أنظري إلى الصورة .......................

إنها استراتيجية رائعة من استراتيجيات السعادة .. وهي النظر لوضعك نظرة صادقة شاملة .. ومقارنة بوضع من هم أسوأ منك في الدنيا ..

فإذا كنتِ تشكين من قسوة أمك فانظري لمن حرمت منها .. وإذا كنتِ يتيمة الأم فانظري لمن حرمت أمها وأبيها أيضا .. وإذا حرمتِ من أمكِ وأبيك فانظري لمن تعيش في بيت تملأه مشاكل وشجارات أكثر منكم .. وهكذا ..
إن الحياة تصفوا لأحد .. فهي أقدار مقدرة .. لكل إنسان منها نصيبه ..
لكل منا نصيبه من الخير والسوء ..
فمن أعطي المال ربما حرم الأطفال .. ومن أعطي الأطفال ربما حرم الصحة .. ومن أعطي الصحة ربما حرم العلم ..
فلا تتسرعي بالحكم على نفسك أو الآخرين دون أن تنظري للصورة كاملة ..

ذات يوم قالت لي فتاة في نوبة بكاء وألم .. أنا محرومة من كل شيء ! لقد مللت .. حياتي جحيم وألم متواصل ..
وأخذت تقسم أنه لا يوجد من هو أسوأ من وضعها .
لكني قلت لها :
ولو فرضنا أن كل ما قلته صحيحا .. حياتك ألم وجحيم .. أنا معك ..
لكن فكري قليلا ..
أولئك الذين يعيشون في العراء وفي المخيمات هل أنتِ أسوأ منهم ..؟
وأولئك الأسرى والمسجونين تحت سياط العذاب .. هل أنتِ أسوأ منهم ؟
وأولئك المعذبين على أسرة المرض والألم .. هل أنتِ أسوأ منهم ؟
وأولئك الخائفين على أرواحهم وأعراضهم في فوضى الحروب والدماء .. هل أنتِ أسوأ منهم ؟
سكت وأنا أنظر لها ثم قلت :
وأولئك الذين حرموا نور الإيمان وسكينته .. الذين لا يعلمون أن هناك أجرًا للصابرين .. فحرموا نعيم الدنيا والآخرة .. هل أنتِ أسوأ منهم ؟
جففت دمعها وتبسمت بصعوبة .. وتمتمت ..
كلا ... كلا .. الحمد لله
رددت معها .. الحمد لله .. الحمد لله تعالى ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن مجلة / حياة