رغم أن المعازف كانت تشق أذني و أذنكم ..
رغم أن المنكرات كانت تخرق قلبي و قلبكم ..
رغم اختراق السهام في صدري ..
رغم اختناق الأمل في نفسي ..
رغم أن الدموع كانت سخينة ..
و هي ترى داركم أصبحتَ داراً للفحش و المجون ..
و أنا أرى أباكم يجر ذيله بـ المعاصي أمام ناظريكم ..
يتفحش بـ ببذيء الأقوال و الأفعال ..
فـ خفتُ عليكم و على فطرتكم التي فُطرتم عليها ..
فـ بعدتُ و أبعدتكم عن كل هذا و ذاك ..
ألحقتكم في مدارس التحفيظ والتجويد و المتون ..
حتى تبتعدوا عن هذة الأجواء القذرة ..
حتى تتنفسوا هواءً نقياً صافياً .. بعيداً عن كل شائبة تشوبه ..
صعدتُ بـ كم فوق كل هذا .. جعلتكم ترتقون السلم عالياً ..
جعلتكم تذقون الشهد شهداً .. و تنعمون بـ اجواء السكينة و الطمأنينة ..
غرستُ فيكم بذور الخير .. علمتكم .. و تعبتُ لـ أجلكم كل التعب ..
وسط مكان مغايراً و مخالفاً لهُ تماماً ..
فـ كانت فرحتي الكبرى .. و العظمى التي انستني كل تعب ..
و داوت فيني كل مرض .. و كل سهرٍ و أرق ..
و أنا أراكم على الطريق المستقيم ..
تحثون الخطى عليه و تسلكونهُ بـ كل ثبات .. رغم كل المغريات ..
و مرت السنون .. و رماني أباكم بعد أن تزوج بـ أخرى ..
و أخذكم إليه .. في مستنقعات القذارة و الجهل و الغفلة ..
أخذكم و حرمكم مني .. و حرمكم من حياتكم الآمنة المستقرة ..
أخذكم و قلبي يتقطع .. و يدميني الخوف كل ما تذكرت حياتكم الجديدة معه ..
ياه .. ما أشد ألمك .. و أصعب وجعك يا قلبي .. و أنت ترى قلبك يتوقف نبضه ..
لم تنتزع الروح مني يوماً كما انتزعت و أنا أرى حالكم .. و كيف أصبحتم نسخة منه ..
تدمرت نفسي .. و كل ما تحملتهُ في سنين البناء و التشييد ..
أهذا ما غرسته بكم .. أهذا ما ربيتهُ فيكم .. أهذا جنى الجنائن اللاتي كنت أرجو جنيها ..
دموعي لم تجففها بقايا ثيابكم .. اشمها و اتنفسها .. و أشهق بـ البكاء و أنا احتضنها ..
و كأن أجسادكم الغضة بداخلها .. فـ احضنها كـ أنها أنتم .. لكنكم أنتم لستم أنتم ..
أرضى بـ أن أحرم من رؤيتكم مدى الحياة.. و أنا ألعق العلقم بـ كل سعادة ..
و لكن لا أراكم بـ هذة الحال .. وسط أرذال المعاصي ..
تتخبطون هنا و هناك .. و تقعون في حفرة و تخرجون إلى أخرى ..
عافاكم الله بني .. عافاكم الله بني .. و ردكم إليه رداً جميلاً ..
سـ ترحل ..
و قلبي لك منزل ..
سـ ترحل ..
و أراضين الفراق تزلزل ..
سـ ترحل ..
و فؤادي معك يرحل ..
سـ ترحل ..
و حناني ما زال يسأل ..
أين أنتم ..
يا صبح ليلي و مسائي ..
أين أنتم ..
يا فجر فرحي و انبثاقي ..
أين أنتم ..
يا نسيم ودي و إخائي ..
أين أنتم ..
يا بشائر سعدي و إنشراحي ..
أين أنتم .. أين أنتم ..
أين صوت الآي و القرآن ..
أين قافٌ و ياسينُ و الفرقان ..
أين نشيد الحب و الإيمان ..
أين المودة و الأمانة و الأمان ..
أين الصدق و البر و الإحسان ..
أين العذوبة أين كل ما كان ..
فقدتهُ بـ فقدكم يا بسمة الزمان ..
بسم الله الرحمن الرحيم
صرخة أم مكلومة رزئت بفقد أبناءها وهم أحياء ولكنهم أضلوا المسار
بقيادة أب يعبد الهوى وينشد الغوى و ويشيّد دار الفجار باستهتار
و أي مصيبة من هذه أكبر و أي بلية أشر و أي حنظلة أمر ؟؟؟
لله درك أيتها الأم الرؤوم وقلبك يدمره الإعتصار و ينفطرو ينشطر
هداك الله أيها الأب المتحجروأسفا لا تستحق هذا اللقب
سحقت الخلق و الفطرة و ما عليه المرء جُبِل
إييه يا أخية لكم نألم لمثل هذا النموذج الأعوج
سقتيه لنا بصياغة تدمي القلوب وتكظم الأعين
وصيحة فزع نطلقها لعلها توقظ من غفل
و عودا جميلا لمن تاه عن الهدى و ضل
الحبيبة غروب شمسك ظلال وارفة بامتداد حروفك التارفة
قصة ماتعة ومؤثرة وشمسك لم تحجب الحقيقة القاصفة
^^
نيابة عن تنكر مثل هؤلاء الأبناء أقدم لكل أم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته