•:*`¨*:•* أنا ورحــلـــة الــمــرض (( تجــربــة خاصـــة )) •:*`¨*:•*

اخوتي وأخواتي .......... حفظكم الله

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

الحمد لله غافر ذنوب المذنبين .. ومفرج هم المهمومين .. وكرب

المكروبين .. ومطعم عباده والمساكين .. ومشفي مرضى المسلمين ..

والمستجيب لدعاء الداعين ..

الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجا .. ومن الضر والضيق مخرجا .. ولم

يُخْل محنة من منحة .. ولا نقمة من نعمة .. ولا نكبة ورزيّة .. من موهبة

وعطية .. الحمد لله العادل فيما قدره وقضاه .. القادر القاهر بما أمر به

من أمره أمضاه .. فمن رضي بذلك أنعم عليه فأرضاه .. ومن سخط فله

السخط ولقد أبعده وأقصاه .. فبؤسا للذين لقضائه يسخطون ..

وتعسا لمن بأحكامه يتبرمون .. وهنيئا لمن لأفعاله يسلمون .. ولحكمه

يستسلمون .. فهم بكل قضاء راضون .. وعلى كل حال قائلون : {الَّذِينَ

إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ

مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

فنحمد الله على حلو القضاء ومره .. ونشكره دائما على من أنفذ من

أمره .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. شهادة صابرة على

مصابه .. موقنة بما وعد الله على الصبر من جزيل ثوابه .. وأوعد السخط

من وبيل عقابه .. وأشهد أن سيدنا ونبينا وقدوتنا وأسوتنا محــــــمد بن

عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين ..

وبعد ..

فهذه قصتي مع رحلة :44: مع رحلة ذقت فيها مرارة وحزن وآلام .. مع

رحلة لطالما تمنيت فيها النهاية السعيدة .. التي تسعد قلبي وحياتي ..

ناسية أو متناسية أن لهذه الرحلة فوائد عدة تعود بالخير في حياتي

الدنيوية والأخروية ..

ابتدئ بتلك الرحلة مختصرة وهي ..

كنت طفلة ككل الأطفال في مثل سني .. لم يتجاوز سني ثلاثة سنوات

حتى بدأت تظهر عليّ أعراض المرض .. لم يكن أحد من أسرتي يعلم

عن مرضي وكذلك أنا .. لا احد يعلم إلا الله سبحانه وتعالى .. كنت في

ذلك العمر أجري وألعب فتجدني أتعب بسرعة وأتنفس بصعوبة .. حتى

أتى ذلك اليوم الذي عرضني فيه أبي على الطبيب .. فأخبره بالخبر ..

وهو إنني مصابة بمرض الربو (( الحساسية )) وأن هذا المرض كنت أحمله

منذ أن خرجت للدنيا ولكن سبحان من يخفي الأمور عن صاحبها .. ومنذ

ذلك اليوم بدأت رحلة طويلة عريضة مع العلاج المستمر .. ولم يفدني دواء

طبيب .. ولا خبرة قريب .. بقيت من عمري 15 عاما وانا اعاني من هذا

المرض .. أتنقل من طبيب إلى طبيب .. ومن دواء إلى دواء .. بالإضافة

إلى عمليات الأكسجين والإبر .. ولكن من الله سبحانه الداء والدواء ..

حتى أتى يوم ذهبت لطبيب وطلب مني مراجعته كل شهر لأخذ إبرة

بالإضافة على أخذ الدواء في أوقاتها المحدودة .. وفعلا فقد شفيت

بفضل من الله ورحمته عليّ {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء:80)

ثم على يد هذا الطبيب .. فمرت سنة كاملة لم يزورني ذلك المرض

حتى ما ان انتهت سنة بحالها .. فعاد وزاورني مرض آخر .. فتراني

مصابة بزكام ورشح .. والتهاب في الحلق .. غير هذا السهر والحمى ..

فبدأت رحلتي الثانية مع مرض آخر وتنقلت بين الأطباء على أمل

العلاج .. ولكن:44:

يا مكثرا من كل شكوى :( أتشكو الألم إلى غير الله ؟؟!!

فهذا ما أشكوه في الآونة الأخيرة ,, مرض لا يعرف سببه .. وبدأت أعراض

المرض الأول (( الربو)) تظهر من جديد ..

فأتعب بسرعة من أقل مجهود ..وما يمر ريح إلا ونثر غباره عليّ فتسمع صوت

يخرج من صدري كأنه (( أزيز المرجل)) من شدة الضيق في التنفس .. وكأن نهايتي

قد حلت ..فشكوت للطبيب ذلك .. فعرف السبب .. وهو التهاب بسيط في الجيوب

الأنفية سببت ذلك كله .. من زكام ورشح والتهاب في الحلق ومعاودة

صديقي القديم (( الربو )) يا سبحان الله

عضو واحد أثر في البقية ..

لكن صدق قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين

في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد .. إذا اشتكي منه عضو

تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) .

هذا بالنسبة لي .. ورحلتي مع مرضي .. ولكن حينما استعصى علاجي

وبدأت أفكر .. تذكرت أن لي أخوة وأخوات في المستشفى .. على

الدواء يستيقظون .. وعلى الإبر ينامون .. وونيسهم السرير الأبيض

واللحاف .. مر عليهم سنين وسنين وهم على ذلك الحال .. نسيت أنني

والله في نعمة طالما أتمتع بنعمة الإبصار والسمع والحمد لله على وجود

قلب .. لقوله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ

كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } (الإسراء:36).. بالأقل أنا مصابة بمرض واحد بسيط ..

فبما بالك أخي / أختي في المصاب بسرطان الرئة والفشل الكلوي

والإيدز والجلطة وتليف في الدماغ !!!!!!!!!!!! وغير ذلك من الأمراض التي

استعصى علاجها ..

فأنت يا من تقرأ موضوعي .. ويا من تتنعم بالصحة والعافية .. أما تذكرت

أخوتك وأخواتك في الله .. المرضى منهم ؟؟!!

كن معي لدقائق وتفكر فيمن أعطاك الصحة والنعمة والعافية الدائمة ..

لم تشكو من مرض ولا من سقم .. تنام قرير العين بين أهلك وفراشك ..

وغيرك ينام في حجرات العناية المركزة .. انت تأكل كل ما تشتهيه ..

ومرضى السكري لا يأكلون ما يشتهون .. انت ترى السكين وإبر الخياطة

فلا تستخدمه إلا لوقت حاجتك له .. وغيرك يستخدم عليه أدوات الجراحة

ليلا ونهارا .. فتفكر أخي / اختي رعاك الله .. وتذكر من منحك هذه

الصحة ومن ابتلى غيرك .. فهل ستنظر إلى هؤلاء .. وتدعو لهم لحظات

قلائل .. ادعوا لهم بالصحة والعافية .. وأن يلهمهم الله الصبر في

أسقامهم .. وأن يجعل أمراضهم حسنات ودرجات إن صبروا ..

ادعوا لهم فلن يكلفك ذلك كثيرا .. كل ما عليك أن ترفع يدك للدعاء

وتدعو لهم بظهر الغيب ..

فتأكد رحمك الله أن هنالك ملك يرد عليك : ولك بمثل ..

أخي / أختي .. حفظك الله ورعاك .. وأدخلني الجنة وإياك ..

احمد ربك على نعمة الصحة والعافية .. فيكفيك أنك تعيش بين أسرتك

وأهلك .. واحمد ربك على نعمة الأكل والشراب .. واجعل لسانك رطبا

بذكر الله وقول : ( لك الحمد يا الله على ما أعطيت وعلى ما أخذت )

وجزاكم الله خيرا على حسن القراءة والمتابعة :44:

م ن ق و ل للفائـده