أهلا بك في عالم من الصدمات

الأدب النبطي والفصيح

أهلا بك في عالم من الصدمات


إلى كل من مر بهذه التجربة المريرة ...
إلى كل من مر بهذه اللحظات المُرَيعة...
إلى كل من عايش تلك الأحاسيس الأليمة...
إلى كل من انكسر قلبه وفقد الأمل في الحياة...
إلى كل من يشعر بأن الزمن توقف ولم يعد للوقت قيمة...
إلى كل من أهدى اصدق المشاعر فأُُهدي أصدق أنواع الخيانة ...

أهدي إليكم هذه الكلمات لعلي اُخفف بها من وقع الصدمة عليكم أو تجدون فيها متنفس عما يدور في خلدكم , فمن منا لم يدخل عالم الصدمات ؟؟؟ ويتعرض لصدمة من أخ أو أخت , زوج أو زوجة, صديق أو صديقة...

أقول له أبتسم فمازالت هناك نافذة لم تفتحها بعد فسارع إلى فتحها لترى العالم الخارجي بعيون أخرى بعيون مليئة بالفرح والسعادة والتفاؤل أٌقبل على الحياة وإن أدبرت عنك لا تستسلم للحزن فينتشر في جسدك كالسرطان فتحفر قبرك بيديك ولكن لا بأس بأخذ استراحة محارب ومحاولة الكرة من جديد.

تسلح بتقوى الله ثم انطلق وافتح ذراعيك للحياة. فليس هناك شيء يستحق أن تقضي ربيع عمرك و تفني شبابك في البكاء عليه أو التحسر على عمر مضى وأنت في غياهب النسيان. أعلم بأنك جوهرة في قاع البحر ولا يستحق أن يصل إليك إلا غواص ماهر فالفرصة لم تحن بعد لذلك أنتظر ولا تلقي باللوم على نفسك وعش حياتك من جديد.

اعلمُ بأن تلك اللحظات الأليمة مازالت تمر أمام ناظريك وكأنها شريط يعيد نفسه مراراً وتكراراً وأنت تتذكر تلك الثواني التي مرت عليك كالقرون عند بداية تعرضك للصدمة ورغبتك في عدم التصديق لحظتها, عندما خانك التعبير وكنت تتلعثم في الكلام كطفل صغير في بداية تعلمه لمخارج الحروف . عندما كنت تبحث عن حروف الكلمات فتجدها تتساقط من فمك كتساقط الثلج في أيام الشتاء من هول الصدمة, وكأنك في قسم الطوارئ وكلٌ مشغول في إنقاذ مصابٌ آخر, وأنت تمدُ يديك لتبحث عن يدٌ تسعفك لتنقذك مما أنت فيه ,وتصرخ بأعلى صوتك ولكن تجد أن الصدى يرتد إليك ولا يسمعك احد , صرخة من دون فم.

لا تستغرب إنها الصدمة سهم غدر أصابك من اقرب الأقربين وأعزهم على قلبك ممن لم تتوقع أن يغدر بك يوماً ممن أسكنته داخل قلبك وفرشت له أضلعك و أسقيته من وريدك.ولم يتبادر إلى ذهنك يومأ أن يستل خنجره المسموم ليغرسه في القلب الذي أحبه. ويجعل تلك العيون التي لطالما رقصت فرحاً لرؤيته تذرف دموع الألم على الجرح الذي سببه لها .

يا عزيزي انهض وأرفع رأسك ولا تستسلم لليأس وتجعله يتمكن منك فالحياة حلوة ويجب أن تعيشها وتنظر إليها بمنظار وردي. وقل كفاني فخراً إنني تلقيت الصدمة ووقفت على قدمي من جديد لأكون أقوى من ذي قبل . كفاني عزاً بأنني لم أكن أنا الخائن, كفاني شرفاً بأنني لم اخذل القلب الذي أحبني يوماً وإنني كنت دائماً المخلص الوفي. كفاني إني استطيع النظر في عيون من أخطأ في حقي بينما هو يشعر بالخزي والهوان ولا يستطيع حتى النظر في عيني وأنه سيرجع دائماً يجر ورائه أذيال الخيانة فمن شب على شيء شاب عليه.
3
556

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سكارلت
سكارلت
دعوة رائعة لمصالحة النفس والتفاؤل

وهو بالفعل ما يجدر بنا فعله

بدلا من الاستسلام وهدر العمر في البكاء على ما مضى

جزاك الله خيرا ووفقك لما يحب ويرضى
moobdah
moobdah
رااااائعة نفع الله بكلماتك عزيزتي

سلمت أناملك وبإنتظار مزيدك..