أهمية التوحيد

ملتقى الإيمان

أهمية التوحيد
الحد لله أن خلقنا موحدين ولربنا عابدين وله خاشعين وعليه متوكلين
سبحانه هو الإله الحق لا شريك له ولا ند له تفرد بالألوهية سبحانه
هذا بيان لبعض فضل التوحيد وهو موجز

فضل تحقيق التوحيد فيما يلي:
امتثال أمر الله تعالى.
قال تعالى:}وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ{
النجاة من عذاب الله.
وقد دل على هذا حديث معاذٍ السابق المتفق على صحته، والذي قال فيه: كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عُفير، فقال: «يا معاذَ بن جبل». قلت: لبيك رسول الله وسعديك. ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل». قلت: لبيك رسول الله وسعديك. ثم سار ساعة، ثم قال: «يا معاذ بن جبل». قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: «هل تدري ما حق الله على العباد»؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم. قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا». ثم سار ساعة، قال: «يا معاذ بن جبل». قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: «هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك»؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم». فدل الحديث على أن التوحيد حق الله، ومن قام بحق الله نجا من عذاب الله.
الانتفاع بالعمل.
فإن من شروط قبول العمل: الإيمان بالله، والمشرك مهما عمل من خير فإن الله لا يقبل منه، قال تعالى: }وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِالله وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ{ .
أما المؤمن الذي وحَّد الله فإنه ينتفع بعمله، وينتفع بعمل ولده بعد موته، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاصt: «أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك» رواه أحمد.
حرمة الدم والمال والعرض.
فعن أبي مالك، عن أبيه t قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من وحد الله تعالى وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل» رواه مسلم.
الهداية والأمن في الدنيا الآخرة.
قال تعالى: }الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ{ .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "قال كثير من المفسرين: الأمن في الآخرة، والهداية في الدنيا، والصواب أنها عامة في الأمن والهداية في الدنيا والآخرة" (القول المفيد: 1/59). فكيف ذلك؟ أما الأمن في الدنيا فالراحة والطمأنينة، وأما في الآخرة فمن عذاب الله. وأما الهداية في الدنيا فإلى الصراط المستقيم، وأما في الآخرة فإلى جنات النعيم، ألا ترى أن الكفار يُهدون إلى الجحيم؟ قال تعالى: }احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ الله فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ{ ، فكما هُدي هؤلاء إلى صراط الجحيم تكون هداية المؤمنين في القيامة إلى جنات ونعيم.
وغني عن القول أن المراد بالظلم الشرك؛ لما سبق بيانه.
نيل الشفاعة.
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة t أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألُني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه».
والمشركون محرمون من أي شفاعة، قال الله تعالى عنهم: }فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ{ 84)، إلا أن الله تعالى استثنى منهم أبا طالب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله أهون أهل النار عذابا بسبب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين عن العباس بن عبد المطلب t أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «نعم، هو في ضَحْضاح من نار و لولا أنا (أي: الشفاعة) لكان في الدرك الأسفل من النار».
وعن عوف بن مالك الأشجعي t أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا» رواه الترمذي.
المغفرة.
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأَزِيدُ، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئةٌ مثلُها أو أغفرُ، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئةً لا يشركُ بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة».
ومما لا خلاف فيه بين أهل السنة أنّ الله لا يغفر الشرك، ومن لقي الله بذنب دون الشرك فهو تحت المشيئة، إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء غفر له كما في حديث الصحيحين عن عبادة بن الصامت t قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال: «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فمن وفَى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه».
وفي جامع الترمذي، عن جابر t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حُمَما ثم تدركهم الرحمةُ، فيُخْرَجون ويُطْرَحون على أبواب الجنة، فيَرُشُّ عليهم أهل الجنة الماء، فيَنْبُتون كما يَنْبُتُ الغُثاء في حِمالة السيل، ثم يدخلون الجنة». والحمم: الفحم. وحمالة السيل مراد بها هنا: البذور.
وأهل التوحيد أهل لأن يمضي الله شفاعتهم.
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه» رواه مسلم.
دخول الجنة.
ففي الصحيحين عن عبادة بن الصامت t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء» رواه الشيخان واللفظ لمسلم. ولفظ البخاري: «أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». والمراد من ذلك أحد أمرين:
الأول: يدخل أهل الجنة الجنة على حسب أعمال كلٍّ منهم في الدرجات.
الثاني: على ما كان من العمل أي: من صلاح أو فساد. ولا إشكال في هذا القول؛ لأن دخول الجنة إما أن يسبق بعذاب أو لا يسبق.
والشهادة: الإقرار باللسان، والاعتقاد بالقلب، والتصديق بالجوارح. وإلاَّ كانت كذِباً.
وعن جابر t قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله: ما الموجبتان؟ قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله دخل النار» رواه مسلم.
وعن أبي ذر t، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
وأعظم كرامة تنال بتوحيد الله رضاه:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ الله أَمْرَكُمْ. وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَال» رواه مسلم وأحمد.
ورضوان الله أعظم من جنته وأفضل، قال تعالى: }وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري t أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربَّنا وسعديك، والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربِّ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك. فيقول: ألا أعطِيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا ربِّ وأيُّ شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلُّ عليكم رضواني فلا أسخطُ عليكم بعده أبدا».
إلى هذا الحد نكتفي أسأل الله العظيم الكريم أن ينفعنا بما علمنا وينفع به جميع المسلمين
7
358

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الرصافة
الرصافة
جزاااااااااااك الله خير
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
شرقاويه والعز ليه
مشكوووررة جزاك الله الجنه
ـ أم ريـــــم ـ
(M!ss.j0j0)
(M!ss.j0j0)
جزاااااااااااك الله خير
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
حياتي كلها احلام
سلمت الانامل وجزاك الرب الجنه
لاعدمنا اطلالتك العذبه وتميزك الدائم
دمتَ بحفظ المولى .