
.
.
بزوغُ شمسٍ مفاجِئ ,
عنيانِ غائرتانِ في ثوانيْ الجُحود ,
شَعَرات شيْب متساقطةٍ
قد اختلطتْ بلفائف الصوفِ المرماةِ على سرير عتيق ,
تشيُرإلى أنّ من فعل ذلك أناملُ امرَأة ,
تغْزلُ من الصوف دُمَىْ , تعلّقها على جدرانها ,
وضعت بها أجراسٌ تؤنِسُ وحدتها ؛
عندما تهزء الريح الغاضِبة من كُوخِها ,
هذهِ هندْ .. وَ مهند .. وتلك لُبَابة ..!
وبين يديها تنسج جدائلُ ليلًى ..
تضعُها موازية لنافذةِ الغروبْ
لحكمةٍ يحدثها بها عقلها ؛ بأنّ الحياَة قائمةٌ على الصدفة,
فهي تظًنّ أنّ تلك الجدائل ستعمل عملها السحري ّ..
فيلتَحمُ لونُها بأشعةِالشمسْ.. وتأتي لها السمَاء صدفةً ب ليلى !
لكن ماهي إلاّ ثواني حتى تعُود ..,
فينغمس عقلها بظنّ جديْد ؛
يحمل بين طيّاته حنينها إلى الماضيْ
وأصوات البكاءِ والضحَكَات ,
قبل أن يأتي إليها وحشُ الحزن ؛ ليأكل قلبها الضعيف !
فلربما يوماً ما ترى التفاؤل حبلاً تشدّ به على اعْوجاجِ خاصِرتها ,
وتهزءُ من الريح وهديرها..
فلا تهتم لذلك ؛
لأن أناملها عرفت حقيقة ما صنَعت وتعِبَت عليه طوال حياتها ,
سوى دُمَى بلا روح !
فهي الآن تحظى ب حضْنِ الأرض وقُبَلٍ السّماء ...!
.
.
