كنت مغرب هذا اليوم - متراكي - مع ( أبو حمود ) أخ وصديق عزيز
وفي تباريح ومطارحات كلامه الجميل قال :
لي صاحب أعرفه زين - منتف حيل -
وطيب قلب ... ومن شدة الحاجة سكن مع أبوه هو وعياله
كان من طبعه أنه يسوي المعروف للناس ولا يطلب شيء
ويوم أراد الله له السعادة
قام خاله وكان يعمل عند
الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير
وبطريقته سجله من خويا الأمير سلطان بن محمد
يقول أبو حمود :
أسأل صاحبي هاه ... شفت الأمير اليوم ؟
فيرد ويقول : شفته من بعيد ... الأمير مشغول جداً ولا يعرفني .. وأنا استحي أقرب له ؟يقول أبو حمود :
وفي يوم أراد الله له الرزق حضر مع خاله عشى للأمير حول رماح
وكان عدد خويا الأمير قليل فرجعوا بعد العشاء وعند بيت الأمير قال لهم الأمير :
أقلطوا ... ولزم عليهم .
الخال استاذن الأمير قبل الدخول وسمح له الأمير سلطان ...لأن بيته بعيد في الحاير.
لما دخل الجميع وفي المجلس التفت الأمير لصاحبنا وقال :
من أنت ؟
فتلخبط الرجل وتلعثم بالكلام ... فأسعفه أحد الخويا وقال :
هذا خاله فلان ياطويل العمر ... سجل من مدة ويمكنك ما تذكره .
فقال الأمير سلطان بن محمد : تعال وأنا أخوك ...
فجاء ( سعيد الحظ ) وجلس أمامه وركبه تتصافق من الهيبة ..
وأول سؤال وجهه له الأمير - وقد تفرس فيه - :
عندك بيت وأنا أخوك ؟
زرط ريقه الرجال ووجم ودارتبه الدنيا ...
صحى من الدوخة على نحنحة الأمير
فقال الرجل : مستورة ياطويل العمر ... ساكن أنا وعيالي مع
أبوي عسى الله يطول بعمرك وعمره ...
فقال الأمير سلطان بن محمد : يافلان تعال ...
شف للرجال فلة مناسبة يسكن بها هو وعياله ولا يزاحم أبوه.
خرج صاحبنا مثل المجنون غير مصدق أن حلمه ( المسكن الطيب ) قد تحقق
واتصل بخاله مباشره يبشره بالبشارة من اليد البيضاء يد سلطان بن محمد
فقال الخال : مهي غريبة وأنا أخالك عليه يفعل أكثر ...
يقول أبو حمود :
وتم شراء فله بحي غرناطة - إن ماكنت واهم بالحي - بمبلغ وقدره :
مليــون وثـــلاث مــائــة الـف ريـــــال
وهي عبارة عن فلة فخمة دورين بالملاحق ...
يقول أبو حمود :
هذي مفاجأة لصاحبنا وحسنة من حسنات الأمير الكريم سلطان بن محمد
ولا هي بغريبة عليه ولا على اخوانه فعل الخير والكرم ...
لكن يأبو مجاهد مثل ما شدني كرم الأمير شدني فعل صاحبي :
لما أستلم مفاتيح الفلة وتجهزت الزوجة وأولادها لمغادرة فلة الأب
جاء الأبن أمام إخوانه وقام فيهم وقال :
يابوي حلفت يمين ما يسكن هدية الأمير الكريم إلا أنت جعلي فداك ...
بُهر الجميع ... رفض الأب ... وأصر الأبن ....
فرد الأب ودموعه في عيني :
إذاً وأنا أبوك أشهدكم أن عمارتي هذه جتك هدية مني
تقديراً لك وأنا أبوك على حسن برك بي .
قال أبو حمود :
رممت العمارة وسكن بها صاحبي ...
وانتقل والده بالأسرة الكبيرة للحي الجديد.
قال أبو مجاهد المضيَّاني :
شكر الله للأمير
سلطان بن محمد بن سعود الكبير كرمه الحاتمي
وشكر الله له حسن تعامله مع ربعه وخوياه
وجعلها الله في ميزان حسناته
ورفعه الله بها - وبأمثالها من أفعال الخير - في الدارين
وفي الحقيقة يصدق على الأمير سلطان بن محمد الكبير
أبيات ياسر التويجري :
ان المــلــــوك اذا اعـطــــوك حـــــب وغــــــــــــرام
خلــوك مــن ســـائــر الخــدام يعـنـي خـفــــيــــــر
الا انت ياراعي التقدير والاهتمام
يــالـلـي رحمـت الصغـيـــر وشــلـت هـم الكســيــر
========
وكتبه :
أبو مجاهد المضيَّاني
الخرج الخضراء
ليلة الجمعة 23/12/1427هـ