أنا خائفة كذلك أنت

السلام عليكم
اتمنى الجميع يكون بصحة وعافية وسعادة... هذي تدوينه كتبتها في مدونتي لكني أعتقد أنها مهمة جداً لتحسين حياتنا لذلك نقلتها لكم :) اتمنى تستفيدون منها


تدوينتي اليوم هي عن نشر الخوف. الخوف هو من أخطر الأمراض المنتشره اليوم, وهو مرض معدي من الدرجة الأولى، ينتشر حتى عبر الأثير. إذا أُصبت بمرض الخوف فإنه يظلل كل حياتك بظلال سوداء تحرمك من أي متعه. هل تستطيع أن تأكل طبق شهي تحبه وتستمتع به وبجانبك أسد مفترس قد يهجم عليك في أي لحظه! لن تستطيع أكله ولو أكلته فأنه سيتسبب لك في عسر هضم لأنك تأكله وأنت في حالة نفسية سيئة.

الخوف يجعلك تصاب بالقلق والوسواس القهري والاكتئاب. وقد تجتذب ما أنت خائف منه ويتحول إلى حقيقة. الخوف هو رد الفعل الطبيعي للخطر, وهو مهم للحفاظ على حياتنا أحياناً. إذا كنت تعيش في خوف مستمر فهذا يعني أنك تشعر بالخطر بشكل مستمر. في حالة الخطر تتغير تركيبة أجسامنا, نبضات القلب التنفس جريان الدم الخ. يصبح الجسم مركز فقط على مصدر الخوف إلى أن يتخلص منه. وإذا كان مصدر الخوف وهمي ولا يمكن التخلص منه (كالخوف من المستقبل, المرض, شر الدنيا الخ) فهذا يعني أنك وقعت في مصيدة الخوف التي يجب أن تتحرر منها بأسرع وقت ممكن وإلا ستعيش في دوامة وستركز وتصرف طاقتك في اللا شيء. ستقضي حياتك تحاول حل معادله ليس لها حل في ص.

التركيز المستمر بهذا الشكل منهك للجسم والعقل ولا ينبغي أن يُعاش لفترات طويلة. إذن كيف نحمي أنفسنا من مرض الخوف لكي نعيش حياة طبيعيه مسترخيه؟

أولاً لاتسمح لأحد بأن يخيفك. في حياتنا اليوميه دائماً ما نقابل أُناس يسكنهم الخوف ويرتعدون باستمرار من كل شيء, الأكل المليء بالكيماويات, السرطان, الصلع أو قشرة الشعر, مستقبل الأولاد, العين, السحر, المسيح الدجال, الأقرع الحابس, وبعضهم يخاف حتى من أن تغزونا كائنات فضائية. إذا قابلت مثل هؤلاء لا تسمح لهم بأن يبثوا مخاوفهم فيك, تذكر دائماً "شخص واحد خائف أفضل من شخصين خائفين". إذا خفت معه لن تساعده بل ستضره لأنه عندها سيتأكد أن مخاوفة هذه حقيقة. عاملهم كمرضى مصابين بمرض معدي. إذا بدء الشخص ببث مخاوفه قاطعه وقل مثلاً "الله يعينك الله يعينك" أو حاول تغير الموضوع أو أي حل آخر، المهم أن لا نعطي المخوفين وجه حتى لا يستمروا بنشر الخوف وأن نحمي أنفسنا والمجتمع. لأن هذا الكلام قد يتغلل في عقلك الباطل ويبدأ الخوف يسكنك أنت أيضاً. أحرص أيضاً على أن لا تشجع ولا تساهم في نشر الخوف. إذا سمعت أو عانيت من شئ مخيف لاتحاول نشره ولا تتحدث به إلا في حدود الحاجة (عند طبيب نفسي مثلاً أو عند من يستطيع مساعدتك). لا تنغص على الناس حياتهم.

كلنا نعلم أن الدنيا فيها مصائب وأن هناك من يعاني أشد المعاناة. وأيضاً نعلم أن هناك أحتماليه أن نعاني نحن أيضاً ومن نحب. نفهم ونعلم ذلك جيداً ولا يوجد أي داعي لتذكيرنا بذلك وتنغيص حياتنا. ساستمتع مادمت أقدر وأن جائتني مصيبه فهذا قدري وساتعامل معها. الخوف المسبق لن يساعدني ولن يقلل الضرر بل قد يزيده.

سأضرب عدد من الأمثلة من تويتر لتغريدات كتبها خائفون ناشرون للخوف بطريقة غير مباشرة:

"@TvKw: انتَ تَكره حَيــآتكَ، وغَيركَ يَحلمُ بأن يملك مِثلهــآ ،،! فدآئمـاً قلْ الحمدُ لله"

"فلانه الشهري فيها سرطان حصنوا اولادكم"

التغريدة الأخيرة من أعجب التغريدات التي مرت علي. أنا أكيدة أن كل أم قرأت هذه التغريدة أنتفضت خوفاً. لا يجب أن نستهين بتأثير تغريدة كهذه على نفسياتنا وحياتنا.

أغلب من ينشر الخوف يعتقد أنه يساعدك. هم ينشرون الخوف لأنهم سُذج والمجتمع يدفع ثمن سذاجتهم.

أخيراً أقول خوفك من أشياء لا يمكن مواجهتها لن يجنبك الخطر ولكن سيجعلك تعيش حياة مشوهه. يجب أن تعيش بثقة, والثقة هي إنعدام الخوف, وهي حالة الإنسان الطبيعية. حتى لو خسرت قليلاً بسبب ثقتك سيظل حالك أفضل كثيراً من حال الخائف. إذا وضعت موضوع التخويف في بالك، مع الوقت ستستطيع تمييز محاولات التخويف ورفضها وستتمكن ايضاً من شم رائحة الخوف في كل شيء تسمعه، تراه، أو تقرأه وبالتالي تحمي نفسك من التأثر به.

انتهت التدوينه أحب أن أنوه أن الهدف من التدوينه هو رفع الوعي لمقاومة محاولات نشر الخوف في المجتمع ولكن لم أغطي كيف نتعامل مع الخوف بعد أن نصاب به (مواجهته, مناقشته مع مختص الخ).

أخوفكم من الخوف :) شكراً لكم