أنا عنيده إذا أنا موجوده

بقلم : مها عبد الله العومي

الأم : أوه .. كم أنت عنيدة !!

الابنة : لست عنيدة

تذهب الفتاة إلى غرفتها ، تغلق الباب بشدة وهي تردد : عنيدة ..عنيدة .

هذا مشهد يتكرر في كثير من بيوتنا .

· عزيزتي :

إن كنت ممن يوجه له الاتهام بالعناد ، أو كنت ممن يجد في نفسه رغبة قوية لمقاومة أو تجاهل ما يطلب منه فإنني أدعوك إلى وقفة نحو جدوى ما تفعلين .

· ما معنى أن تكوني عنيدة ؟

إنه يعني أن تصري على ما في رأسك وما ترينه فقط ، فأنت تعتقدين صحة مواقفك أياً كانت حتى لو كانت غير سليمة، لذا لا ترين بأساً في تجاهل مالا يعجبك من الأوامر أو حتى مخالفتها و لو كانت صادرة من والديك.

· ما لذي يدفعك للعناد ؟؟

بسؤال بعض الفتيات عن الذي يدفعهن للعناد... أجبنََّ :

- أعاند حينما يرفض والدي لي طلب ما ..

- إذا شعرت أنني مقهورة ممن أمامي..

- لأنني كبرت ولا أريد أن يفرض أحد علي ما لا أريد.

- إذا لم يعجبني ما يطلب مني.

· عزيزتي :

سلوك المعاندة أياً كان سببه ، سلوك غير مريح لمن يتعامل معك ، وهو يولد الحنق في النفوس تجاهك ، سواء من والديك في البيت أو خارج البيت في المدرسة مثلا ً.

والعناد يسمك باللا مبالاة وعدم النضج ، وقد يتحول إلى خصلة تصبح ملاصقة لشخصيتك ، يلاحظها الآخرون فيك أكثر مما تلاحظينها أنت ، مما يؤثر سلبا على علاقاتك مع القريبين منك في مختلف مراحل حياتك .

· كيف تكونين أقل عنادا..؟؟

ثقي أنك إذا كنت أقل عناداً فسيكون لك أطيب الأثر ، فالآخرون يرتاحون في التعامل مع غير العنيد لأنه يتسم بالمرونة ولين الجانب وسعة الأفق ، عكس العنيد الذي يتسم بالتصلب وضيق الأفق ..

فالكلمة الطيبة وبسط الوجه والتعامل الحسن من أسس فنون التعامل ، وأي فتاة تستطيع من خلال هذه الفنون أن تكسب تقدير من حولها واحترامهم لها أكثر من أي شيء آخر..

وقد جاء في الحديث الشريف :( ما وضع الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) .

والعناد للأسف قد يصنفك في قائمة ذوي الطباع الصعبة ، وقد يغطي على بقية الطباع الطيبة والمزايا الجميلة الموجودة في شخصيتك،التي تجعلك من المحبوبين .

منذ الآن قرري أولاً أن تتحكمي في رغبتك في المقاومة أ و التجاهل إذا لم يكن له ما يبرره ، ثم عليك أن تتدربي على التعبير عما تريدين ، وإبداء وجهة نظرك بكل هدوء وأدب خصوصا مع الوالدين.. ولا بأس أن تتنازلي عن أمر ما لوالديك لهما فيه وجهة نظر بدلا من معاندتهما ، فقد أمرنا الله عز وجل أن لا نقل لهما ( أف ) فكيف بمضايقتهما بالعناد وغيره مما لا يجلب التوفيق لك .

ولا تنسي أن والداك يملكان من الخبرة والمعرفة مالا تملكينه أنت بعد ، و لو استجبت في نهاية الأمر لما يريدان منك، فأنت بذلك تقومين بحق من حقوقهما مادام في غير معصية الله .

· العناد من السلبية إلى الإيجابية:

قد تتساءلين كيف يكون ذلك؟؟

يتسم المعاندون بسمات تدل على قوة الشخصية من أبرزها :

* الإصرار : هذه السمة يمكن استغلالها في نيل ما تودين الوصول إليه في الدنيا والآخرة فالإصرار أحد المفاتيح الرئيسية النجاح.

* عدم قبول أي شيء إلا بعد تمحيص ويمكنك أن تستغلي ذلك استغلال ذلك في عدم قبول أي أمر لا يتفق مع قيمك ومبادئك وأخلاقك ، سواء من صديقات أو أفكار دخيلة ترد إليك من أي مصدر ، يجعلك في مصاف الأقوياء بلا شك.

أخيرا...تذكري :

أنالحياة أخذ وعطاء وأننا لا نعيش بمفردنا، والدنيا حقوق وواجبات، فكما نريد أن نأخذ لابد أن نعطي .. وهذا من أقوى مهارات الحيــــــــــــــــــــــــــاة.