السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتردد على مسامعي .. كثيرا .. جدًا
كلمات لا أجد أحيانًا التعليق المناسب لها في اللحظة ذاتها
بل تنزوي في زاوية من ذاكرتي
وبعد قليل من الوقت .. قليل جدًا من الوقت ..
تتكرر مرة أخرى
فلا أنساها .. وتظل عالقة ..
لأنها وللأسف .. ستتكرر بعد قليل:
(أنا مالي حظ ) .. (أنا نحس)
(مالي نصيب في هالدنيا)
(لو ما جيبت كان ما صار هالأمر .. السيء)
(أنا لما دخلت في "البيت – المحل – المكتب " بدأت المصايب تهل هلّ)
(أنا إش عندي؟ .. ماعندي إلا رداة الحظ)
ليش؟
لماذا نصِمُ أنفسنا بوصمات الفأل السيء .. وسوء الحظ .. والتطيّر؟
وكأننا طيور مشئومة من عالم الأساطير تحمل بين أجنحتها الهلاك أينما حللنا؟
لمَ يريد الكثير من الناس أن يكون لديهم كل:
(الخير .. والتوفيق .. والفرح .. والبيوت .. والأطفال .. والأموال .. والنجاح .. الفوز )
سؤال صريح .. لماذا؟
السبب بسيط جداً .. ولا أحتاج لمساعدة في إيجاد جوابه..
لأنها من متع الدنيا الحلال .. التي أحلها الله لنا كي نمتلكها ..
لكنها
لم تكن قط .. مما يجب أن يتملّك أذهاننا ..
أويسكن في قلوبنا التي تنفطر حين لا نحصل على شيء منها
مرة أخرى ,,
لماذا لا يجب ذلك؟
سؤال آخر بسيط .. وإليكم إجابته ..
لأن لدينا في الوقت ذاته نعم ..
ليس بمقدور أموال الدنيا .. ولا يمكن لحظوظ الدنيا (إن كان هناك ما يسمى حظًا)
أن يوفره لنا
ولاستيضاح الأمر ..
تعالوا معي لنجيب على تساؤلات سأطرحها بين أيديكم ..
ستحددين بنفسك عن طريقها ما إذا كنتي (منعَم عليكِ بالحظ والتيسير والحظوة ..)
أختي العزيزة:-
1-هل تبصرين بينما أخرون لا يمكنهم الاستمتاع بالنور؟
2-هل تمشين بينما يدفع آخرون طائل الأموال ليتمتعوا بقدم اصطناعية كالأشخاص الطبيعيين؟
3-هل تحملين أبناءك .. أغراضك .. بل تقومين من مجلسك مستعينة بيديك؟ غيرك يعتكز على كرسي ذي عجلات أو خادم يحمله في كل حركة ..وأحيانا لا يجد ما يحمل نفسه عليه؟
4-هل تتنفسين برئتيك؟ أم بأنابيب اصطناعية؟
5-هل في صدرك قلب ينبض؟ أم في قلبك بطارية أو بالون .. وإن توقف أو انفجر توقف كل شي؟
6-هل تسكنين في مسكن (بيت – شقة – غرفة) فيه أبواب ونوافذ؟ أم في مهب الريح؟
7-هل تنامين؟ حتى لو أعياك مرضٌ ما .. هل تطمئنين في نوم ولو لسويعات قليلة؟
8-هل لديك أبناء ؟ أصحاء أم مرضى؟ لكن لديكِ أبنا؟ أو تعلمين أن غيرك يتقطع يوميا من أجل كلمة (ماما) التي تحيي سنوات من الجفاف؟
9-هل لديك لسان تحمدين الله به وتسبحينه وتذكرينه في أ] وقت تشائين؟
10-هل تصلين واقفة وجالسة وراكعة ساجدة؟ كيف يصلي من عجر عن هذه الحركات؟
11-هل لديكِ أم ؟ أو أب ؟ أو قريب/قريبة حنون؟ أو صديقة نقية تنصت إليك حين تضيق بكِ الدنيا؟
هل .. هل توقف التعداد عند الرقم (11)؟
لا .. لن يتوقف
فهناك الكثير من الأسئلة .. التي لن يتوقف القلم إن أراد المواصلة فيها
لذكر أبسط أبسط أبسط النعم التي لا ننتبه لها
والتي أعمتنا عنها (رغباتنا المستميتة في الحصول على الكماليات)
أجيبي على الأسئلة السابقة .. لتعرفي نفسك
وحددي على أساسها .. إن كنتِ من المنعم عليهم أم لا
وإن كان لديك تساؤلات تحمل الرقم 12 - 13 - 14 ...
فمكانها سيكون هنا بالطبع.. وأفيدينا بها لنستفيد
وفقنا الله وإياكم :26:
مما راق لي