أهكذا حجابك في أمريكا ؟!!

لقد انتشر في بلاد الحرمين .. ذاك البلد الذي نبع منه الإسلام, ومشى على أرضها خير الأنام, وردد في أرجائها آيات من كتاب الرحمن, أنواع كثيرة من الحجاب ( العباءة ) الغريبة؛ فقد تعددت ألوانها، واختلفت أشكالها، فمنها المخصرة والقصيرة، ومنها ما هي مثل فستان الأفراح، وللأسف الشديد فهناك من أخواتنا من تأخذ هذه العباءة كحجاب لها، وفي المقابل هناك الكثير من أخواتنا ( ولله الحمد) يقتنين عباءة على الرأس، تلك العباءة الفضفاضة التي لا تحدد شيئا من جسدها .

لكن الغريب وليس غريباً بنفس الوقت ما شاهدته في السفارة الأمريكية في الرياض، حيث رأيت امرأة كالليل في سترها فقد لبست العباءة على رأسها، وقامت بتغطية وجهها بغطاء كامل, ويديها بالقفاز, وقدميها بالشراب الأسود، ولفت انتباهي الشخص الذي كان برفقتها فقد كان صبيا في الثانية عشر من عمره، لكن ملامح وجهه أظهرت أنه ليس عربي، فحرك لدي شعور بداخلي دفعني إلى القيام وبدء السلام على هذا الصبي فسألته: من أي بلد أنت؟

فأجاب: أنا من أمريكا.
فسألته: هل أنت عربي ومن سكان أمريكا ؟
فأجاب: لا فأنا أمريكي الأصل وهناك تجلس أمي تنتظر دورها، فبادرته بسؤال: وهل هكذا حجابها في أمريكا ؟
فقال وهو يبتسم: يأخي لماذا ؟
فنحن صحيح أننا من أمريكا ولكننا مسلمون فالحجاب واجب على نساء أمريكا ونساء العالم أجمع ولذلك أمي تتحجب بهذا الحجاب في أمريكا ولكنها تغير من لونه.
ومما قال لي أيضا: أن أمي لديها صاحبات كثر في أمريكا ويتحجبن بنفس هذا الحجاب.

فقلت: أسأل الله أن يثبت والدتك على طريق الحق في زمن الغرباء.
ولقد شاهدت بنفسي نساءً في أمريكا يلبسن العباءة كما لبستها المرأة الأمريكية في السفارة، فهل تدرك بعض من تأثر بالموضات هذه المواقف الرائعة والتي تجسد الثبات على المبادئ فوق كل أرض وتحت كل سماء، وإن غاب الرقيب البشري فهناك الرقيب الإلهي الذي لا يغيب.

م ن ق و ل