جمادى الآخرة 1430 الموافق 03 يونيو 2009 عدد القراء : 3

فجر إعدام ثلاثة من أهل السنة في إيران على خلفية التفجير الذي وقع بأحد مساجد مدينة زاهدان قبل أيام, قضية أهل السنة في هذا البلد, وما يعانونه من اضطهاد وظلم, لا يلحق بغيرهم, حيث يتم التعامل مع اليهود والنصارى والمجوس بوضع أفضل كثيرا مما يتم التعامل مع أهل السنة.
وفي هذا التقرير الإخباري نسلط الضوء على هذه القضية التي يطويها النسيان, نتعرض في ملمح تاريخي سريع للفتح الإسلامي لإيران, وانقلابها بعد ذلك إلى دولة شيعية, ونتعرض لبعض صور الاضطهاد والترهيب والظلم الذي يلحق بأهل السنة هناك.
إيران من الفتح الإسلامي إلى الحكم الشيعي
إيران كانت قبل الإسلام تحت حكم سلاطين الفرس المجوس في الإمبراطورية الساسانية، وفتحت في عصر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يكن يوجد في إيران شيعة إلاّ عدد ضئيل جدا.
وفي عام 906 هـ وبعد مجيء الصفويين للسلطة، بدأت الطائفة الشيعية في إيران بالنشاط والحركة، وأسست أول دولة شيعية في التاريخ.
وبعد أن أمسك شاه إسماعيل الصفوي, مؤسس الدولة الصفوية, بزمام الأمور في الدولة الصفوية واتخذ تبريز عاصمة لحكومتها، أعلن عقيدة الشيعية الإمامية مذهبا رسمياَ لدولتها عام 907 هـ .
ومنذ ذلك التاريخ, وحتى اليوم مرورا بأنظمة الحكم المختلفة, لدى الشيعة في إيران السلطة الكاملة، وبيدهم زمام الأمور في جميع نواحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفي المقابل ليس لأهل السنة أية سلطة أو مشاركة حقيقية في صنع القرار وإدارة البلاد، بل تمارس عليهم كل أنواع الظلم والتمييز.
أهل السنة في إيران.. حقائق وأرقام
بسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم سماح السلطات الشيعية لأية جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للأقليات المذهبية والقومية في إيران، فإنه من الصعب تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة والجماعة في إيران, لكن على الرغم من كل ذلك, فإن عددهم يقدر بأكثر من 25 مليون نسمة من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليونا.
وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 36% من سكان إيران تقرياً, أي أنهم ثاني طائفة بعد الشيعة.
ويوجد أغلب أهل السنة الإيرانيين في المناطق الحدودية في محافظات وأقاليم بلوشستان وخراسان وهرمزكان وسرخس وكردستان وكرمنشاه وأذربيجان إضافة على وجودهم في الأهواز والمناطق الساحلية الشمالية للخليج العربي وبعض المدن والمحافظات الداخلية كمحافظة فارس وكرمان وغيرها.
طهران ترفض بناء مساجد للسنة وتقيم المعابد لليهود والمجوس
وأهل السنة في إيران محرومون من بناء المساجد والمراكز والمدارس في المناطق التي الأكثرية فيها للطائفة الشيعة, فمثلاّّ, يعيش في طهران حوالي مليون شخص من أهل السنة ولكن ليس لديهم أي مسجد أو مركز يصلون أو يجتمعون فيه، بينما يوجد بالعاصمة 12 معبدا للنصارى، وأربعة لليهود بخلاف معابد المجوس.
وكل ذلك تحت ذريعة الحفاظ على وحدة المسلمين "السنة والشيعة" وتجنب التفرقة بينهم في حين للشيعة مساجد وحسينيات ومراكز في المناطق التي الأكثرية للسنة.
وهناك مدن كبيرة ليست فيها أي مسجد لأهل السنة, كما يذكر موقع منظمة خبات الإسلامية في كردستان إيران, مثل مدن: أصفهان، يزد، شيراز، ساوة، كرمان وغيرها من المدن الكبرى.
وإضافة إلى منع إقامة مساجد للسنة في المدن الكبرى تقوم السلطات بهدم وإغلاق المساجد والمدارس والمراكز الدينية لأهل السنة, مثل: هدم مسجد جامع شيخ فيض في مدينة مشهد بمحافظة خراسان في 18/7/1994م وتحويله إلى حديقة للأطفال.
وإغلاق مدرسة ومسجد نور الإسلام في مدينة جوانرو في كردستان، مسجد ومدرسة شيخ قادر بخش البلوشي في محافظة بلوشستان، ومسجد لأهل السنة في هشت ثر في محافظة جيلان، ومسجد حاج أحمد بيك في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، ومسجد في كنارك في ميناء ضابهار ببلوشستان، ومسجد في مدينة مشهد في شارع 17 شهريور، ومسجد الإمام الشافعي في محافظة كرم****ه في كردستان، ومسجد أقا حبيب الله في مدينة سنندج بكردستان، ومسجد الحسنين في شيراز، ومسجد ومدرسة خواجة عطا في مدينة بندر عباس بمحافظة هرمزكان، ومسجد النبي في مدينة ثاوة في كردستان، ومدرسة مولانا جلال الدين منصور أقايى، مدرسة خليل الله في مدينة سنندج.
والمساجد التي يسمح لها بالبقاء, يتم وضعها تحت المراقبة الدائمة وتجسس رجال الأمن وأفراد الاستخبارات, لا سيما أيام الجمعة ومراقبة الخطب والأشخاص الذين يتجمعون في المساجد أو المراكز.
وأصبحت خطب الجمعة للسنة منحصرة في بيان بعض الأحكام الفقهية، وأما التعرض للحديث عن عقيدة الإسلام، حسب الكتاب والسنة فقد منع منذ زمن بعيد، هذا فضلا عن التعرض للأمور الاجتماعية والفكرية والسياسية وغيرها.
وحتى هؤلاء المشايخ الذين يقومون بالخطابة، فإن نشر خطبهم بالشريط أو أي وسيلة أخرى ممنوع منعا باتا في المناطق المهمة، إذ إنه يعتبر من جملة النشاط الدعوي السني المجرم.
إعدام وملاحقة علماء السنة والدعاة البارزين
وتقوم السلطات الإيرانية بقتل واغتيال واختطاف ثم إعدام العشرات من العلماء والدعاة البارزين والمئات بل الآلاف من طلبة العلم والشباب الملتزمين من أهل السنة والجماعة.
وهذه قائمة بأسماء عدد من علماء أهل السنة الذين تمت تصفيتهم على يد النظام الإيراني:
1- الشيخ عبد الوهاب خوافي، من علماء أهل السنة في إقليم خراسان وهو من خريجي الجامعة الإسلامية في باكستان في العشرينيات من عمره حين تم القبض عليه من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين وحوكم وأعدم في عام 1990 م بتهمة نشر الوهابية.
2- الشيخ قدر الله جعفري، من علماء أهل السنة في خراسان ومن خريجي الجامعة الإسلامية في باكستان أعدم في عام 1990م بعد عودته إلى إيران.
3- الشيخ ناصر سبحاني، من علماء أهل السنة في إقليم كردستان اعدم في عام 1992م بتهمة نشر الوهابية بعد تعرضه للتعذيب الشديد على يد الاستخبارات الإيرانية.
4- الدكتور علي مظفريان، من الأطباء الجراحين المشهورين في مدينة شيراز وهو في الأصل من أهالي بندر لنجة تحول من المذهب الشيعي إلى السني في عهد الشاه وبعد الثورة اشترى بيتا في شيراز بالتعاون مع عدد من أهل السنة من أبناء المدينة وأبدله إلى مسجد وصار خطيباً فيه ولكن بعد فترة اعتقل ومن ثم أعدم بعد تعرضه لعملية تعذيب.
5- العلامة أحمد مفتي زاده، من القادة الدينيين السنة في محافظة كردستان وهو مؤسس أول حركة دينية لأهل السنة في إيران بعد الثورة عرفت باسم (شمس – شورى المسلمين السنة), وقد توفي عام 1993م عقب إطلاق سراحه من السجن بشهور قليلة بعد رفض النظام السماح له بالسفر إلى الخارج من أجل العلاج وقد منع تشييع جنازته ودفن بأيدي رجال الحرس الثوري.
6- بهمن شكوري، من المثقفين السنة في مدينة طالش بمحافظة خراسان أعدم صائما في سجن أيفين عام 1986م بتهمة الدعوة إلى الوهابية.
7- الشيخ محمد صالح ضيائي، من كبار علماء وقادة أهل السنة في ميناء بندر عباس كانت له مدرسة دينية باسمه وقد طلبت منه الاستخبارات الإيرانية إغلاقها إلا انه رفض ذلك وعندما استفسر عن السبب قيل له ان الطلبة الذين ترسلهم إلى المدينة المنورة أخطر علينا من صواريخ صدام حسين وفي عام 1994م وبعد عدة أيام من التحقيق والتعذيب تم قتله ورمي بجثته في الصحراء بعد أن تم تقطيع أوصالها.
8- مولوي عبد العزيز الله ياري، إمام جمعة مدينة بيرجند في إقليم خراسان قتل في عام 1994م بحقنه إبرة مسمومة بعد أن تم اعتقاله من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين في مدينة مشهد.
9- الدكتور مولانا أحمد صياد، فهو العالم السني الوحيد الحاز على شهادة الدكتوراه في علم الحديث من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وبعد عودته أسس مدرسة دينية صغيرة في أطراف مدينة كنارك في إقليم بلوشستان ولكن بعد مدة تم استدعاؤه من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاما بتهمة الدعوة إلى الوهابية.
و في عام 1996م وبعد خمسة أعوام من السجن أطلق سراحه وبعد الإفراج عنه سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قضى خلالها عدة أيام عند أقاربه وحين عودته إلى إيران تم القبض عليه من قبل استخبارات مطار بندر عباس وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله وجدت جثته في العراء.
10- مولوي عبد الملك ملا زاده، من الزعماء الدينيين لأهل السنة في إقليم بلوشستان وهو الابن الأكبر للزعيم الديني السني مولوي عبد العزيز، سبق أن تم اعتقاله عقب انتصار الثورة الإيرانية ضمن أربعمائة رجل دين سني بتهمة الانتماء إلى حركة (شمس- شورى المسلمين السنة) وبعد إطلاق سراح أسس حركة (المحمدي السنية) ثم منع من التدريس وأجبر على الهجرة. وفي عام 1996م قتل في مدينة كراشي الباكستانية على يد عناصر من الاستخبارات الإيرانية.
11- مولوي عبد الناصر جمشيد زهي, كان من الشباب المتدينين السنة في مدينة خاش في إقليم بلوشستان بعد تعرض منزله إلى هجوم من قبل قوات مليشيا الحرس الثوري فر إلى باكستان وهناك أكمل دراسته الجامعية إلا أن الاستخبارات الإيرانية لاحقته إلى هناك واغتالته عام 1996م في مدينة ?راشي.
12- الشيخ فاروق فرساد, من طلاب العلامة أحمد مفتي زاده في محافظة كردستان، بعد عدة سنوات من الحبس أبعد إلى مدينة ارومية لمدت خمسة سنوات وبعد انقضاء مدت الأبعاد تم اغتياله في عام 1996م في منفاه.
13- الشيخ محمد الربيعي, من العلماء والكتاب المعروفين في محافظة كردستان وكان إمام جمعة مدينة كرم****ه, أغلق جامعه في عام 1996 واغتيل على يد الاستخبارات الإيرانية بنفس العام.
14- الد?تورمولانا عبد العزيز كاظمي بجد, خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة, اعتقل في عام 1996م من قبل استخبارات الحرس الثوري في مدينة زاهدان وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله وجدت جثته في العراء وعليها آثار التعذيب.
15- الشيخ مولوي حبيب الله حسين بر, من علماء أهل السنة في مدينة سراوان في إقليم بلوشستان اختطف على يد الاستخبارات الإيرانية في عام 1991م عند خروجه من منزله وبعد ذلك اختفى أثره ولم يعرف مصيره لحد الآن.
16- الشيخ مولوي عبد الستار, عالم دين وإمام جمعة مدينة خاش و المدير السابق لمدرسة "مخزن العلوم " الدينية توفي في المشفى بطريقة مريبة جدا عند ما كان يراجع لتضميد جرح بسيط في إصبع يده لكنه فجأة توفي وقال تقرير للطبيب الشرعي انه مات بنوبة قلبية.
17- مولوي يار محمد كهرازي, إمام جمعة مدينة خاش في إقليم بلوشستان ومدير مدرسة "مخزن العلوم" الدينية في المدينة قتل في عام 1997 م بعد أن دس السم إليه عن طريق عملاء الاستخبارات الإيرانية.
18- الشيخ مولوي نور الدين غريبي, من علماء أهل السنة في إقليم خراسان خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, نتيجة لملاحقة الاستخبارات الإيرانية له في باكستان فر إلى جمهورية طاجيكستان لكنه في عام 1998م وأثناء خروجه من منزله حيث كان يعتزم الذهاب إلى المدرسة الدينية التي كان يدرس فيها القرآن اعترضه اثنان من عملاء الاستخبارات الإيرانية وأطلقا النار عليه وأردياه قتيلا.
19- الشيخ مولوي موسى كرمي, كان إمام وخطيب جامع الشيخ فيض في مدينة مشهد, فبعد تهديم الجامع المذكور وملاحقة السلطات الإيرانية له اضطر عام1994 م أن يفر إلى أفغانستان إلا أن المخابرات الإيرانية لاحقته هناك, وفي يوم 4/5/2001 حين خروجه من المسجد في مدينة هرات ألقيت عليه قنبلة وقتل مع أربعة من طلابه و مرافقيه.
20 – الحاج نور محمد ناروئي, أحد شيوخ قبيلة ناروئي البلوشية كان ملاحقا من قبل الاستخبارات الإيرانية بتهمة تقديم الدعم المالي للمدارس الدينية السنية, فر إلى با?ستان وفي ليلة 28/6/2002 تسلل عناصر من الاستخبارات الإيرانية إلى بيته في مدينة كويته وقاموا بقتله أمام زوجته وأطفاله.
كما يتم وفق ما يذكر موقع رابطة أهل السنة في إيران اعتقال وسجن عدد كبير جدا من الشيوخ والعلماء البارزين وطلبة العلم دون أي ذنب أو ارتكاب أية جريمة فقط لأنهم متمسكون بعقيدتهم الإسلامية ويدافعون عن الحق ويطالبون بحقوقهم الشرعية, منهم:
مولانا عبدالله قهستانى، الشبح عبدالعزيز سليمي، الشيخ أحمد رحيمي، مولانا إبراهيم دامني، مولانا عبد الغني شيخ جامى، مولانا عبد الباقي شيرازي، مولانا سيد أحمد حسيني، الشيخ عبد القادر عزيزي، الشيخ عبدالله حسيني، مولانا جوانشير داوودى، مولانا نور الدين كردار، مولانا سيد محمد موسوي، الشيخ عمر شابرى السنندجى، مولانا غلام سرور سربازى، الشيخ خالد رحمتي.
ومن بقي من علماء السنة على قيد الحياة أو خارج معسكرات الاعتقال يتم منعهم منع من إلقاء الدروس والخطب في المدارس والمساجد والجامعات ولا سيما إلقاء الدروس العقائدية، إلاّ بأمر من "وزارة الإرشاد الإسلامي" وتحت مراقبة وزارة الأمن والاستخبارات ويجب أن لا يخرج الإمام عن الحدود المقرر له وإذا خرج فيتهمونه بالوهابيّة.
منع كتب علماء السنة
وإضافة إلى منع العلماء ومحاصرتهم تمنع السلطات الإيرانية بيع وشراء وانتشار الكتب الاعتقادية لأهل السنة، وتمنع كتب العلماء البارزين مثل كتب الإمام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب.
كما تمنع دخول أي كتاب أو أية منشورات أو مجلات إسلامية من الدول العربية أو الإسلامية السنية الاّ بعد أن تمرّ بـ"وزارة الإرشاد الإسلامي" وتوافق هي عليها.
كما أن جميع وسائل الإعلام والنشر كالإذاعة والتلفزيون والكتب والجرائد والمجلات مسخرة لأئمتهم وأبناء طائفتهم في حين ليس لأهل السنة سهم في تلك الوسائل بل تستعمل هذه الوسائل لضربهم وتضعيفهم.
ولم يتوقف التمييز الطائفي ضد أهل السنة عند هذا الحد وحسب بل تعدها إلى منع بث أذان أهل السنة عبر الإذاعة والتلفزيون في المناطق السنية.
هذا بالإضافة إلى أن جميع مديري ومسؤولي محطات الإذاعة والتلفزة في المناطق السنية هم من الشيعة الذين يمتنعون عن دعوة علماء أهل السنة للحديث عن المناسبة الدينية.
وقد بلغت الطائفية بهؤلاء المديرين و المسؤولين إلى حد عدم بث القرآن بصوت قراء من أهل السنة الإيرانيين وهم كثر من أمثال "الشيخ ماموستا الربيعي" من أهالي كرم****ه بالإضافة إلى قراء سنة آخرين من منطقة سرخس وغيرها في شمال إيران.
اغتصاب وقتل فتيات أهل السنة في إيران
ولم تسلم فتيات ونساء أهل السنة في إيران من جرائم السلطة هناك، بل وصل حقده إلى أن حراس ثورتهم الشيعية، كانوا يغتصبون البنت العذراء البكر قبل إعدامها، وليس لها ولمثيلاتها ذنب سوى أنهن من أهل السنة.
يقول عبد الله الغريب في مؤلفه"وجاء دور المجوس ـ ج3 ـ ص221": "علت صرخات نساء من الزنازين المجاورة، فلم يملك الإخوة أنفسهم من البكاء، لأنهم لم يكونوا يستطيعون إنقاذ أولئك المسكينات من أيدي أولئك الذئاب المفترسة، فلما أصبحنا سألنا رجلا كان يأتينا بالطعام، وهو من النادمين، الذين تسميهم الحكومة بالتوابين، عن سبب الحادث، فقال: لقد رأيت أسوأ من هذا بكثير، والسبب أن الشيعة يعتقدون أنه لا يجوز إعدام الأبكار، فإذا أريد أن تعدم بكر عقد عليها لأحد الحراس عقد متعة، وبعد الاعتداء عليها يعدمونها..فتيات كثر، يعتدي على أعراضهن، وتهتك حرماتهن، ثم يقتلن مظلومات".
تدمير القرى السنية
ولم يتوقف الظلم الشيعي عند هذا الحد بل ان هناك قرى سنية عديدة أبيدت ومساجدها عن بكرة أبيها واضطر الأهالي للهجرة إما إلى خارج البلد، وهو بالضبط ما تريده الدولة، وإما إلى القرى الشيعية ليعيشوا أذلاء وهم يشهدون الإهانة المتواصلة أو ليتشيعوا بعد ذلك كما حدث منذ 50 سنة في بعض قرى بير جند وقرى زابل.
وتذكر "مجلة السنةـ العدد71" على سبيل المثال القرى التالية التي أبيدت في شرق خراسان:
دولي جلال، دولي بهلول، بل خشتي، خطابي شنغل، ناري، قلعة غيري، هشتان، كما أن هناك مناطق بلوشية أبيدت عن بكرة أبيها أيضاً ودمرت القرى التالية وهجرت أكثر من ألفي أسرة منذ (92 – 93) وهي: حصاروية، رودماهي، جناوية، شاه رحمان ملوسان، غرتوت، حول، أسبي، كما أنهم ردموا قنوات المياه بالجرافات وقلعوا أشجار التوت والعنب وغيرهما، وقتلوا أكثر من 10 آلاف رأس غنم، وهذه القرى تبعد قرابة 100 كيلو متر عن مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان في مناطق ناروني.
محرمون من المناصب السياسية منذ الثورة
وعلى الصعيد السياسي, ورغم أن السنة في إيران يشكلون الطائفة الثانية بعد الشيعة مباشرة, إلا أن نظام الجمهورية الشيعية يمنعهم من كافة حقوقهم السياسية المشروعة.
فحين تم عرض دستور الجمهورية الإيرانية للاستفتاء اعترض عدد من علماء أهل السنة على المادة الخامسة عشرة بعد المئة التي توجب أن يكون رئيس الجمهورية شيعي المذهب وهذا يعني تقسيم المواطنين الإيرانيين المسلمين إلى فئتين مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية، وبات يحق للأول بحكم مذهبه أن يكون حاكما على الثاني ولا يحق للثاني بسبب مذهبه أن يكون حاكما وان كان إيرانيا مسلما.
إلا أن اعتراض علماء السنة قوبل بالرفض من قبل زعيم الثورة الخميني الذي أصر على تنصيص هذه المادة الطائفية التي تسببت فيما بعد بحرمان السنة من تولي كافة المناصب العليا في البلاد.
وعلى سبيل المثال, كما جاء في موقع أهل السنة في إيران, لم ينّصب سني واحد فيما يسمى بمجلس صيانة الدستور الذي يتكون من ستة حقوقيين وستة مجتهدين مهمتهم المصادقة على القوانين التي يقرها البرلمان.
كما يخلو مجلس الخبراء الذي يتولى مهام تنصيب وعزل مرشد الثورة من سني واحد, ولا يوجد من بين ممثلي مرشد الثور في المحافظات والأقاليم سني واحد حتى في المناطق ذات الأغلبية السنية فان ممثلي المرشد من رجال الدين الشيعة.
اليهود أحسن حالا من السنة في إيران
ونختم بهذا التقرير الذي نشرته صحيفة أمريكية، وقالت فيه أن حوالي 25 ألف يهودي لا يزالون يسكنون في إيران ويتمتعون بحرية مزاولة أعمالهم المعيشية والدينية أكثر من غيرهم من اتباه الطوائف الأخرى.
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في تقرير لها بتاريخ 3/5/2007: إن عددا كبيرا من اليهود الذين يمثلون أكبر جالية يهودية في أي بلد في الشرق الأوسط يزاولون أعمالهم المعيشية والدينية بحرية نسبية في هذا البلد.
ونقلت الصحيفة عن بعض زعماء الجالية اليهودية في غيران قولهم: إن "معاداة السامية" ظاهرة نادرة في إيران.
رسالة الإسلام
اللهم وحد كلمتهم
وقوي ضربتهم
اللهم زدهم عددا وزدهم علما
اللهم عليك بالشيعه اللهم شتت كلمتهم اللهم مزقهم كل ممزق
الهى على جبروتهم وزاد خبثم
الهي عليك يهم فانهم لايعجونك