sonata

sonata @sonata

عضوة جديدة

أنا هو

الأدب النبطي والفصيح

كل شيء كان يدعو أسعد إلى الكتابة , الهدوء , الوحدة, تداعي الأفكار - استل قلمه كما يستل الدون كيشوت سيفه , أراد أن يكتب شيئاَ يدخله التاريخ- أنا أسعد أفعل أصلي سعيد , وأنا أسعد الجميع .. من أين أبدأ ؟؟ هيا أسعد فلتخبرهم عن طفولتك , فليكن سأخبركم عن طفولتي واختراعاتي المبكرة , تعرفون الطائرة ؟ نعم نعم نعرفها !! أنا من اخترعها كذلك السيارة , الورق , الهاتف و..و.و ....
ذات يوم جاءت أختي الصغيرة تبكي وهي تحمل دميتها الشقراء بيد وأرجل الدمية وأيديها بيد أخرى, فأصلحتها لها وأخبرتها أني من اخترعها وحين تكبر دميتها تلك سأتزوجها...
وفي أول يوم دراسي له وجد تلك الدمية قد كبرت فعلا , وجاءت تعلمه أبجديات الحياة , وتفاجأ أسعد بنموها السريع إلا أنه لم يكترث لذلك , وأسرع أليها ليخبرها بأنه يحبها وسيتزوجها فما كان منها إلا أن رفعته إلى المنضدة , وقرصته بنعومة من خده الأحمر قائلة: أيها الطفل الكبير كم أنت شقي , وقد حز بنفسه أنها هي المرأة حملته هو الرجل .
أما فترة المراهقة فكانت عندي حافلة بالأحداث, والمغامرات , وبت أنظم وأصدقائي رحلات استكشافية بحثاَ عن المغامرةوالتشويق , وكنت أترأس المجموعة بأكملها , واوجهها .... إلا أنه في تلك الرحلات كان دائماً في أخر المجموعة, وإن ركض فيركض واضعاً يده على فمه , لشعورا لازمه أنذاك بأنه سيقع وترتطم أسنانه بالصخور, وكان هذا حقيقياً اذ كان يسمع صوت ارتطام الأسنان بالأرض وينكمش على نفسه , وبعد ذلك تحول إلى شخص يخشى السير على الرصيف اذا كان فوقه شرفات خوفاً من سقوط أصيص أزهار فوق رأسه يرديه قتيلا - حتى الطائرة التي اخترعها يوما لم يستقلها قط لأنه كان يعاني من رهاب المرتفعات , ولا حتى السيارة لإعتقاده بأنه سيصطدم بشجرة تظهر له فجأة في وسط الشارع , أو أنه سيسقط في وادي سحيق ويُمْحى أثره من الحياة ... , ولم يتمكن أسعد السعيد المخترع الصغير المغامر الكبير من عمل شيء مهم في حياته ألا أنه الآن مسؤول نعم مسؤول عن دفتر كبير وقلم وحيد يناوله إلى الموظفين ليوقعوا على هذا الدفتر حضورهم , ودائماً يردد يا أخي ضع القلم بهدوء كدت أن تفقأ عيني به .........
3
510

هذا الموضوع مغلق.

عطاء
عطاء
لله دره أسعد هذا,يكفيه أنه يحمل في ثنايا فؤاده روح المغامرة,لقد

حاول أن يكون شيئا ولكن تجري االرياح بما لاتشتهي السفن,لانهزأ

به ,فهو مسؤول,وقائم على تلك المسؤولية,

وكل ميسر لما خلق له

شكرا لك سوناتا على اتحافنا بهذه القصة التي تحمل في ثناياها عبر

وأهلا بك في الواحة بعد طول غياب
sonata
sonata
الرائعة عطاء جزيل الشكر لمرورك الكريم بصفحتي
وللتعليق الأكثر من رائع .....
تحيــــاتي
جيفارى
جيفارى