أندوينسيا .... المسيار

الملتقى العام

قال لي : كنت على متن رحلة متوجهة الى جاكرتا، وقد قلبت النظر في بعض ركابها من أبناء بلدي (السعودية) وهم يمثلون أغلب ركاب الطائرة، فوجدت أنهم على أقسام؛ قسم من الشباب المتابع للصرخات والموضات والتقليعات فهم يلبسون ملابس مخيفة وسلاسل وصور وشعر مرعب ( كدش )، وقسم عليهم سيما الوقار والسنة والالتزام، وفئة من أصحاب الأعمال الخاصة والمصالح الشخصية.

نزلت الطائرة بكل هدوء في مطار جاكرتا الدولي، وسار الركاب في الممرات متجهين إلى صالة كبيرة لانهاء إجراءات الوصول، وعند مدخل تلك الصالة استقبلنا مجموعة من الاندونيسيين توزعوا بين ركاب الطائرة، فتوجه فئة منهم إلى الشباب أصحاب الموضة (فيه شقة فيه ملاهي كويس ...) بينما توجه آخرون إلى أهل الالتزام (السلام عليكم في زواج سنة خير إن شاء الله) وتوجه فئه إلى أصحابهم ومستقبليهم.

قال لي : لا تعتبر المشهد انتهى هنا، لكنه بدأ من هنا، حيث سألت من استقبلنا من العاملين في الجهات الرسمية عن هذا الوضع فقال: إيه... الوضع مؤسف، لقد بث التلفاز الأندوينسي قبل أربعة أيام تقريراً محزناً عن واقع بعض القادمين من السعودية الذين يتوجهون إلى بيوت معينة للزواج بالأسبوع والأسبوعين، وربما تزوج الواحد منهم اثنتين في أسبوع، إذ يجتمعن الفتيات في بيت ويقدم عليهم النسوة ويختار الأفضل حسب رغبته.
قلت له : بالله عليك هل يحصل هذا ؟ قال لي : وأكثر .. فقد تلقت السفارة السعودية هنا في (جاكرتا) عدداً من الشكاوى عن مثل هذا النوع من الزواج الذي غالباً ما ينتج عنه أطفال لا أباء لهم، وقد منحت الحكومة الاندونيسية الجنسية لأكثر من ستمائة طفل مجهولي لإباء سعوديين كما تم ترحيل أكثر من خمسة عشر سعودياً في الأشهر الماضية اكتشفوا ضمن هذا التنوع والتنقل بين أفياء الزواج.

إلى هنا انتهى كلام صاحبي الذي احترق وهو يرويه ويصوره، بل إنه قام بنفسه مع أحد المسؤولين بالذهاب إلى تلك البيوت ووصف حالاً مزرية تنم عن غطرسة مخيفة، وتدين موهوم يعتقده أولئك، فهم ينتقون كما ينتقي الواحد منا اضحيته بين الأغنام !!!
وقد أفتى سماحة المفتي العام قبل أيام في وسائل الإعلام (بأن هذا النوع من الزواج لا يصح زواج شرعي بل هو زواج من أجل قضاء وطر لا أكثر ولا أقل ولا يحقق حكمة الله من الزواج).

أيها الأحباب إن الحياة ليست متعة فحسب، بل فيها من المعاني الكثيرة التي ينبغي أن نعيشها بعيداً عن التركيز على المتعة والوطر، فهي جزء يسير من الحياة، بين الإسلام طرق قضائه، بل عظم شأن هذه السبل وقال عنها ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظا ) فهل ما يحصل من هؤلاء في تلك الغرف الأسبوعية يعد ميثاقاً غليظاً.

وقد يسأل أحدهم لماذا أعرضت عن القسم الأول من الشباب؟
فأقول: وهل هؤلاء في شك من جرمهم وحرمة صنيعهم وقبح فعلهم ( إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ).





فهد بن عبد العزيز السنيدي

كاتب سعودي

خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية

المصدر
50
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الجميلة8
الجميلة8
لاحول ولا قوة الا بالله الله يكفينا شرهم ويهدي شبابنا وشياااااااااااابنا مع الاسف جزاك الله خير
الدنياماتستاهل
ماهو غريبة على اغلب المسافرين السعوديون.
عيون اديم
عيون اديم
ماهو غريبة على اغلب المسافرين السعوديون.
ماهو غريبة على اغلب المسافرين السعوديون.
حسبي الله ونعم الوكيل .......

الله يحفظ شبابنا من كل شرررررررر
^سما^
^سما^
لاحول ولا قوة الا بالله الله يكفينا شرهم ويهدي شبابنا وشياااااااااااابنا مع الاسف جزاك الله خير
لاحول ولا قوة الا بالله الله يكفينا شرهم ويهدي شبابنا وشياااااااااااابنا مع الاسف جزاك الله...
مشتاقه لبنتها
الحمدلله .....مهوبصاحين.....الله يهديهم وبس.......