" أنا زيي زيك بالزبط"!!

الملتقى العام

أنا زيــــّـي زيـــّـك
" أنا زيي زيك بالزبط"!!


مقولة ألقاها الإعلام الرجيم في أماني نساء القرن العشرين.. لتقولها إحداهن (بالفم المليان) لزوجها - الذي لا يقبل أن تكون (زيها زيه بالظبط) - فتدب الخلافات، وتدوم المناقرات، وينتهي الحال إما إلى (تعايش) تعيسٍ، لا سكينة فيه، ولا مودة، أو رحمة.. أو إلى (فراق) قاطع باتّ يدفع ثمنه الأبناء، والنظامُ الاجتماعي الذي يصر على تلقين البنات أن إحداهن (زيها زيه بالظبط)!
وهي عبارة شجع عليها أن إحداهن تخلت عن دورها الفطري - كأنثى وزوج وأم وملكة متوجة في مملكة اسمها البيت - لتمارس دورًا آخر أضلها به من لا يريدون لها الخير، ولا لبـيتها السكينة، ولا لعلاقتها برجلها المودة والرحمة!
وبعيداً عن التهويش والقعقعة اللفظية أطرح بعض الافتراضات، وأناقش مدى إمكان تحققها.. والنتيجة المترتـبة عليها إذا هي تحققت:
هل يمكن للرجل أن يكون امرأة، أو للمرأة أن تكون رجلاً؟
هل يمكن أن تكون المرأة امرأة، وهي بـ "مجانص"، وعضلات، وصوت خشن، وقلب زيّ الحجر...
هل يمكن للرجل أن يحبل ويلد... ويحيض وينفس.. ويتوحم على خرطة جبنة أو فحل بصل؟!
هل يمكن للرجل أن يكون له صدر ناهد... وجسم أطلس... وتقاسيم مورفولوجية تجعله يندرج تحت وصف صاحب المقامات للجميلة زينب:
جُندُها : جيدُها، وظَرفٌ، وطَرفٌ *** ناعسٌ، تاعسٌ، بـحدٍّ يَحُدُّ؟!
هل يمكن للرجل أن يفزع في نصف الليل ليضم ابنه في حضنه، أو يبكي أربعاً وعشرين ساعة؛ لأن ضناه - بسلامته - ارتفعت حرارته شرطتين؟!
هل يمكن للرجل (الطبيعي) أن يحب ظلال الجفون، وأحمر الشفاه، وألوان الخدود، والإكسسوارات المفرطة، والأقمشة النسائية الزاهية، وعالي الكعوب في الأحذية؟
وهل يمكن للمرأة الطبيعية أن تعافس الحياة في الشارع... وسط قسوة طلب المعاش، وصعوبة انتزاع اللقمة.. وتبقى - مع ذلك - امرأة ذات رموش ناعمة.. ورقّة فاتكة؟!
إن الله تعالى يقول لنا إن ذلك غير ممكن {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}!
وإن الله تعالى يقول للمرأة اعتزي بما أنت عليه... ويقول للرجل حافظ على ما أنت عليه {وَلا تَـتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض ٍ}!
وإن الله تعالى يقول: إن الرجل إذا حاول أن يكون أنثى (الطبع) وإن المرأة إذا حاولت أن تصير ذكرية السمات، حلت عليهما، وعلى من رضي بذلك منهما الفتنة واللعنة والفساد العريض (لعن الله المتشبهين).
لكنّ للغرب رأياً آخر؛ لأنه يعتقد أن مفكريه أعلم من الله (تعالى) وأخبر من الله تعالى وأبصر من الله تعالى!!
قال أهل الغرب ـ ببساطة - إن الرجل يمكن أن يكون أنثى، وألبسوه الأقراط والسلاسل، وأطالوا شعره ونعموا خدوده.
وقالوا ببساطة - أيضاً - إن المرأة يمكن أن تكون تيسًا جبليًّا، تنطح الصخر.. وترقى الوعر... فجعلوها تمارس كل ما يمارس الرجل... فماذا كان المآل؟!
في عالم الحيوان أطعموا البقر اللحم فجنّـنوه... وخبّلوه، وأفقدوه بَـقرِيَّتـهُ... فلم تعد البقرة بقرة... ولم تصر كذلك لبؤةً لاحـمة!
وفي عالم النبات والحيوان نرى بعض الزهور وبعض الأسماك إذا فقدت الجنس المقابل تحولت إليه... فإذا لم تجد السمكة ذكراً تحولت هي إلى ذكر لتلقيح نفسها.. وينتهي الأمر... ببساطة.
وهذا ما كان في دنيا الذكورة والأنوثة بمنتهى البساطة....
استغنى الغربي عن المرأة - التي شبع منها حتى البشَم - واكتفى بذكر مثله، "ويا دار ما دخلك شر"!
واستغنت الغربية عن الرجل - الذي شبع منها حتى البشم - بامرأة مثلها، أو حتى بكلب أو قرد!! وكله عند الغرب متـعة!!
و"بعدين": ألم يصابوا بجنوب البشر بعد جنون البقر؟ ألم يجنوا حين عافوا الزواج الفطري، والنسل، والأرحام، والعصبات، وأشكال القرابة كلها؟!
لو انتشر هذا الصنف من البشر الشاذين الخارجين عن الفطرة والاستقامة والانسجام مع (البشرية الأصلية) فكيف سيكون الحال؟!
هل سيكون المجد للجنس الثالث الذي تذوب فيه الحدود بين الذكورة الأنوثة، وينتج جنس وسيط ثالث يتصف (بالأنـُورة) فلا هو ذكر ولا هو أنثى.. ولا هو خصب ولا طبيـعي؟!
أتعرفون البغال والكائنات الهجين؟ إنها لا تتناسل ولا تتضاعف؛ لأنها ثمرة جنسين مختلفين... فلأن البغل نَسَل من حصان وأتان، يخرج عقيماً، غير قابل للتكاثر والتناسل والاستمرار..
هل تتخيلون (مثلي) وترتعبون (مثلي) من مصير العالم إذا تحول كله إلى كائنات غير طبيعية.. ليست بالذكور ولا بالإناث؟!
أليست هذه وسيلة للقضاء على البشر أرخص من التعقيم القهري.. وقنابل اليورانيوم المنضب.. والموت الدولي المنظم، والطعام الملوث بالإشعاع الذي يصدر للعالم الثالث؟
ألن يكون هذا أرخص وأسهل وأشد فاعلية في استجلاب سخط الله ولعنة الله وعذاب الله على البشرية التي استباحت الذكران يوماً في بعض مساحاتها، فقلبها الله تعالى - عاليها سافلها - كما تنقلب الفطرة، وكما ينقلب وضع الرجل والمرأة الشاذين؛ فوق تحت؟!
أليس وعيد الله تعالى بإمطار المستبـيحين بـ {حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ* مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ} أليس هذا الوعيد قائماً حتى يومنا هذا {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}!!

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل المستبيحون منا... يا حليم يا رحيم.
أ. عبد السلام بسيوني

م ن ق و ل

أختكم / حسناء الوجود :38:
2
653

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نايفه
نايفه
عزيزتي حسناء الوجود

تسلمين على النقل.وموضوع اكثر من رائع..............

وجزاك الله كل خير .
حسناء الوجود
حسناء الوجود
الله يسلمك أختي نايفة
وإياك :)

حسناء الوجود :27: