أهمية الرياضة الصباحية

الرياضة الصباحية وفوائدها



بات واضحاً في الآونة الأخيرة ظاهرة البدانة المفرطة في فئات مجتمع الخليج العربي ولاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبما أن هذه الظاهرة في ازدياد دائم وخاصة عند طلبة وطالبات المدارس لدينا فقد حاولت وزارات التربية والتعليم وضع تمارين الصباح كبداية للحصص اليومية المقررة وفي طابور الصباح في هذه الدول كي يساعد في تقليل هذه المشكلة التي تواجه الطلاب حيث يشعر الطلبة بكسل وجهد طوال اليوم الدراسي وينتهي هذا اليوم دون مزاولة أي نشاط بدني.

وكلنا نعرف أن الرياضة الصباحية من أهم الأنشطة التي يمكن للإنسان ممارستها يومياً، فإنها ولمجرد ممارستها لمدة 5 أو 10 دقائق فهي تعادل أكثر من 30 الى 50 دقيقة من الرياضة المسائية، وذلك لتأثيرها الكبير على الجسم والعضلات طوال النهار، فهي تساعد على تنمية القدرات العقلية بشكل عام، كما تؤدي إلى تنبه لمدة تستمر من 4 الى 10 ساعات بعد أدائها، والأشخاص الذين يمارسون الرياضة الصباحية بانتظام يتمتعون بنوم أفضل في المساء، تساعد على زيادة معدل الحرق للجسم وتنظم الشهية للطعام.

وفي حال ممارسة الرياضة عند الاستيقاظ في نفس الموعد كل صباح، فإن الساعة البيولوجية لجسم الإنسان تتكيف وفقاً لذلك مما يؤدي الى نتائج جيدة وعديدة منها على سبيل المثال: الاستيقاظ يكون أكثر سهولة في الصباح، تنظيم ضغظ الدم ومعدل ضربات القلب، وتدفق الدم لسائر العضلات، فضلاً عن عمل الهرمونات حيث يرتفع أثناء النوم مما يشعرنا بتيقظ ونشاط أكثر وقت النهوض من الفراش.

رغم أن عدد السعرات الذي يحرقه من يمارس الرياضة مساءً هو العدد ذاته الذي يحرقه إذا مارسها في الصباح إلا أن الخبراء يؤكدون أن الرياضة الصباحية أكثر فائدة للصحة والنحافة. وأفادوا بالذكر أن 90 % من الذين يتبعون برنامجاً رياضياً منتظماً هم من الذين يتدربون صباحاً، وذلك بسبب انشغال الناس بالعمل سائر النهار وضيق الوقت الذي يقلل من احتمالية ممارسة الرياضة آخر النهار.

وكما هو معلوم فإن الرياضة تنشط عملية الأيض وهي التفاعلات الكيميائية على الغذاء التي يقوم بها الجسد للحصول على الطاقة، فقد أثبت العلماء أن هذه العملية تظل لساعات عديدة بعد التمرين مما يعزز طاقة المتدرب بقية النهار.

ومن الألعاب الرياضية التي يمكن للإنسان القيام بها صباحاً: تمارين الضغط، قيادة الدراجة الهوائية، رياضة المشي، الايروبكس، ورفع الأثقال.

إلا أن رياضة المشي تعد من أبسط التمارين الرياضية التي يستطيع الإنسان ممارستها والمثابرة عليها وفي أي عمر كان، فالأطفال مثلاً قادرين عليها وكذلك الشباب وكبار السن. فهي تزيد من نشاط الدورة الدموية وتساعد على الحرق، وتقلل من مخاطر الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم و مشكلات القلب. كما تساعد رياضة المشي على الاستغراق في النوم ليلاً، وبذلك يتوازن التمثيل الغذائي في الجسم وتضبط الساعة الحيوية في الجسم، والمشي صباحاً أيضاً يعطيك دفعة تنشيطية صباحية للعقل واليقظة الذهنية، علاوة على ذلك فهو يساعدك على امتصاص فيتامين (د) من شمس الصباح حيث أنه ضروري للعظام والبشرة. كما يساعد الجسم على إفراز العرق وحرق ما يزيد من السعرات الحرارية. بالإضافة إلى أن المشي وسيلة سهلة وآمنة مقارنة برياضات أخرى كتمارين الضغط والايروبكس ورفع الاثقال التي تتطلب وقتاً وجهداً أكبر يصعب على الإنسان القيام بها يومياً.




الرياضة الصباحية للأطفال

إن تطبيق الرياضة الصباحية في المدارس له فوائد حتمية، ذهنية وجسدية، لاسيما في المراحل السنية المبكرة، فهي أساس صحي ونفسي وعلمي، ورغم ارتفاع حرارة الجو نسبياً في بعض شهور العام الدراسي إلا أن لوائح وزارة التربية والتعليم في دولة الامارات العربية المتحدة اعتمدت التمارين الصباحية ولا استثناء لأي إدارة في أي مدرسة كي تمنع هذا التقليد الصباحي المهم، وذلك لما لها من أثر مهم يسهم في تنشيط مقدرة الطلاب الفكرية واستمرارها لمدة 4 ساعات على الأقل، وكذلك فهي تطرد الكسل والخمول من جسم الطالب.

وفي هذا السياق تؤكد مشرفة حضانة النور بدبي السيدة دلال الخطيب، أن تمارين الصباح لها فوائد جمة فهي لا تنحصر في أنها توسّع مدارك العقل وتنميها، بل تسهم في تنشيط الدورة الدموية، وتشير المشرفة بضرورة التجديد في نمط الأساليب المتبعة في التمارين الرياضية وعلى سبيل المثال فإن إدخال التأثيرات الموسيقية أثناء التمارين الرياضية ممتع جداً لدى الأطفال فتشعرهم بسعادة وحيوية وتبعد عنهم الملل والروتين.كما يجب على المعنيين بهذا الموضوع زرع حب الرياضة لديهم منذ الصغر كي ينشأوا جيلاً حيوياً ذو لياقة عالية، ولوحظ أن عامل الكسل واضحاً على الطلبة حينما يتم إلغاء الرياضة ولو ليوم واحد.

وأنا بدوري اقترح أن تمارس الرياضة الصباحية في المدارس وجعلها جزء أساسي في المقرر المدرسي ولجميع الفئات والأعمار على أن يعتبر الطالب غائباً إذا لم يمارس الرياضة الصباحية كي لا يتم التسرب والهروب من البعض لما لها من أهمية فائقة على حياتهم وعلى نشاطهم وسلامة عقولهم وجسدهم، وعلى المعلمين والمعلمات زرع حب الرياضة لدى الأطفال وتنميتها عن طريق إقامة مسابقات رياضية بين الأطفال منذ الصغر وتوعية الطلبة في المدارس بشكل دوري عن أهمية الرياضة في الحياة والمشاكل الصحية المتعددة التي تنجم عن عدم ممارستها، وصدق من قال: أن العقل السليم في الجسم السليم.