Rasha ksa

Rasha ksa @rasha_ksa

عضوة نشيطة

أهما مختلفان ؟

الملتقى العام



هل يمكن للصداقة أن تتحول إلى حب؟
كيف يمكن لنا الوصول إلى إجابة موثوقة تقنعنا؟ هل يمكن لنا تطبيق المنهج العلمي في البحث عن إجابة لهذا السؤال المبهم ترضينا ونطمئن إليها؟ إن هذا يقتضي منا أن نقوم برصد الحالات وإحصائها وتتبع سير تطورها على مدى زمن ليس بالقصير مما تقتضيه الدراسات العلمية ويعسر تطبيقه في مثل هذه الحالات.
يقول أحمد أمين في حديثه عن الصداقة: «كثيراً ما ترتقي الصداقة إلى حب، ولكن الحب (لا يهبط) أبداً إلى صداقة»، أحمد أمين وإن لم يخبرنا من أين استمد ذلك الحكم المطلق وكيف بنى ثقته فيه، هو يبدو مرتاحاً لحكمه مطمئناً إليه، لكنا هل يمكن لنا نحن مجاراته في ذلك؟ أليس من المنطق أن نقف مترددين أمام قبول هذا الحكم المطلق في أن الصداقة (كثيراً) ما ترتقي إلى حب؟
ومع هذا، إذا كان هناك ما يبعث على التشكك في رأي أحمد أمين في الجزء الأول من عبارته فإننا لا نجد في الجزء الثاني منها ما يدفع إلى الشك، فهو عندما يقول: «الحب لا يهبط أبداً إلى صداقة». هو يؤكد حقيقة وهي أن مشاعر الحب لا يمكن أن تكون غير ذلك، لأنها بمجرد أن تتغير تفقد صفتها. مشاعر الحب قد تموت، وقد يعتريها لسبب من الأسباب شيء من الكمون والانسحاب، لكنها لا تتبدل لتظهر في صورة مشاعر أدنى في المرتبة، مشاعر الحب لا تعرف سوى طبيعة واحدة إما حب وإما لا حب، لكنها لا تكون في حال بين بين.
ما يزيد في الحيرة هو ما يشير إليه أحمد أمين من وجود تشابه كبير في المشاعر التي تبنى عليها الصداقة وتلك التي يبنى عليها الحب. فالصداقة في كثير من الحالات تبنى على العاطفة وليس على العقل وكذلك الحب. والصداقة تتضمن الشوق إلى الصديق، والأنس بقربه، والوحشة لفراقه، والاطمئنان إليه، والثقة به، وهي كلها مشاعر تتجسد في علاقة الحب. كما أنه في مجال هدم العلاقة، نجد أن الصداقة والحب يشتركان في التعرض للهدم بعوامل واحدة، فالصداقة والحب كلاهما يفسدان متى نشطت الأنانية واحتد سوء الظن وطغت الرغبة في التحكم.
هذا التشابه بين الصداقة والحب هو ما يجعلني أميل إلى الظن بأن الحب يمثل أعلى درجات الصداقة. أي أن الحبيبين صديقان، ولكن هل الصديقان يمكن أن يصيرا حبيبين؟
منقول من اليمالي

2
387

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

jabansa
jabansa
مشكورة على النقل
غايتي رضاك ربي
مشكووووووووووووره...