الإ الخير ولكنه لم يحسن الاسلوب او الطريقة ! وانتهى عن الاسترسال والتفكير في الموقف تعوذي بالله من الشيطان الرجيم وأشغلي نفسك بأمر ينفعك .
فخلد التاريخ اسم الشافعي على صفحات من نور الإمامة والعلم !
وهذا سفيان بن دينار قال: قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي رضي الله عنه : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال: كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قلت :ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم !
فالله الله يا غالية في سلامة الصدر .. وإذا لم ترتدع نفسك خوفيها بأن المسألة ليس فيها اختيار فمن بقي في نفسه على مسلم شحناء من حقد او غل او حسد يحرم من مغفرة الذنوب !!
قال صلى الله عليه وسام ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً؛ إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
أعتذر للإطالة .. وعدم التنسيق ، وأختم بدعاء كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو به في صلاته :
اللهم ! إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم .. اللهم آمين .
أختكم المحبة / طموحي أن أكون ولية لله ،،
ربي يثبتهم على الحق .. ويثبتنا ...
خصله نادرا احد يقدر يملكها ..
اللهم إنا نسألك سلامة القلب
جزاك الله خير وكثر من امثالك