لميس ولجين

لميس ولجين @lmys_olgyn

كبيرة محررات

أنا في المطبـــــــــــــــــخ وزوجــــــــــــي يتهجــــــــــــــــــــــــــ د ؟!!!

الملتقى العام


استيقظت وذهبت إلى المطبخ بعينين نصف مفتوحتين لأعد وجبة السحور لزوجي وأبنائي

، وبينما يداخلني الاستيقاظ شيئًا فشيئًا سمعت صوت زوجي وهو يقرأ القرآن في صلاة
التهجد في انتظار انتهائي من إعداد السحور، داخلني شعور بالغيظ من هذا الوضع
المتكرر- فحتى في وجبة الإفطار يجلس زوجي في لحظات اليوم الأخيرة من الصيام
يتلو القرآن وأنا أعد طعام الإفطار في المطبخ.

سرحت في الشعور الروحاني الرائع عندما أكون وحدي في قيام الليل أدعو الله

وأناجيه وأتلو آياته، ثم يؤذن الفجر فأصليه بتدبر وخشوع، وقد غمرتني شحنة إيمانية
لها حلاوة في القلب لا تعادلها أية سعادة في الدنيا.

وها أنا الآن أقضي أفضل أوقات رمضان الحبيب في المطبخ وبين أوانيه.




نعم أعرف أن لو صدقت نيتي في خدمة زوجي وأبنائي وأنها لله وامتثالاً لأمر رسول الله:
"والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" يكون كل جهدي هذا عبادة لله

سبحانه وتعالى، فمالي لا أشعر بالشعور الروحاني الجميل والشحنة الإيمانية بعد هذه
العبادة- أليست خدمة زوجي وأبنائي عبادة كالخشوع في الصلاة و قيام الليل؟!.




بل إنني لو قمت بواجباتي المنزلية بحبٍّ وانشراح لإدخال السرور على أفراد عائلتي
لكانت من أحب الأعمال إلى الله لما ورد عن عبد الله بن عمر أن رجلاً جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب
إلى الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم".

وهنا برقت عيناي وأنا في مطبخي.. صح أنا في عبادة وزوجي متفرغ لصلاته؛ لأنني أعد

له سحوره فأنا أشاركه في الأجر إن شاء الله، بل لعلي أقوم بالعبادة الأصعب؛ وهي
الوقوف على خدمة زوجي وأبنائي في حر المطبخ، بينما الأسهل هو القيام أمام
المراوح أو التكييف والتلذذ بتلاوة القرآن وتدبره.

تذكرت قول المجاهد لأخيه الذي كان يتعبد في الحرم:




يا عابد الحرمين لو أبصرتنــا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب


فأنا هنا في مطبخي أتعب وأتصبب عرقًا أعد طعامًا يعين زوجي وأبنائي على
الصيام والقيام، فكل عبادتهم في ميزان حسناتي إن شاء الله.

نعم سأشعر بحلاوة الشحنة الإيمانية والسمو الروحي، وأنا أغرق في عرقي في حر

المطبخ وحر الصيف، وأعد طعام الإفطار للزائرين بنية صلة الرحم وإطعام الطعام-
فكلما زادت معاناتي في سبيل الله زادت سعادتي!.





هذه ليست دعوة لترك العبادة والانشغال عنها بالأعمال البيتية؛ ولكنها دعوة لتجديد
النية واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.

ويمكن بقليلٍ من تنظيم الوقت إنجاز طعام الإفطار قبل المغرب بوقتٍ كافٍ، ثم

أجلس وسط زوجي وأبنائي ندعو الله تعالى قبل أذان الغرب، فما أحلاها من لحظات
إن وفيت ما عليَّ من واجبات، ثم جسلت أوفي حق ربي.

وكذلك أثناء السحور، فلن يفوتني الاستغفار في أثناء تحضيره حتى أكون من

المستغفرين بالأسحار.

تعليقي ...


بعد هذا لن يكون هناك غيظ وترديد لعبارة أنا في المطبخ وزوجي يتهجد
ونقول للرجال رفقا رفقا بأهليكم ولاتشغلوهن فيكفي من القلادة ماأحاط بالعنق
وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه



بقلم: أمة الله يوسف بتصرف يسير



123
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رغم الألــم
رغم الألــم
اللهم إرزقنا الأخلاص في القول والعمل رمضاااااان فرصة لتغيير فلنبادر بتغيير أخلاقنا للأحسن ولنبادر بتنظيم أوقاتنا جزاك الله خير غاليتي
اسرارالفجر
اسرارالفجر
بارك الله فيك وفي طرحك الرائع
بنت سامر
بنت سامر
جزاك الله خيرا
عاليــــــة
عاليــــــة
الله يجزاك خير
حياة الجنة
حياة الجنة
رائعة وموضوع موفق
رزقكم الله أجر الصيام والقيام وأجر إفطار الصائم بإذنه تعالى
اللهم آمين