من أنا ؟ هل ترينني ؟
هل تسمعيني ؟
أم تراك ترسمين لي وجوداً في ذهنك كما تتخيليني ؟
وكيف لك أن تتخيليني وقد انعدمت سبل المعرفة ؟!!
لا ..! لم تنعدم ..!
فلك في عالم الإفتراض وجوداً آخر ..
يرسم واقعاً .. ويمنحك صورة في الاذهان ..!
قد تحتل هذه الصورة عند كل من تخيلها ركناً
من ذاكرته ..!
وكل إنسانة لها عند غيرها زاوية رؤيا ..
تختلف عن الأخرى شكلاً ..
ولكنها تتحد مضموناً ..!
🌈
إذن ماهو الوجود في عالم الروح الذي يحدد شخصيتك ..
ودرجة قربك من القلوب ..
أو بعدها عنك ..؟
إنّها ( الكلمــــة ) ...!
أنت في هذا العالم ( حروفك )..
فهي التي تترجم ملامح شخصيتك الغامضة خلف الشاشة البيضاء!
فأحسني استعمال حرفك وصياغة كلماتك !
🌈
البعض يقول وقوله دليل جهل وضعف إيمان :
سأفتّق كل غيظي هنا ..!
كل حرمان واقعي ، وطغيانه عليّ ، وانسحاقي وتعرضي للظلم
أحوله إلى أمواج هادرة تغرق غيري معي ..!
أحرق مشاعر غيري كما تعرضت مشاعري للتلف ..!
أمارس حريتي في القول والمشاركة لتشفى نفسي
أو لتثأر من واقع سجن وضعني فيه أقرب الناس إليّ ..!
قتلوا أحاسيسي .. ونحروا إنسانيتي .. فلأنتقم ..!
*
وهنا .. !!عند ممارسة هذه (التشفيات ) ..
نزولاً عند رغبة النفس الأمارة .. تكون بداية الانتكاسة ..
و الغرق في الوحل ..!
قد تمارسين هذه اللعبة بمتعة ..
تتهجمين على هذه ..
وتشتمين تلك ..!
وتستفزين أخرى باللمز والهمز وليس جهاراً لمزيد من الإثارة ..!
وتحلو لك هذه اللعبة الماكرة ..خاصة حين تنضم إلى جبهتك اخريات
ممن وجدن متنفساً سهلاً ..في طريقتك ..
وقد تتشكل جبهة أخرى لأجل التفوق في هذه اللعبة ..
فتبدأ حرب الكلمات ..! والجبهات !
حرب الكل فيها خاسر ..!
ولا رابح فيها إلا عامل الشر ..
*
فلانة حدّثت نفسها : من يراني ؟! لااحد !
غافلة أن الله يراها ..
وأن ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
وهذا المقروء من باب المسموع ..
وكل كاتب سيسأل عن حرفه الذي خطته يمينه
يوم الحساب ..
فلنحسّن الكتاب ! كتاب أعمالنا
**
إليك هذه القصة ولعل أغلبنا يعرفها ولكن في التذكير نفع :
في ليلة من الليالي كان عمر بن الخطاب يتفقد أحوال الرعية
فمر على امرأة ومعها ابنتها وهم يخضون اللبن،
فلما ارادت الام ان تضع الماء على اللبن
من اجل ان تزيد الكمية ويكثر ربحها ..
قالت الابنة: لا تفعلي يا أمي !
فقالت : لم؟..
فقالت الابنة: أما سمعت المنادي في الناس
يبلغ رسالة الخليفة أن ألا يخلط اللبن بالماء ..فهذا غش !
قالت المرأة: وأين أمير المؤمنين، لن يرانا !
قالت : إذا كان أمير المؤمنين لا يرانا فإن الله يرانا ،
وسمع كلامها سيدنا عمر بن الخطاب فأعجب بخلقها
ولم تشعر بوجوده المرأتان ..
وفي اليوم التالي تقدم يطلب الفتاة لابنه عاصم،
ومنها ظهر عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد
وسيظل التاريخ يذكرها ..
🌈
هنالك دائماً ضحايا لمثل هاته الفئات ..
أخوات بريئات ..
أوقعهن خطأ غير مقصود بشراك سليطات الكلمة ..
أو كتبن مشاكلهن أو بوحهن طالبات الردالطيب
الذي يبلسم نفوسهن المجروحة ..
أو يشفي قلوبهن..
فيفاجئن بمن يجرحهن ويستهين بما كتبن ..
أو ينتقدهن أو يسخر من مشاكلهن..
فترد المجروحة ..من ثلم إحساسها ..
وهنا .. تزداد المشكلة عمقاً .. وتزداد التهجمات
بين عصبة سوء استعمال الكلمة ..
وقد يكون التهجم سافراً
أو مستتراً وذلك أمرٌ وأدهى ..
وأشد وقعاً على النفس ، وأكبر ذنباً ..
فلنتذكر كلام الحق :
( ويل. لكل همزة لمزة ) ..!
🌈
وهنالك فئة تدخل هذا العالم لتنفس عن مكنونات صدرها
تبحث عن الرفقة الحنون ..
والقلوب الرفيقة التي تأخذ بيدها ..
وياحبذا من طريق تجد فيه النفس راحتها
إن وجدت ضالتها .. وهن كثيرات ..
يتشاركن الجروح .. والدواء !
ويجدن في المشاركات الطيبة التي لاتغفل عن الرقيب
الشفاء ..!
هؤلاء شموع إيمان تضئ الطريق لمن يشكو الظلام ..
هؤلاء رسل الكلمة الطيبة ..
يهدينها زهوراً للنفوس الحائرة ..
وريٌاً للقلوب الظامئة ..
ويدخرن في خزائن الله عن كل كلمة طيبة ..صدقة ..!
وما أعظمه من عائد .!!
🌈
وتتكالب عليهن الظروف القاسية ..
ولايجدن من حولهن من يبثثن أسباب ألمهن إليه فيخفف عنهن ..
يسارعن إلى الكتابة ،
ويفرغن كل شكواهن في مشاركة ..
لعل هناك من تصغي وتشير ..
وربما لا تنفع المشورة أحياناً في التخلص من المشكلة ..
وربما تنفع!
وأغلب الأخوات طيبات المعدن يشرن بالصبر والتمسك بأهداب الإيمان
وقد يجتهدن في حل منغصات الأمور ولكن ..قد يخطئن وقد يصبن !
ولكن من غير تعمد..
بل نصيحة مخلصة صدرت من القلب المتعاطف المُشارك !
*
صاحبة المشكلة بمجرد أن تكتب وتطرح مسألتها
التي أقضت حياتها
ترتاح جزئياً لأنها تحررت من كلمات كانت محبوسة في داخلها ..
ثم ترتاح أكثر حين ترى الردود القلبية والنصح السليم ..
وحين تشعر ببعض الراحة - رغم أن ماتشكو منه لم يزل قائماً -
يعتريها الندم أو الذعر لطرح أمرها أمام الملأ ..
خوفاً وخشية من أن تعرف من خلال نوع وتفاصيل ماتعاني منه ..
تذعر لأن شخصيتها قد تنكشف حين تُقرأ سطورها ..
فتحاسب ممن تسببوا لها بذلك !
ربما هناك من تعرفها أساساً ..
ربما هناك قريبة مرّت فصادفت هذه المشكلة ..
فسيفتح عليها ذلك باباً آخر من الهم والحساب ..
فتسارع آنذاك طالبة حذف مشاركتها لما يترتب على وجودها
من إفساد لحياتها ..
وقد تبقى رغما عن ذلك ..
سطورها معرضة لكل عين تخشاها..!
*
عزيزتي
لقد أصبح همك همّان ، ومشكلتك مشكلتان ..!
فكنت كمن يستجير من الرمضاء بالنار !
أقول لك نصيحة محبة :
لاتتسرعي ! لاتتسرعي !
التجئي إلى ركن معزول ..
صلي ركعتان ..
إقرأي صفحة من القرآن ..
بثي شكواك لله بحرارة المكلوم وصدق المستغيث
وتضرعي واسفحي دموعك..
حين تنتهين تشعرين براحة وامل يغمر قلبك ..
فقد ألقيت شكواك عند باب الرجاء ..
وهناك القوي الذي يسند ظهرك ويكون لك معيناً ونصيراً ..
ثم إن شعرت ببعض الحاجة لم تبارحك ..
أكتبي مشاركتك وارسليها لنفسك بالخاص ..
أو لصديقة تثقين فيها بدون خيط شك ..واحذري !
ثم عودي حين تهدأ حالك فاقرأي ماكتبت ..
ستقولين حينها لنفسك :
حمداً لله .. إذ لم أنزف جراحي أمام العيون ..
منهم المتعاطف ومنهم الساخر ..
الحمد لله ..!
ربما كان هناك من تعرف علي وسيفضح أمري !
🌈
قوس الفرح يزين السماء بعد أن تصفو ..
يرافق الشمس والصحو بعد المطر ..
والغيوم والرعد والبرق .. مقدمات الغيث ..
والفرح قوسه مولود أجمل كلما كان قبله مخاض عسير
لن نرى الفرح حتى نختبر الحزن ..
عندها سيكون للفرح نصيب مضاعف الوقع على نفوسنا
وبالضد تعرف قيمة الشيء .. !
🌈
حروفي هذه جاءت عن حقيقة ..
لبعض ماورد إلي في الخاص من طلب حذف ملحين أنه
لأمر غاية في الأهمية ، ولضرورة قصوى ..
رغم أني لاأعرف أغلب الأسماء التي تطلب !
ولكن ألمس اللهجة الملحة ولا املك إلا أن أدل كل من تسأل
إلى باب الشكاوي ..
ليرد عليهن من يهمه الأمر ، ويمنحهن أملاً ..
وأدرك أن هذا القسم الثري بالنفوس الطيبة
هو الاكثر بهذا الشأن .
*
ختاماً أختي الغالية أعيدي قراءة سطوري ..
واعملي بوصيتي : لاتتسرعي ! فتندمي !
أسعد الله أوقاتك .. وأزاح أسباب همّك ..
ملاحظة :
هنالك أمور كثيرة لم أتطرق لها ..
وأعتذر من الجميع إن مست مشاعرهن كلمة غير مقصودة