
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أيامكم بالطاعات أخواتي الغاليات
هذا أول موضوع أنزله في قسمكم أتمنى يلاقي تفاعل منكم
وتستفيدوا منه ويكون له أثر على حياتكم
أتيتكم اليوم بــــــ رساااااااالة كتبتها لي صديقتي ورفيقة دربي الغالية
سلمتني إياها وقت سفرها عندما أتت بيتي لتودعني
فقد شقت طريقها نحو دراستها الجامعية وستسافر بعيدا عني ,, عائدة الى وطنها
عندما قرأت رسالتها بكيت وبكيت لأني لم أكن أريد مفارقتها فقد أمضيت أجمل أوقاتي برفقتها ..
ولكن قبل ان أدرج رسالتها سأحدثكم قليلا عنها وعن مشروع صغير بدأناه معا ..
تعرفت عليها في الصف الأول الثانوي ..
لم تكن في فصلي ولكني كنت ارافق صديقاتها وهذا دعاهم ليعرفوني عليها ..
كلما رأتني في الساحة وقت الفسحة كانت تبادرني السلام وتصافحني وهذا ما حببني فيها
في اخر سنتين من الثانوية ازدادت معرفتي بها حيث كانت تجلس بجانبي
كانت مجتهدة ونشيطة ماشاء الله .. تحاببنا في الله .. كنا نتناصح على الدوام ..
لم أرضَ أبداً ان أراها على خطأ وأسكت .. وكانت تفعل معي المثل
..بالطيب احيانا .. وبالقسوة احيانا كثيرة ..
ختمنا معاً سورة البقرة .. وكان هذا أول واكبر انجاااااااااااااااز في حياتي
لازلت اذكر تلك الايام وكأنها كانت بالأمس ..
كنا خمس صديقات بدأنا حفظ سورة البقرة معا ..
وكنا في الصف الثالث ثانوي .. ومضغوطاااااات لأبعد حد ...
ولكن استمرينا بفضل الله في حفظ هذه السورة العظيمة ..
تمنينا ان تكون هي الرااااابط الذي يجمعنا على الخير نحن الخمسة ,, حتى يكون حبنا خالصا لوجهه الكريم
بدأنا بالتسميع لبعضنا خلال فترة الفسحة او حصص الفراغ .. كل على قدر استطاعته
وكان بيننا تنافس واضح حتى أتممنا بحمد الله وفضله الجزء الاول من سورة البقرة
واجتزنا الاختبار الذي وضعته لنا اختي زهورة ربي يجزاها خير .. دعمتنا كثير هي والوالدة حفظها الله
بعد تمام الجزء الاول .. ازداد الضغط علينا من ناحية الدراسة .. واصبح وقتنا ضيق للتسميع ..
وللأسف انتهت السنة ولم نكمل مشروعنا الذي بدأناه
انسحبت اثنتان من المجموعة ..
والثالثة قررت اكمال المراجعة مع والدها حيث انها تحفظ القران كاملا ولله الحمد ..
وبقيت انا وصديقتي هذه ..
ابتدت الاجازة وصعب على صديقتي اكمال الحفظ .. وأرادت الانسحاب بقوووة
لم اتحمل بصراااحة وأصريت عليها ان نكمل سوية ..
خصوصا انها كانت تشكو من عدم استطاعتها اكمال هذه السورة ..
وكنت اشك ان عيناً أصابتها وأردتها أن تتغلب على هذا الشعور ..
ووافقت أخيرا على اكمال المسير بعد أن حدَّثتها والدتي وأقنعتها بأن هذه فرصتنا ولا ينبغي ان نضيعها ونتوقف الاااااان
وأخبرتها أيضا بأننا سنفرح أشد الفرح اذا انجزنا هذا المشروع سوية ..
اقتنعت بكلامها ولله الحمد وقررنا التسميع عبر الهاتف ..
كنا نسمع يوميا ونتنافس من منا ستحفظ اكثر وتسبق الأخرى
وحددنا هدف وأصبحنا نتمنى الوصول اليه ..
الهدف هو ان نختم سورة البقرة قبل رمضان ..
وبالفعل ..
ختمت هي سورة البقرة قبل ليلتين من رمضان ,,, وانا ختمتها ليلة رمضان ..
كان كل همي الهدف الذي وضعناه والحمد لله حققناه بفضل الله
كان اسعد ايام حياتي حين ختمنا سوية هذه السورة ,,
ومازلت أعتبر هذه السورة هي العربون الحقيقي لصداقتنا
واعتقد بأنها بادلتني نفس الشعور
(( فقد كتبت لي هذه الرسالة .. تحت عنوان .. مـمــــتـــــنةٌ أنـــــــا ))
سأدرجها لكم في الرد القادم ...
إليكم الرسالة ....
(( ممتنةٌ أنا .. مدينةٌ أنا لكِ بالكثير .. ماذا عساي أكتب ؟
ولو أنني ظللت اكتب واكتب واكتب .. أوَ سيفيد ذلك في وصف مدى امتناني ؟؟!!
حفظ ومراجعة سورة البقرة ..
هذا المشروع الرائع النيِّر .. العَبِق .. والذي انجزناه معاً ..
انه لإثبات على صفاء أخوتنا .. في الله
ليلة اختبار الرياضيات النهائي بتاريخ ...... بالنسبة لي لم تكن مجرد ليلة ..
ربما لأنها هتكت الأستار عن كثير من خبايا النفس .. من ضمن هذا الكثير كشفت لي كم أنا ممتنة لكِ ...
الى درجة لا أملك التعبير عنها ..
كنتُ في كربٍ تلك الليلة .. دعوتُ الله لك كثيرا .. انتِ واستاذة زهورة .. ووالدتك الحبيبة
كنتُ متوترة وقلقة .. جافاني النوم .. تأرَّقتُ لأكثر من 6 ساعات قضيتها مستلقية على فراشي أنشد النوم ..
ولما لم أجد أي فائدة .. أخذت اتلو القران .. وحيث اني ضيعتُ حفظي "اقولها بكل خزي"
لم يكن لدي الكثير من الخيارات .. خياري الوحيد كان سورة البقرة
أجل .. سورة البقرة .. هذه السورة التي أظن أن حفظها هو العربون الحقيقي لصداقتنا ..
سؤال ظل يجول في ذهني تلك الليلة .. ترى لو لم يقدر الله لي لقيا مع فتاة اسمها .....
ماذا سيكون حالي ؟؟ ظللت أقرأ .. وأتوقف قليل لأدعو لكن .. وهكذا ..
تذكرين صديقتي يومَ عرضتِ علي حفظها ماذا كان ردي؟؟
أوَ تذكرينه ؟؟
قلت :: لا أريد .. تذكرين إصراركِ وحديث والدتكِ معي ؟؟
إذا كنتِ لا تذكرين .. فتذكري ..
علَّكِ .. تحسين بمدى امتناني !!!! )))
قرأت كلماتها وتأثرت .. بكيت بحرقة .. لم أعلم أبدا عن مشاعرها
شعرتُ دوما أنني من كنت بحاجتها .. وأنني الممتنة لها وليست هي
لا اعلم ماذا كنت سأفعل لو لم تكمل الطريق معي !!! ..
فأنا كسولة للغاية .. وكنت اتشجع بها ومعها ..
فعندما تتصل لتتلو علي ما حفظته ..
أسارع الى مصحفي لأراجع جزئيتي ثم اتصل بها لتسمع لي ما حفظته ..
أردت أن أثبت لها انها ليست افضل مني ..
نصحتني ووقفت بجانبي .. اقولها وبشدة .. انا من كنت بحاجة لها ..
سلمتني الرسالة وودعتني .. بعد أن تعاهدنا على اكمال المسير ..
وبفضل الله ختمت المصحف قبلها وتيسر لي ذلك بفضل الله ثم بفضل دراستي
ودعوت الله ان يجمعنا سوية وان يكتب لي رؤيتها مجددا ..
والحمد لله طوال هذه الأربع سنوات التي مضت واصلتها عن طريق الجوال ورأيتها عدة مرات ..
وحضرت زواجي وكان حضورها اكبر فرحة لي :27:
فأنا لم أتوقع حضورها لأن ظروف سفرها تحكمها ..
وها قد تزوجت بتوفيق من الله الشهر الماضي بعيدا عني ولكني معها دوماً قلباً وقالباً ..
أسأل الله ان يجعل محبتنا خالصة لوجهه الكريم
وان يجعل مئالها الفردوس الأعلى من الجنة .. إخوانا على سرر متقابلين
وأن يسعدها في حياتها ويرضى عنها ..
عزيزاتي ..
كتبت موضوعي الذي لم يكن في الحسبان من أجلكم وأدرجت رسالتها التي اعتبرها خااااصة ..
كي تشعروا بمدى الامتنان والسرور والفرح الذي غمرنا حين أسسنا صداقتنا أساسا قويا ..
أردتكم ان تستوعبوا معنى الصداقة الحقيقية .. الصداقة التي تكون في الله ولله
أردتكم أن تحسنوا اختيار رفيقاتكم ثم تأسسوا صداقاتكم على النصح والتوجيه والحب في الله
راجعوا صداقاتكم وأعيدوا تفكيركم واجعلوا همكم .. الاخرة وليس الدنيا فقط ..
أهداف كثيرة جعلتني اكتب هذا الموضوع ..
أتمنى أن تفهموها من أنفسكم وتستنتجوا العبـــر مما ذكرت .. وتقيسوها على صداقاتكم ..
اطرحي هذا السؤال في قرارة نفسك ::
هل صداقتكم ومحبتكم ستجمعكم في الآخرة اخوانا على سرر متقابلين ؟؟
هل هي في الله ولله ؟؟
هل شعاركم النصح والتعاهد على الخير ؟؟
ان كان جوابك نعم ..
فهنيئا لكم واستمري على تقوية هذه الصداقة لأنها ستستمر في الدنيا والاخرة .. وتؤتي ثمارها بمشيئة الله
وان كان جوابك لا ..
فصدقيني .. لاااااااااا داعي لأي شيء .. لأن الدنيا فانية .. ولا شيء يستحق الاستمرار
فلن تكسبي من هذه الصداقة شيء ... سوى الحسرة والندم
أخيرا ..
هذا موقف من المواقف التي افتخر بها مع هذه الراااااائعة
وهذه واحدة من صديقات أفتخر بوجودهن في حياتي وأعتز جدا بمعرفتي بهن ..
كان لهن ايضا دور فعال وتأثير كبير جدا في حياتي بأكملها ..
لهن مني كل الشكر والتقدير وباقة حب وولاء ..
غالياتي ::
إن كان من نصح أخير أقدمه لكِ بشأن رفيق الدرب .. فسأقول ::
اجعلي القران الكريم رفيق دربك وأنيس روحك
واسألي الله عز وجل أن يجعله ربيع قلبك ونور صدرك .. وجلاء حزنك وذهاب همك ..
اقرئيه عند فرحك .. وحال حزنك .. إذا جعلتيه رفيقك .. فلن يفرق بينكما زمان ولا مكان ولا ظروف ..
رفيقك من بني البشر .. اذا مافرقت بينكما الدنيا .. فسيفرق بينكما الموت ..
فهو لن يرافقك الى داخل قبرك .. ولو أراد ما استطاع ..
صحيح ,, لن يحرمك من دعواته ,, ولكن القران ,, نور القلب والقبر
كلما اقتربتِ منه .. اقتربتِ من رب السماوات والأرض .. وارتقيتِ الى المعالي ..
فيه النصائح والتوجيه ,, فيه القصص وفيه العبر ,, فيه الأجر والسرور والحبور والنور ..
دستور أمه .. ومنهج حياة ..
حتى في أحلك الظروف ,, يبقى معكِ وينجيكِ
في أروع من كذا رفيق ؟؟؟ ^_^
اختي الحبيبة ..
إذا رأيتِ أن موضوعي يستحق الرفع .. فلا تبخلي علي بضغطة زر ودعوة صادقة ..
وان كان لك بعض المواقف المشجعة والمشاريع النيرة مع رفيقات دربك .. كي نقتدي بك ..
فأدرجيها هنا وأتحفينا بها ولو كانت بسيطة .. أي شيء مؤثر .. مفرح .. مبكي .. تودين قوله ..
هذه مساحة اتركها لك .. ^_^ علنا نستفيد منك ..
أختكم المحبة ’’’’’ قلب الأمة