أنواع الفتن

ملتقى الإيمان






الحديث الأول :
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ : أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ ؟ فَقَالَ قَوْمٌ : نَحْنُ سَمِعْنَاهُ ، فَقَالَ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ ؟ قَالُوا : أَجَلْ ، قَالَ : تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ ، وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ : فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ ، فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ ! قَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ـ الحصيرة كم عوداً فيها ؟ فيها ألوف ـ فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ ؛ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا ، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ... )) .


أقسام القلوب بالنظر إلى الفتن :
(( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا )) .
فتنة الشاشة ، فتنة الإنترنت ، فتنة المحمول ، فتنة الاختلاط ، فتنة المجلات ، فتنة السينما ،
فتنة المرأة الكاسية العارية ، فتنة الربا .
(( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ )) .
كل عود له أثر في القلب نكتة سوداء .
(( وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ )) .
أي حتى ينقسم البشر إلى نموذجين .
(( عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ )) .
وما أقلَّهم .
(( مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا )) .
ما معنى ذلك ؟ المُرْبادشديد السواد ظلمة ما بعدها ظلمة ، سواد داكن ، سواد لا ترى فيه إلا السواد ،
لا بصيص نور ، ولا خيطاً رمادياً ، كالكوز ، القلب وعاء ، لكن هذا الوعاء (( كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا )) ،
مقلوب لا يمكن أن يأخذ شيئا ، ضع الكأس على عكس وضعه ، صب فيه الماء ، وقعره نحو الأعلى ،
(( كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا )) أي منكوساً .
(( لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ )) .
هذا واقع العالم اليوم ، قلب أبيض لا تضره فتنة ، لأنه أنكر هذه الفتن فتنةً فتنة ، فهي كالحصير ، فيه أعواد لا تعد ولا تحصى ، وكل عود فتنة ، وقلب آخر أسود داكن ، (( كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا )) ، أي مقلوباً ليس فيه خير إطلاقاً ، (( لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ )) .
الآن العالم منقسم قسمين ، مؤمن وكافر ، محسن ومجرم ، صادق وكاذب ، منضبط ومتفلت ، وهكذا ، وهذا الانقسام في كل مكان ، وفي كل زمان ، وفي كل مجتمع ، إلا أن القسم الأقل هو القسم الأول .
أيها الإخوة الكرام ، تعوذوا بالله من أن نكون مع القسم الثاني ، مع القسم الذي يعم معظم الناس .


الحديث الثاني :
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ :
(( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، قَالَ : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : فُلَانٌ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ]لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
يبدو أن الله أطلعه على ما سيكون في آخر الزمان .
(( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا )) .
في العصور الثلاثة الأولى كان فيها الإسلام متألقاً ، وكان فيه بطولات ، ووفاء ، وكرم ، وحياء ، ومروءة ،
وجدة ، طبعاً امرأة قالت : وا معتصماه ، المعتصم لم يجلس حتى جهز جيشاً ، وغزا الروم ، وأنقذها .
رُبّ وا معتصما انطلقت ملء أفواه البنات اليتــم
لامست أسماعهم لـكنها لم تلامس نخوة المعتصم

(( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، قَالَ : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ )) ، بكاء منخفض لهذا لا نسمعه .
(( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، قَالَ : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ )) يظهر النفاق .
موجة نفاق تجتاح العالم ، النفاق للأقوياء ، ولو كانوا مجرمين ، والنفاق للأغنياء ، ولو كانوا مبذرين .
يظهر النفاق ، وترفع الأمانة ، ويكثر الاحتيال والكذب ، والدجل وابتزاز أموال الناس ، وتقبض الرحمة ، ويتهم الأمين ، ويؤتمن غير الأمين .
أيها الإخوة الكرام ، من علامات قيام الساعة أن الحياء ينزع من وجوه النساء ، وأن النخوة تنزع من رؤوس الرجال ، وأن الرحمة تنزع من قلوب الأمراء ، فلا حياء في وجوه النساء ، ولا نخوة في رؤوس الرجال ، ولا رحمة في قلوب الأمراء .


الحديث الثالث :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْكَذِبُ ، وَيَتَقَارَبَ الْأَسْوَاقُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ )) .
تنتقل من طرف الدنيا إلى طرفها الآخر في ساعات ، وتتصل مع أقصى مكان في الدنيا في ثوان ، العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ، ويتقارب الزمان ، وتتقارب الأسواق .
(( وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ ))
قتل كعقاص الغنم ، لا يدري القاتل لمَ يقتل ، ولا المقتول فيم قتل ، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه
مما يرى ، ولا يستطيع أن يغير ، إن تكلم قتلوه ، وإن سكت استباحوه .
وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ، وحتى يتطاول الناس في البنيان ، الأبراج خمسون طابقًا فما فوق ، تسعون طابقًافما فوق ، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول :يا ليتني مكانه .


11
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
الحديث الرابع :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ ، وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ ، فَظَهْرُ الْأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ
مِنْ بَطْنِهَا ، وَإِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلَاءَكُمْ ، وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ ، فَبَطْنُ الْأَرْضِ
خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا )) .


الحديث الخامس :
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ )) .
أطلعه أن أمته من بعده سترجع كفاراً ، فما علامة كفرها ؟ (( لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ
رِقَابَ بَعْضٍ )) .
قتل ، ذبح ، تمثيل ، تعذيب ، إبعاد ، تشريد .


الحديث السادس :
ويقول عليه الصلاة والسلام :
(سيكون بعدي سلاطين الفتن ، على أبوابهم كمبارك الإبل ، لا يعطون أحداً شيئاً إلا أخذوا من دينه مثله ) .

العطاء مقابل أن تتنازل عن دينك ، لا يعطون أحداً شيئاً إلا أخذوا من دينه أضعافاً ، وهناك أناس فهموا
الإسلام فهماً معكوساً ، فهموه تكفيراً ، فهموه تشريكاً ، فهموه قتلاً ، فهموه استعلاءً ، فهموه وصاية .


الحديث السابع :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ،
يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ )) .


الحديث الثامن :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا ،
وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )) .
يبيع دينه من أجل منصب ، من أجل مبلغ .

بيعُ الدين بقليلٍ من الدنيا :
إذا جاء مبلغ فلكي مقابل أن تكتب عن الموت أنه كان طبيعياً ، والموت كان قتلاً ، باع دينه كله بهذا
التقرير ، يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل ، كان مؤمناً فأصبح كافراً ، أمسى مؤمناً فأصبح كافراً ،
أو أصبح مؤمناً فأمسى كافراً .
هذا من علامات آخر الزمان ، والمؤمن لا يباع ولا يشترى ، المؤمن رقم صعب ، لكن المنافق رقم سهل ، له ثمن محدود ، هناك إنسان يُشترَى بألف ليرة ، وإنسان بمليون ، و إنسان بخمسة ملايين يبيع دينه ، يبيع ورعه ، يبيع صلاته ، يبيع صيامه ، وحجه ، وزكاته .


الحديث التاسع :
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )) .
أكبر وعيد توعد الله فيه الناس في القرآن أن تقتل مؤمناً متعمداً ، وهذا يقع كل يوم ، المؤمنون يقتلون من قبل مؤمنين ، القائم القاتل والمقتول في النار، لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .


الحديث العاشر :
أيها الإخوة الكرام ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَتَنُ مِنْ بَعْدِكَ ، قَالَ :
فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ سُئِلَ : مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا ؟ قَالَ :
(( الْكِتَابُ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ، مَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَحَكَمَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللَّهُ ، هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، فِيهِ خَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعَتْهُ الْجِنُّ فَلَمْ تَتَنَاهَ أَنْ قَالُوا : ]إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
وَلَا تَنْقَضِي عِبَرُهُ ، وَلَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ )) .


هذا هو المخرج من الفتن :
ليس هناك حل ، مهما تعددت الحلول ، إلا أن نصطلح مع الله ، لأن الله أعزنا في الماضي بالإسلام ،
ولن يعزنا بشيء آخر ، لا حل إلا أن نقيم الإسلام في بيوتنا ، والحل الذي أضعه بين أيديكم بإمكان
كل واحدمنا تطبيقه ، دعك من المجموع ، دعك من الأقوياء ، دعك من الطواغيت ، أقم الإسلام
في بيتك ، وأقمه في عملك ، وانتظر من الله النصر ، قال تعالى :
]بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ ( سورة الزمر : الآية 66 )
الحل الأول والأخير القرآن الكريم أن نعود إليه ، وأن نعود إلى فهمه من السنة الصحيحة ، ومن فهم الأجيال الثلاثة من صحابة رسول الله ، فإذا عدنا إلى الله عاد الله لنصرنا ، واستعدنا دورنا القيادي ، وأصبحنا أعلاماً بين الأمم ، أما الآن فوالله نحن مضغة الأفواه بين الأمم ، ويسخر بقصصنا ، نتقاتل ، لسنا مؤهلين أن نحكم أنفسنا ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :
(( أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ،
ثَلَاثَ مِرَارٍ )) . .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ ، كَذِئْبِ الْغَنَمِ ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ )) .
الزم الجماعة ، كن مع المؤمنين ، لا تنفرد برأي ، خذ رأي العلماء الأجلاء الربانيين الورعين ، لا تجتهد من عند نفسك ، لا تسبب للمسلمين متاعب لا تنتهي ، المسلمون سلمهم واحدة ، وحربهم واحدة .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : << يا أيها الناس ، عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله
الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة >> .


الحديث الحادي عشر :
عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ؟ واحدة في الجنة وسائرهن في النار ؟ قلت : ومتى ذلك يا رسول الله ؟ قال : إذا كثرت الشرط ، وملكت الإماء ، الأمر بيد النساء ، امرأة تزلزل أكبر رجل ، وقعدت الحملان على المنابر ، واتخذ القرآن مزامير ، وزخرفت المساجد ، ورفعت المنابر ، واتخذ الفيء دولاً ، والزكاة مغرماً ، والأمانة مغنماً ، وتفقه في الدين لغير الله ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأقصى أباه ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، الصحابة الكبار لُعنوا ، وساد القبيلة فاسقهم ، أفسق واحد سيدها ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل اتقاء شره ، فيومئذ يكون ذلك ، ويفزع الناس إلى الشام وإلى مدينة منها يقال لها : دمشق ، من خير مدن الشام ، فتحصنهم من عدوهم )) .

ونسأل الله أن تكون هذه البلدة على منهج الله ، وهناك علامات تؤكد ذلك .
الحديث ليس في الصحاح ، درجته أقل من الصحاح .


الحديث الثاني عشر :
عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ ، فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ )) .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
أيها الإخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
$$شيهانة الخير$$
جزاك الله خير
ام حنان 2
ام حنان 2
مـــــوضوع رائـــــع الهــي يجعلكِ
ممن ينظرالى الله تبارك وتعالى بكرة
وعشيه
باركــ الله فيكـِ وآثابكـ الله تعالى
وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
والفـردوس داري وداركــ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي
ولكـِ
بنتظار جديدكِ بشوق


الامــيــرة01
الامــيــرة01
اسعد الله قلوبكم وامتعها
بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء


دمتم بخير وعافية

لكم خالص احترامي
الامــيــرة01
الامــيــرة01
بارك الله فيك يالغاليه على الحضور المميز