أنتِ والشكوى

الأسرة والمجتمع

إحدى السيدات تعترف قائلة: إنني ارغب في أن استدر عطف من أعيش معهم، وأثبت لهم بأنني موجودة، فإحساس من حولي بما أتذمر منه يعزز قيمتي الذاتية والاجتماعية لديهم.

شخصية كهذه مستسلمة لمناخ نفسي من صنع خيالها لا تخلو من نزعة الأنانية والنرجسية.
فإذا كنت سيدتي أحيانًا تنتظرين زوجك، أو ابناءك لتبثي لهم شكواك، وتذمّرك فهذا يعني أنك لا تهتمين بمشاعر الآخرين. فقد تتطور هذه الحالة إلى افتقاد القدرة الأخلاقية والنفسية على احترام آراء من تتعاملين معهم.

فإذا أردتِ الاحتفاظ بتماسك شخصيتكِ، وإثبات وجودكِ فعليكِ أن تدركي أن الإفصاح عما في نفسك لا يصح أن يكون أمام الآخرين، بل إلى من هم أقرب إليكِ. وهو تحديدًا زوجكِ إذا كنتِ متزوجة، أو أحد الوالدين، ولا ننصح بأن يكون البديل صديقتك.

أنتِ والشكوى ينبغي أن تكونا على طرفي نقيض. لأن دوام الشكوى يجلب عليكِ إهمال الآخرين وابتعادهم عنكِ، وانعدام ثقتهم بكل ما تقولين.

ذلك أن صاحبة هذه الشخصية تحاول على الدوام إثبات صواب وجهة نظرها ولو كانت على خطأ، لذا فإنه ليس من السهل اعترافها بالخطأ، وهي لا تفكر إلا بنفسها دون اعتبار لمشاعر الآخرين وتقدير أفكارهم وقناعاتهم.

حاولي الخروج من هذا القالب سيما إذا كان لديك أطفال كيلا يكتسبوا هذا المناخ النفسي ويعايشوا الحرمان من عطفك عليهم وليس العكس.

اقنعي نفسكِ أن أحدًا في العالم لا يمكن أن يكون خاليًا من المعاناة، من شيء ما. وقدّري مشاعر الآخرين، وأفكارهم الخاصة تشعرين بانجذابهم وتعاطفهم أكثر من الشكوى لهم
0
643

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️