أنواع الناس في الصلاة

ملتقى الإيمان

أنواع الناس في الصلاة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسأل الله أن يشرح صدري وصدوركم وأن يهدي قلبي وقلوبكم وأن يجمعنا ووالدينا ومن نحب في جنة الفردوس


الناس في الصلاة على مراتب خمسة :


الأول : مرتبة الظالم لنفسه المفرط , وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها



الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها , لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة , فذهب مع الوسواس والأفكار



الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار , فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق منه صلاته , فهو في صلاة وجهاد



الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها , وحقوقها لئلا يضيع شيئآ منها , بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها , قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها



الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك , ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل , ناظرآ إليه , مراقبآ له ’ ممتلئآ من محبته وعظمته , كأنه يراه ويشاهده , وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات , وارتفعت حجبها بينه وبين ربه , فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض ,وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به .




فالقسم الأول معاقب , والقسم الثاني محاسب , والقسم الثالث مكفر عنه , والقسم الرابع مثاب


والقسم الخامس مقرب من ربه : لأنه له نصيبآ ممن جعلت قرة عينة في الصلاة , فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا , قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة وقرت عينه أيضا في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين , ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات .



وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل( ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي , فإذا التفت قال ارخوها )


وقد فسر هذا الإلتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره , فإذا التفت إلى غيره , أرخى الحجاب بينه وبين العبد , فدخل الشيطان , وعرض عليه أمور الدنيا , وأراه إياها في صورة المرآة
وإذا أقبل على الله بقلبه ولم يلتفت , لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب , وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب , فإن فر إلى الله تعالى وأحضر قلبه فر الشيطان , فإذا التفت حضر الشيطان , فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة .


من كتاب / الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لإبن القيم الجوزية
0
604

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️