أنا بأمسّ الحاجة لهذا الموضوع
السلام عليكم.من فضلكن من فيكن تعرف شيى عن ابو مروان عبد الملك بن علي. سيرته حياته.ثكرا جزيلا انافي امس الحاجة لهدا الموضوع
2
521
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بحثت ولقيت هذا الموضوع إن شاء الله يكون هو مرادك:
-------------------------------
الإمام الفقيه المحدث المتفنن أبو عبد الملك مروان بن علي البوني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه ترجمة للإمام الفقيه المحدث المتفنن شرف الدين ، أبو عبد الملك مروان بن علي الأسدي القطان البوني، أحد العلماء الذين اشتهروا في الحديث الشريف رواية و دراية و بالفقه ، كما عرف بصلاحه وورعه حتى لقبه أهل بونة ب سيدي مروان تشريفا و تقديرا لعلمه وزهده.
اجتهد في طلب الحديث الشريف فسمع مالا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، وسافر للأخذ و السماع على كثير من الحفاظ و العلماء ، ولم يكن الحديث الشريف و علومه هما دراسته فقط بل درس الفقه و النحو والتاريخ وعلم الرجال.
كما اشتهر بمؤلفاته خاصة شرحه لموطأ الإمام مالك ، و لصحيح البخاري رحمهما الله.
اسمه و كنيته و نسبه:
مروان بن علي بن محمد ، يكنى بأبي عبد الملك و شرف الدين الأسدي القطان البوني، و الأسدي نسبة إلى بني أسد بن عبد العزى
و القطان لقب له و لأبيه لاشتغالهما بتجارة القطن ، أما البوني فنسبة إلى مدينة بونة ( و هو الاسم القديم لمدينة عنابة الجزائرية) التي هي الموطن الأصلي لأسرته، و قد حمل لقب البوني الكثير من العلماء و الادباء و الفضلاء.
مولده و نشأته و طلبه العلم:
ولد أبو عبد الملك البوني في مدينة قرطبة ولم أعثر على تاريخ ميلاده الذي لم تحدده المصادر على كثرتها حوله، نشأ في كنف والده الذي كان يحسن كثيرا من العلوم الدينية و الشرعية ، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وعلمه الخط ، و بعض مبادئ اللغة العربية و العلوم الإسلامية و الأحكام الدينية لكي يتهيأ لحياة علمية مكثفة ، و لما بلغ طور الطلب بتجاوز المرحلة الأولى ، أخذ في مجالسة الشيوخ و الاتصال بهم و ملاقاتهم في مدينة قرطبة التي كانت تعج بالعلماء و الشيوخ ، كما اشتهرت بكثرة المكتبات و دور العلم، ومن شيوخها الذين أخذ عنهم : أبو محمد الأصيلي، والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس، و حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم.
ثم سافر إلى بلاد المغرب، فأخذ عن علماء مدينة تلمسان ولقي، ومنها انتقل الى القيروان حيث اتصل بعالم المغرب المحدث المقرئ علي ابن محمد بن خلف المعافري القابسي ، كما لازم المحدث الفقيه ابو جعفر الداودي شارح صحيح البخاري مدة خمس سنين أخذ عنه معظم تآليفه، وبعد هذه الرحلة العلمية يتجه مترجمنا صوب مدينة بونه ليستقر بها.
و هناك ببونة عقد مجالس التدريس و الرواية بمسجدها الجامع ، فقصده طلاب العلم من جميع النواحي ينهلون و يستفيدون من علمه، وقد اشتهر بحسن السيرة و السلوك ، و الزهد و الورع و الصلاح فكان أهل بونة يسمونه "سيدي مروان " فهو عندهم في عداد أولياء الله الصالحين ، وهو الاسم الذي لا زال يطلقه أهلها إلى يومنا.
شيوخه:
( 01) - أحمد بن نصر الداودي الأسدي ( ت سنة 402 هـ ): أبو جعفر، من أئمة المالكية بالمغرب. كان بطرابلس وبها أصل كتابه في شرح الموطأ ثم انتقل إلى تلمسان. وكان فقيهاً فاضلاً متقناً مؤلفاً مجيداً له حظ من اللسان والحديث والنظر. ألف كتابه النامي في شرح الموطأ والواعي في الفقه والنصحية في شرح البخاري والإيضاح في الرد على القدرية وغير ذلك.
حمل عنه أبو عبد الملك البوني و لازمه خمس سنين ، و أخذ عنه جميع تواليفه
(02) - أبو محمد الأصيلي (تسنة 392 هـ): الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي تفقه بقرطبة وبمصر وببغداد، وأتقن أخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علما جما.
كان رأسا في الحديث والسنن وفقه السلف له كتاب كبير سماه الدلائل في اختلاف العلماء حمل الناس عنه.
(03) - القاضي عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس ( ت سنة 402 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ، أبو المطرف، عالم بالتفسير والحديث وتاريخ الرجال.
له تصانيف جيدة منه: القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن) و (المصابيح) في تراجم الصحابة و (فضائل التابعين) و(الناسخ والمنسوخ).
وجمع من الكتب ما لم يجمع مثله أحد من أهل عصره في الأندلس.
(04) - علي ابن محمد بن خلف القابسي ( ت سنة 403 هـ) الإمام الحافظ الفقيه العلامة عالم المغرب أبو الحسين علي ابن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي صاحب الملخص حج وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ وأبي زيد المروزي وابن مسرور الدباغ بإفريقية دراس بن إسماعيل وطائفة وكان عارفا بالعلل والرجال والفقه والأصول والكلام مصنفا يقظا دينا تقيا.
(05) - حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ( ت سنة 431هـ) : يكنى أبا علي، أصله من مدينة المسيلة ( الجزائر)، تعلم وأخذ عن شيوخ و علماء بلده ، ثم انتقل إلى قرطبة ، واشتهر بتمكنه في الفقه المالكي ، ولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة.
عرف بصلاحه و عفته و تواضعه،ً توفي في قرطبة ، ودفن بمقبرة العباس.
الصلة لابن بشكوال (1/46).
و غيرهم.
تلامذته:
استفاد من علم هذا الفقيه المحدث خلق لا يحصى ، حيث قصده طلاب العلم من كل جهات العالم الإسلامي ، و سأذكر بعضا من أشهر تلامذته:
(1) - حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي ( 469 هـ):
روى بقرطبة عن جماعةٍ من العلماء.
رحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه،
رحل إلى مكة حرسها الله وحج ، ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها.
(02) – ولده علي بن مروان بن علي الأسدي ( ت حوالي سنة 456 هـ): يكنى أبا الحسن ، ولد بمدينة بونة وأخذ عن أبيه تأليفه وحدث به، رحل الى الأندلس فأخذ عن علمائها وسكن قرطبة، حدث بشرح الموطأ لوالده ، لقيه القاضي أبو محمد بن خيرون القضاعي وقرأ عليه،
كان راوية فقيها حافظا أديبا له حظ من قرض الشعر.
(03) - عمر بن سهل بن مسعود اللخمي المقرىء ( ت بعد سنة 442 هـ) : من أهل طليطلة، يكنى: أبا حفص.
رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السامري وأبي الطيب بن غلبون، وأبي عبد الملك البوني ... وغيرهم.
كان إماماً في كتاب الله تعالى، حافظاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، عالماً بطرقه، لسنا حافظاً لأسماء الرجال وأنسابهم، خفيف الحال قليل المال، قانعاً راضياً رحمه الله.
(04) - عمر بن عبيد الله بن زاهر ( ت 440 هـ) : أندلسي استوطن بونة من عمل إفريقية، يكنى: أبا حفص.
روى عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي عبد الملك مروان بن علي الأسدي البوني، وأبي القاسم إسماعيل بن يربوع السبتي وغيرهم.
( 05) - محمد بن إسماعيل بن فورتش قاضي سرقسطة ( ت ؟؟ لم أعثر على تاريخ وفاته : يكنى: أبا عبد الله.
له رحلة إلى المشرق حج فيها، وكتب الحديث عن عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران القابسي، وأبي عبد الملك البوني، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. وكان ثقة في رواية، ضابطاً لكتبه، فاضلاً، ديناً، عفيفاً راوية للعلم، روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الوليد الباجي.
(06) - أبو بكر الأسديّ، ابن القيرواني الصابر ( ت 482 هـ): روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102
( 07) - أحمد بن وليد، يعرف بابن بحر ( ت 486 هـ) : من أهل أشونة: يكنى: أبا عمر.
كان معتنياً بالعلم، وعقد الوثائق، واستقضى بجيان،
(08) - أحمد بن العجيفي العبدري ( ت 489 هـ) : من أهل يابسة، يكنى: أبا العباس.
حدث عن أبي عمران الفاسي، وأبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وغيرهما.
لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بيابسة وروى عنه بها.
(09) - محمد بن نعمة الأسدي العابر القيرواني( 482هـ) يكنى: أبا بكر.
روى بالقيروان عن أبي عمران الفاسي. ومروان بن علي البوني، وعلي بن أبي طالب العابر، وأكثر عنه، وعبد الحق الصقلي وغيرهم. وكان معتنياً بالعلم عالماً بالعبارة وجمع فيها كتباً واستوطن المرية، وسمع الناس منه.
(10) - يحيى بن محمد بن حسين الغساني ( 442هـ) : يعرف بالقليعي، من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا زكرياء.
روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين جميع ما عنده، وعن أبي محمد بن خلف ابن علي السبتي، ورحل إلى المشرق وسمع من: أبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وكان خيراً فاضلاً ثقة فيما رواه.
كان من كبار أهل غرناطة موضعه مشاوراً، حسن الهيئة والسمت فاضلاً جزلاً رحمه الله.
- ومن تلامذته أيضا ذو النون بن خلف، وابو هارون موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير و غيرهم.
- مَنَاس بنون خفيفة محمد بن عيسى بن مناس القيرواني عن رجل عن القاسم بن الليث الرسعني قلت وأبو موسى بن مناس من كبراء فقهاء إفريقية ونبهائها والمقدمين بها وله كلام كثير وتفسير لمسائل ( ( المدونة ) ) مسطرة وقد سمع من البوني رضي الله عنه قاله القاضي عياض في كتابه ( ( ترتيب المدارك ) ).
وفاته:
توفي رحمه الله بمدينة بونة ( عنابة ) سنة 439 هـ على الأرجح و دفن بها.
مصنفاته وآثاره:
أوردت المصادر التي ترجمت لأبي عبد الملك البوني مؤلفين هما : شرح موطأ الإمام مالك و شرح لصحيح البخاري مفقود ، وقد قمت بتتبع شرحين للصحيح ، و هذا يدل على طول باع المصنف، وتمكنه من علوم الحديث الشريف.
وهذان الكتابان ذكرهما الحافظ ابن حجر و أثبت نسبتهما إلى البوني في معجمه المفهرس، قال: " ... كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما لأبي عبد الملك مروان بن علي البوني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي بهذا السند إلى ابن عتاب عن حاتم بن محمد الطرابلسي عنه قال ابن عتاب وقرأت نص شرح الموطأ على حاتم المذكور ولي فيه زيادات" :
" المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة " لابن حجر العسقلاني : 2/130.
أما في الفقه ، فإن لمترجمنا آراء و مسائل وفتاوي فقهية مبثوثة في مختلف كتب الفقه و النوازل.
ثناء العلماء عليه:
أثنى على أبي عبد الملك البوني جمع من أهل العلم،ووصفوه بالمحدث الحافظ و بالإمام الفقيه و بالرجل الصالح الفاضل، وأشادوا بمؤلفاته خاصة شرح الموطأ، و هذا الشرح يعتبر مع النامي في شرح الموطأ للداودي هما العمدة االذان اعتمدهما ممن جاء بعدهما من شراح الموطأ ، وإن إطلالة قصيرة على شرح الزرقاني تؤكد ذلك.
ولننقل بعض أقوال هؤلاء العلماء و المؤلفين:
- الإمام الحافظ الحميدي الذي قال في ترجمة للبوني رقم 798 : " كان فقيها محدثا ، وله كتاب كبير شرح فيه الموطأ ... ذكره لي أبو محمد الحفصوني، وذكر عنه فضلا وعلما، وهو مشهور بتلك البلاد ( يقصد المغرب العربي)".
جذوة المقتبس للحميدي:1 / 342.
- الإمام المحدث الحافظ القاضي عياض الذي قال عنه : " كان من الفقهاء المتفننين. وألّف في شرح الموطأ، كتاباً مشهوراً حسناً، رواه عنه الناس"
كما نقل ثناء كل من الحافظين الإمامين حاتم الطرابلسي وأبو عمر ابن الحذاء وهما من تلامذة مترجمنا.
" قال حاتم الطرابلس : كان رجلاً فاضلاً حافظاً، نافذاً في الفقه والحديث. أصله من قرطبة. سمع معنا وكتبت عنه تفسير الموطأ من تأليفه. ...و قال أبو عمر ابن الحذاء: كان صالحاً عفيفاً عاقلاً، حسن اللسان رحمه الله".
ترتيب المدارك : 2/34.
- أما الإمام ابن فرحون فقد ترجم له و أثنى عليه قائلا: " ... كان من الفقهاء المتفننين ، وكان رجلاً حافظاً فذاً في الفقه والحديث وكان رجلاً صالحاً ، وله تأليف في شرح الموطأ مشهور حسن رواه عنه حاتم الطرابلسي وابن الحذاء".
" الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" لابن فرحون 1/386.
المصادر و المراجع:
- " تذكرة الحفاظ " للإمام الذهبى، تحقيق زكريا عميرات، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان
الطبعة 1، 1419هـ- 1998م.
- " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي ، دار النشر مؤسسة الرسالة، تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، ط9 ، 1413 هـ.
- " فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني ، المكتبة السلفية.
- " عمدة القاري في شرح صحيح البخاري" للشيخ الإمام بدر الدين العيني، إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
- " ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك, للقاضي عياض بن موسى السبت " وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المملكة المغربية 1981م.
-" الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " لابن فرحون مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2003م.
- " جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس " للحميدي ، تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي ـ دار الكتب العلمية بيروت ، ط1 ـ 1417هـ / 1997م
-" الصلة في الرواة " لابن بشكوال مكتبة الخانجي القاهرة 1994م.
- " التكملة لكتاب الصلة " لابن الابار القاهرة 1955م.
- " بغية المتلمس " للضبي ، تحقيق ابراهيم الابياري ، دار الكتاب المصري القاهرة ، و دار الكتاب اللبناني بيروت ط1 ، 1410 هـ/ 1989م.
- " المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة " لابن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد شكور محمود الحاجي أمرير المياديني ، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى 1418ه - 1998م
- " توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم " لابن ناصر الدين شمس الدين القيسي الدمشقي، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة - بيروت – ط1، 1993م.
- " الأعلام " خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين - بيروت لبنان- الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980 م.
- مقال للأستاذ احمد بن ذياب في جريدة الشعب ( الجزائر ) بعنوان " سيدي مروان دفين عنابة " بتاريخ 7 جوان 1986م.
-------------------------------
الإمام الفقيه المحدث المتفنن أبو عبد الملك مروان بن علي البوني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه ترجمة للإمام الفقيه المحدث المتفنن شرف الدين ، أبو عبد الملك مروان بن علي الأسدي القطان البوني، أحد العلماء الذين اشتهروا في الحديث الشريف رواية و دراية و بالفقه ، كما عرف بصلاحه وورعه حتى لقبه أهل بونة ب سيدي مروان تشريفا و تقديرا لعلمه وزهده.
اجتهد في طلب الحديث الشريف فسمع مالا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، وسافر للأخذ و السماع على كثير من الحفاظ و العلماء ، ولم يكن الحديث الشريف و علومه هما دراسته فقط بل درس الفقه و النحو والتاريخ وعلم الرجال.
كما اشتهر بمؤلفاته خاصة شرحه لموطأ الإمام مالك ، و لصحيح البخاري رحمهما الله.
اسمه و كنيته و نسبه:
مروان بن علي بن محمد ، يكنى بأبي عبد الملك و شرف الدين الأسدي القطان البوني، و الأسدي نسبة إلى بني أسد بن عبد العزى
و القطان لقب له و لأبيه لاشتغالهما بتجارة القطن ، أما البوني فنسبة إلى مدينة بونة ( و هو الاسم القديم لمدينة عنابة الجزائرية) التي هي الموطن الأصلي لأسرته، و قد حمل لقب البوني الكثير من العلماء و الادباء و الفضلاء.
مولده و نشأته و طلبه العلم:
ولد أبو عبد الملك البوني في مدينة قرطبة ولم أعثر على تاريخ ميلاده الذي لم تحدده المصادر على كثرتها حوله، نشأ في كنف والده الذي كان يحسن كثيرا من العلوم الدينية و الشرعية ، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وعلمه الخط ، و بعض مبادئ اللغة العربية و العلوم الإسلامية و الأحكام الدينية لكي يتهيأ لحياة علمية مكثفة ، و لما بلغ طور الطلب بتجاوز المرحلة الأولى ، أخذ في مجالسة الشيوخ و الاتصال بهم و ملاقاتهم في مدينة قرطبة التي كانت تعج بالعلماء و الشيوخ ، كما اشتهرت بكثرة المكتبات و دور العلم، ومن شيوخها الذين أخذ عنهم : أبو محمد الأصيلي، والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس، و حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم.
ثم سافر إلى بلاد المغرب، فأخذ عن علماء مدينة تلمسان ولقي، ومنها انتقل الى القيروان حيث اتصل بعالم المغرب المحدث المقرئ علي ابن محمد بن خلف المعافري القابسي ، كما لازم المحدث الفقيه ابو جعفر الداودي شارح صحيح البخاري مدة خمس سنين أخذ عنه معظم تآليفه، وبعد هذه الرحلة العلمية يتجه مترجمنا صوب مدينة بونه ليستقر بها.
و هناك ببونة عقد مجالس التدريس و الرواية بمسجدها الجامع ، فقصده طلاب العلم من جميع النواحي ينهلون و يستفيدون من علمه، وقد اشتهر بحسن السيرة و السلوك ، و الزهد و الورع و الصلاح فكان أهل بونة يسمونه "سيدي مروان " فهو عندهم في عداد أولياء الله الصالحين ، وهو الاسم الذي لا زال يطلقه أهلها إلى يومنا.
شيوخه:
( 01) - أحمد بن نصر الداودي الأسدي ( ت سنة 402 هـ ): أبو جعفر، من أئمة المالكية بالمغرب. كان بطرابلس وبها أصل كتابه في شرح الموطأ ثم انتقل إلى تلمسان. وكان فقيهاً فاضلاً متقناً مؤلفاً مجيداً له حظ من اللسان والحديث والنظر. ألف كتابه النامي في شرح الموطأ والواعي في الفقه والنصحية في شرح البخاري والإيضاح في الرد على القدرية وغير ذلك.
حمل عنه أبو عبد الملك البوني و لازمه خمس سنين ، و أخذ عنه جميع تواليفه
(02) - أبو محمد الأصيلي (تسنة 392 هـ): الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي تفقه بقرطبة وبمصر وببغداد، وأتقن أخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علما جما.
كان رأسا في الحديث والسنن وفقه السلف له كتاب كبير سماه الدلائل في اختلاف العلماء حمل الناس عنه.
(03) - القاضي عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس ( ت سنة 402 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ، أبو المطرف، عالم بالتفسير والحديث وتاريخ الرجال.
له تصانيف جيدة منه: القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن) و (المصابيح) في تراجم الصحابة و (فضائل التابعين) و(الناسخ والمنسوخ).
وجمع من الكتب ما لم يجمع مثله أحد من أهل عصره في الأندلس.
(04) - علي ابن محمد بن خلف القابسي ( ت سنة 403 هـ) الإمام الحافظ الفقيه العلامة عالم المغرب أبو الحسين علي ابن محمد بن خلف المعافري القروي القابسي المالكي صاحب الملخص حج وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ وأبي زيد المروزي وابن مسرور الدباغ بإفريقية دراس بن إسماعيل وطائفة وكان عارفا بالعلل والرجال والفقه والأصول والكلام مصنفا يقظا دينا تقيا.
(05) - حسين بن محمد بن سلمون المسيلي ( ت سنة 431هـ) : يكنى أبا علي، أصله من مدينة المسيلة ( الجزائر)، تعلم وأخذ عن شيوخ و علماء بلده ، ثم انتقل إلى قرطبة ، واشتهر بتمكنه في الفقه المالكي ، ولاه سليمان بن حكم أمير البرابرة الشورى بقرطبة.
عرف بصلاحه و عفته و تواضعه،ً توفي في قرطبة ، ودفن بمقبرة العباس.
الصلة لابن بشكوال (1/46).
و غيرهم.
تلامذته:
استفاد من علم هذا الفقيه المحدث خلق لا يحصى ، حيث قصده طلاب العلم من كل جهات العالم الإسلامي ، و سأذكر بعضا من أشهر تلامذته:
(1) - حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي ( 469 هـ):
روى بقرطبة عن جماعةٍ من العلماء.
رحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي الفقيه ولازمه،
رحل إلى مكة حرسها الله وحج ، ولقي أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقي وكان أحد المسندين الثقات فقرأ عليه وأجاز له، وجالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها.
(02) – ولده علي بن مروان بن علي الأسدي ( ت حوالي سنة 456 هـ): يكنى أبا الحسن ، ولد بمدينة بونة وأخذ عن أبيه تأليفه وحدث به، رحل الى الأندلس فأخذ عن علمائها وسكن قرطبة، حدث بشرح الموطأ لوالده ، لقيه القاضي أبو محمد بن خيرون القضاعي وقرأ عليه،
كان راوية فقيها حافظا أديبا له حظ من قرض الشعر.
(03) - عمر بن سهل بن مسعود اللخمي المقرىء ( ت بعد سنة 442 هـ) : من أهل طليطلة، يكنى: أبا حفص.
رحل إلى المشرق وروى عن أبي أحمد السامري وأبي الطيب بن غلبون، وأبي عبد الملك البوني ... وغيرهم.
كان إماماً في كتاب الله تعالى، حافظاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، عالماً بطرقه، لسنا حافظاً لأسماء الرجال وأنسابهم، خفيف الحال قليل المال، قانعاً راضياً رحمه الله.
(04) - عمر بن عبيد الله بن زاهر ( ت 440 هـ) : أندلسي استوطن بونة من عمل إفريقية، يكنى: أبا حفص.
روى عن أبي عمران الفاسي الفقيه، وأبي عبد الملك مروان بن علي الأسدي البوني، وأبي القاسم إسماعيل بن يربوع السبتي وغيرهم.
( 05) - محمد بن إسماعيل بن فورتش قاضي سرقسطة ( ت ؟؟ لم أعثر على تاريخ وفاته : يكنى: أبا عبد الله.
له رحلة إلى المشرق حج فيها، وكتب الحديث عن عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران القابسي، وأبي عبد الملك البوني، وأبي عمرو السفاقسي، وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم. وكان ثقة في رواية، ضابطاً لكتبه، فاضلاً، ديناً، عفيفاً راوية للعلم، روى عنه ابنه أبو محمد وأبو الوليد الباجي.
(06) - أبو بكر الأسديّ، ابن القيرواني الصابر ( ت 482 هـ): روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102
( 07) - أحمد بن وليد، يعرف بابن بحر ( ت 486 هـ) : من أهل أشونة: يكنى: أبا عمر.
كان معتنياً بالعلم، وعقد الوثائق، واستقضى بجيان،
(08) - أحمد بن العجيفي العبدري ( ت 489 هـ) : من أهل يابسة، يكنى: أبا العباس.
حدث عن أبي عمران الفاسي، وأبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وغيرهما.
لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بيابسة وروى عنه بها.
(09) - محمد بن نعمة الأسدي العابر القيرواني( 482هـ) يكنى: أبا بكر.
روى بالقيروان عن أبي عمران الفاسي. ومروان بن علي البوني، وعلي بن أبي طالب العابر، وأكثر عنه، وعبد الحق الصقلي وغيرهم. وكان معتنياً بالعلم عالماً بالعبارة وجمع فيها كتباً واستوطن المرية، وسمع الناس منه.
(10) - يحيى بن محمد بن حسين الغساني ( 442هـ) : يعرف بالقليعي، من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا زكرياء.
روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين جميع ما عنده، وعن أبي محمد بن خلف ابن علي السبتي، ورحل إلى المشرق وسمع من: أبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وكان خيراً فاضلاً ثقة فيما رواه.
كان من كبار أهل غرناطة موضعه مشاوراً، حسن الهيئة والسمت فاضلاً جزلاً رحمه الله.
- ومن تلامذته أيضا ذو النون بن خلف، وابو هارون موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير و غيرهم.
- مَنَاس بنون خفيفة محمد بن عيسى بن مناس القيرواني عن رجل عن القاسم بن الليث الرسعني قلت وأبو موسى بن مناس من كبراء فقهاء إفريقية ونبهائها والمقدمين بها وله كلام كثير وتفسير لمسائل ( ( المدونة ) ) مسطرة وقد سمع من البوني رضي الله عنه قاله القاضي عياض في كتابه ( ( ترتيب المدارك ) ).
وفاته:
توفي رحمه الله بمدينة بونة ( عنابة ) سنة 439 هـ على الأرجح و دفن بها.
مصنفاته وآثاره:
أوردت المصادر التي ترجمت لأبي عبد الملك البوني مؤلفين هما : شرح موطأ الإمام مالك و شرح لصحيح البخاري مفقود ، وقد قمت بتتبع شرحين للصحيح ، و هذا يدل على طول باع المصنف، وتمكنه من علوم الحديث الشريف.
وهذان الكتابان ذكرهما الحافظ ابن حجر و أثبت نسبتهما إلى البوني في معجمه المفهرس، قال: " ... كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما لأبي عبد الملك مروان بن علي البوني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي بهذا السند إلى ابن عتاب عن حاتم بن محمد الطرابلسي عنه قال ابن عتاب وقرأت نص شرح الموطأ على حاتم المذكور ولي فيه زيادات" :
" المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة " لابن حجر العسقلاني : 2/130.
أما في الفقه ، فإن لمترجمنا آراء و مسائل وفتاوي فقهية مبثوثة في مختلف كتب الفقه و النوازل.
ثناء العلماء عليه:
أثنى على أبي عبد الملك البوني جمع من أهل العلم،ووصفوه بالمحدث الحافظ و بالإمام الفقيه و بالرجل الصالح الفاضل، وأشادوا بمؤلفاته خاصة شرح الموطأ، و هذا الشرح يعتبر مع النامي في شرح الموطأ للداودي هما العمدة االذان اعتمدهما ممن جاء بعدهما من شراح الموطأ ، وإن إطلالة قصيرة على شرح الزرقاني تؤكد ذلك.
ولننقل بعض أقوال هؤلاء العلماء و المؤلفين:
- الإمام الحافظ الحميدي الذي قال في ترجمة للبوني رقم 798 : " كان فقيها محدثا ، وله كتاب كبير شرح فيه الموطأ ... ذكره لي أبو محمد الحفصوني، وذكر عنه فضلا وعلما، وهو مشهور بتلك البلاد ( يقصد المغرب العربي)".
جذوة المقتبس للحميدي:1 / 342.
- الإمام المحدث الحافظ القاضي عياض الذي قال عنه : " كان من الفقهاء المتفننين. وألّف في شرح الموطأ، كتاباً مشهوراً حسناً، رواه عنه الناس"
كما نقل ثناء كل من الحافظين الإمامين حاتم الطرابلسي وأبو عمر ابن الحذاء وهما من تلامذة مترجمنا.
" قال حاتم الطرابلس : كان رجلاً فاضلاً حافظاً، نافذاً في الفقه والحديث. أصله من قرطبة. سمع معنا وكتبت عنه تفسير الموطأ من تأليفه. ...و قال أبو عمر ابن الحذاء: كان صالحاً عفيفاً عاقلاً، حسن اللسان رحمه الله".
ترتيب المدارك : 2/34.
- أما الإمام ابن فرحون فقد ترجم له و أثنى عليه قائلا: " ... كان من الفقهاء المتفننين ، وكان رجلاً حافظاً فذاً في الفقه والحديث وكان رجلاً صالحاً ، وله تأليف في شرح الموطأ مشهور حسن رواه عنه حاتم الطرابلسي وابن الحذاء".
" الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" لابن فرحون 1/386.
المصادر و المراجع:
- " تذكرة الحفاظ " للإمام الذهبى، تحقيق زكريا عميرات، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان
الطبعة 1، 1419هـ- 1998م.
- " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي ، دار النشر مؤسسة الرسالة، تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، ط9 ، 1413 هـ.
- " فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني ، المكتبة السلفية.
- " عمدة القاري في شرح صحيح البخاري" للشيخ الإمام بدر الدين العيني، إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
- " ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك, للقاضي عياض بن موسى السبت " وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المملكة المغربية 1981م.
-" الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " لابن فرحون مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 2003م.
- " جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس " للحميدي ، تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي ـ دار الكتب العلمية بيروت ، ط1 ـ 1417هـ / 1997م
-" الصلة في الرواة " لابن بشكوال مكتبة الخانجي القاهرة 1994م.
- " التكملة لكتاب الصلة " لابن الابار القاهرة 1955م.
- " بغية المتلمس " للضبي ، تحقيق ابراهيم الابياري ، دار الكتاب المصري القاهرة ، و دار الكتاب اللبناني بيروت ط1 ، 1410 هـ/ 1989م.
- " المعجم المفهرس أو تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة " لابن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد شكور محمود الحاجي أمرير المياديني ، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى 1418ه - 1998م
- " توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم " لابن ناصر الدين شمس الدين القيسي الدمشقي، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة - بيروت – ط1، 1993م.
- " الأعلام " خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين - بيروت لبنان- الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980 م.
- مقال للأستاذ احمد بن ذياب في جريدة الشعب ( الجزائر ) بعنوان " سيدي مروان دفين عنابة " بتاريخ 7 جوان 1986م.
الصفحة الأخيرة
هل تعنين عبد الملك بن علي الكليب
او غيره
وللعلم انا لا اعرفه وانما مر علي اسمه ببحث
دمتم بود