أنظر لنفسي في مرءاتي فأراكٍ أُمي : ( !

الأدب النبطي والفصيح





ذاكرة الأماني الخالدة

,
قصة أشبه بمذكرةٍ يومية من نبض قلمي




3/11/1422 هـ
الخميس



أشرقت شمس يومٍ جديد
! لون السماء يوحي بأن هناك شيءٌ ما سيكون
صوت ضجيج الهواء والرياح جداً مُهيب !
,
ملامحُ حزنٍ لمعتها عيون تلك الطفلة ذات السبع سنوات

نهضت من نومٍ عميق وكأن بها تتخذ من النوم ملجأ يحتويها

عيونٌ تروي أجمل معاني البراءة
قلبٌ مليء بالنقاء والبياض
! طفلةٌ لا تعي مايجري هنا ولا هناك

أحتضنت وسادتها لعلها تُمدها بدفءٍ جميل يملأ ذلك الفراغ الذي يسكُن قلبها
لملمت ملامح وصورة أمها في خيالها
إرتبكت عندما سمعت صدى صوتها يُردد
: ( آهـ يا أمي أين أنتِ عني ! )

أنفاسٌ مُختنقة
شهيقٌ يتلوه زفيرٌ عميق !
كتمة بداخلها تكاد أن تحبس أنفاسها

~
خرجت من ذلك المكان المظلم الذي كان يحتويها

نـــــعـــــم !
خرجت إلى ذلك الواقع الأليم !
حيثُ فجر الخميس الحزين أعلن ذاك الخبر
( هيلة الطريفي إنتقلت إلى رحمة الله بعد معاناة مع ذاك المرض ) !

. .
لم يستطع قلبُ الطفلة أن يعي الحدث !
حاولت أن تغلق مسامعها
مُتمنية أن تكون في حُلمٍ ثم تفيق منه

تلفتت يمنة ويسره
تُريد أن ترى أحداً يَكذِبُها الخبر !
لكنها لم ترى إلا حقيقة الدموع في أعينهم

آآهـ
و أيُ صدمةٍ ركلت قلب الطفلة الصغيرة ؟!

بدأ الشتات يموج بها
بدأت نظرات الشفقة تلتف حولها
نظراتُ شفقةٍ ورحمة تكاد أن تقتلها

((( تُرى كيف ستكون حياتها دون أمها ؟ من سيعوضها ذلك الحنان ! )))
<< هكذا كانت أفكارهم ومايدور في مخيلتهم

واعجباً لهم ولتفكيرهم !
هناك ربٌ رحمته وسعت كُل شيء فكيف بقلب تلك الطفلة !!

~

استمرت الحياة بين أمل وألم بين أشجانٍ وأفراح
لم تتوقف حياتها على ذلك الفقدان !
بل كان سبباً أمدها بقوة تحمل أي صدمة مهما كان عُمق الوجع فيها
لأن لا فقد أعظمُ من فقد الأم ورحيلها عن الحياة



توالت السنين ..
كَبُرت الأماني ..


صارت تلك الطفلة فتاة في السابعة عشر من عمرها ليس لأي هواء أن تُحرك ساكنٍ في خافقها
مهما عصفت بها الرياح وتقلبت بها الأمواج تقف كشموخ الجبال في وسط البحار

. . .


هناك في أواخر الليل حيثُ كان الهدوء يعُم بالأرجاء إذا بي أراها واقفة أمام مرءاتها
وكأني أسمع صوتها الخافت حيثُ تقول :
(( آهـ يا امي كم هو موجع عندما أنظر لنفسي في مراءتي وأراكِ
أرى أني تقمصتُ شيئاً من ملامحُكِ ! لا أعلم هل ما أراه حقيقة ام أنكِ سكنتِ في عيناي فأنعكست صورتكِ !! ))

. . .

ذهبت وأسندت رأسها على كرسيها
بدأت ذاكرتها بإسترجاع ذلك الماضي الأليم
حاول الحزن أن يزورها لكن لم تُبدِ له أيُ إهتمام

تنفست بعمق
أمسكت بقلمها الأزرق المُعتاد
فتحت دفترها
لملمت كُل ماتبقى في كيانها من قوةٍ وثبات
بدأت تسترسل في نثر ماكان يخنقها في داخلها

. . .

سحبتُ ناظري فإذا بي ألمحُ عبارة كتبتها على غلاف دفترها
: (( سأظل شامخة بإذن اللهِ يا أماه فلن تستطيعَ كسري تصاريفُ الحياة ))

. . . . .






إنتههت . .
رحِمكِ الله يا أماه وأسكنكِ فسيح جنانه
مُلتقانا هناك بإذن الله

تمت : 1433/3 هـ


ياحبذا تكون الردود مليئة بالنقد ..
للمعلومية عمري 17

شاككرة للجميع



لمُتابعة كتاباتي في تويتر

https://twitter.com/#!/I__SHaDow




دمتم بِود
أختكم ظِل




10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

روح الفن
روح الفن

بسم الله الرحمن الرحيم


سرد بين جَزِر الماضي ومدّ الحاضر !
هكذا الحياة كأمواج تتقلب باستمرار،
و ما علينا إلا التكيّف مع الأدوار ...
والسباحة بمهارة وحذر للوصول لشاطئ الأمان
بأخف الأضرار..

أعجبني نقاء نصّك وأنتِ في بداية المشوار ،،
يبشّر بمستقبل زاهر وباهر..
داومي على الكتابة وابحري..


(همسة هكذا تكتب : مرآتي)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صوت العدالة
صوت العدالة


كلمات جميلة تلك التي كتبتها .. أبحرت بخيالي حيث أردتِ ...


بالنسبة للصور التي رسمتها بمعاني قلمك رائعة وجميلة ...

وأفكارك متسلسلة بخيال واقعي رقيق ... تناسب الحدث وألمه ...

حتى أسلوبك جميل وراق ... ولكن هناك بعض الركاكة في البدايــة ...

مثل قولك في بداية النصّ : وكأن بها تتخذ من النوم ..." أظنها ستكون أجمل

وأقوى لو كانت : " وكأنها تتخذ من النوم " حتى يتتابع التسلسل اللفظي والمعنوي ...

أيضًا عزيزتي : بعض الهمزات هي همزة وصل ... مثل : " احتضنت ... ارتبكت ...

انتقلت ... انتهت " وهمزة الوصل لا تكتب ولا تنطق ... وإذا أردت التفرقة بينها وبين همزة

القطع ... اسبقيها بحرف عطف ... الواو أو الفاء ... والكن الفاء أقوى يوضح لكِ

إذا كانت همزة وصل أم لا ...

أيضـًا كلمة :
مرآتي ... وقد نبهت عليها أختي روح ...

أيضــًا في النحــو : " أن تحرك ساكن ... " تكتب ... "أن تحرك ساكنـًا .."

لأنّ ساكن : مفعول به منصوب .... جاء قبله فعل وفاعل ...

أختي الفاضلة ... هذا ما يتعلق بنصك ... ما عداه فهو رائع وجميل ...

وحاولي بقدر المستطاع أن تقرئي أكثر وأكثر حتى يزداد أسلوبك

قوة وصلابة ... أيضـًا حاولي التطبيق من ناحية الهمزات

والتركيز عليها ... خصوصـًا أنّك في بداية مشوارك

الأدبي حتى تعتادي على الصواب ...

كلمة أخيرة لك بنيتي ... أنتّ رائعة لأنكِ تريدين التعلم ... وهذه هي

بداية الأدبـــاء الناجحين ...

ودمـــــت بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودّ

تغريد حائل
تغريد حائل
غاليتي.........
ما شاء الله مبدعة ،جمال كلماتكِ في عمق معاناتكِ..أحداث متسلسله تمتزج بصراع التحدي والأنتصار..
قلمكِ راقي يتمتع بالتلقائية والتشويق..
فجودي ونحن بأنتظار روائع زهوركِ..وفقكِ الله.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ظل القمر أنت رائعة فكأن انعكاسات نور القمر قد لبستها حروفك !

وكأن حزن ليلٍ ساجٍ لون معانيك بالشجن ..!

ماشاء الله ! يانعةً .. ورائعة !!

كل ماوجد في النص من هفوات عرفتها من روح وصوت .. واسبغا علي نصك حلل الثناء فلم يبق من مزيد !

وننتظر ذكرياتك بشوق ...

لنقرؤك غيثاً ماطراً بالبهاء !
ظل القـ م ـر
ظل القـ م ـر


ياجمممالكم ..
قرأت حروفكم حرفاً حرفاً ..
وان شاء الله اتلافى العثرات الإملائية في المرات القادمة ..
شاكرة لكن واحدة واحدة ..
حفظكن الله