أنا محتارة ... ماذا أفعل ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

هل انت محتارة عليك بالاستخارة ... أي والله يا اختي عليك بالإستخارة .. نعمة لدينا لم نعرفها حق معرفتها ، دائما محتارين ولا نعرف ما ذا نفعل ؟ ونسأل الجميع وكل من نعرف :
هل نسافر إلى هذه البلد أو تلك ؟
هل ننتقل من بيتنا أو لا ؟
هل نشتري هذا أو لا نشتريه ؟
اعطونا رأيكم ؟ ماذا نفعل ؟ هل أقوم بـ ؟ ماذا اختار ؟

ولا نلجأ الى من بيده كل شي وهو العلي القدير ، فأنت عندما تستخيرين الله ، تبعدي الحيرة عن قلبك بتوكيلك الله لأمرك .. فلو تمعنا بكلمات دعاء الإستخارة كما ذكره المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله:

" إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: " اللهم إني استخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوم ، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر .. وتسميه بإسمه .. خيراً لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي وبارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلمُهُ شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري ، فإصرفني عنه ، واصرفه عني ، واقدُر لي الخير حيث كان ثم رضني به " .

أرأيت اختي ،

- تقدر ولا أقدر ... فالقدرة بيد الله تعالى ونحن عاجزون .
- تعلم ولا أعلم ... فالله يعلم ولا أنا ولا أنت ولا من تسألين يعلم أيها خير لك .
- تعلم هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري .. اي في كل امور حياتي ( ومثلها إن كان شر ..) .
- فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه ، لم تطلبي فقط ان يقدره لك بل ييسره لك ويهونه وايضا يكون فيه بركة لك .. يبارك لك فيه .
- فإصرفني عنه واصرفه عني .. أي لو كنت انت متعلقة بهذا الأمر تسألين الله صرفك عنه أي ابعاده من قلبك وعقلك وتفكيرك ... .وابعاده عنك حتى لا تتذكريه .
- واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ... وهنا تطلبين من الله ان يقدر الخير لك بما اختاره ، وقد تعتقدين بمنظورك المحدود ان ما قدره الله لك ليس ما تطلبين أو ما تردين وأنه ما يسعدك ، فتسألين الله أن يرضيكي بما قدره لك وستعدي به .

ولا تكتفي اختي بصلاة الإستخارة مرة واحدة فقط ، بل كرريها دائما وردديها بعد صلاة السنن ، وفي دعائك بعد الصلاة أو في أي وقت من اليوم ردديها ، وأفضل وقت صليها بالتهجد ، وتتذللي بها إلى الله مستشعرة ما بك من ضعف وعجز ... وبقوة الله وقدرته وعزته وأن الأمر كله بيده .

وأيضا عزيزتي ، لا تكتفي بصلاة الإستخارة فقط عندما تكوني محتارة بين امرين ، بل اذا احببت امر ما أو رغبت بشيء ولا تسطعين الحصول عليه ، وما إلى ذلك من أمور .... إلجئي إلى الله بالإستخارة إدعي الله وإسأليه ، فان كان هذا الأمر خير لك فليقدره لك وإن لم يكن فليصرفه عنك . (اذكري الدعاء كاملا) .

وعليك اختي بصلاة الاستخارة حتى في الأمور الصغيرة والتي تعتقدي انها ليست مهمة ، فما أحلى الحياة وأسعدها وأفضلها التي تكون من تقدير خالقها .

وليس شرطا ان ترَيْ بمنامك ما قدره الله لك واختاره ، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يذكر هذا - فبدعاء الإستخارة قد وكلتي امرك إلى الله وما قُدر بعد ذلك فهو الخير لك ان شاء الله ، ولكن قد يرى البعض رؤيا .