أهم صفة يجب ان تكون فيكِ..

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))
البقرة153
في اعتقادي أن الصبر هو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان بكافة مراحل حياته لأنه المفتاح لأغلب المشاكل والاحتياجات في حياتنا اليومية ابتداء من صبر الأم على حملها وما تمر به من مراحل تعب وإرهاق إلى ولادة الطفل وتحملها مخاض الولادة إلى تربية الطفل وصبرها عليه بسهر الليالي إلى أن يكبر ويصبح قادرا على تحمل المسؤولية بعض الشئ ....الخ
وعندما نصبر على شئ معناه إننا نرجو الحصول على نتيجة جيدة ويتطلب لقوة صبرنا الإيمان والثبات لغرض الوصول للغاية المنشودة (ثمرة الصبر)وإن حياة الإنسان تمر بعدة محطات منها محطات الفرح والسعادة ومحطات الحزن والشدائد
فمحطة الحزن والشدائد تتطلب من الإنسان أن يكون قوي العزيمة وان يقتدي
بصفة من صفات الله سبحانه وتعالى ومن أسمائه الحسنى. (الصبور ).... والصبر أنواع منها
الصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية ، والصبر على المرض ، والصبر على المصائب، والصبر على الفقر، والصبر على أذى الناس
الصبر على الطاعة
فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها كصبر الصائم على الجوع والعطش لأنه يعرف أن ثمرة ذلك الصبر الجنة بإذن الله للمتقين
الصبر على المعصية
المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية،
: فتحفظ نفسك عن كل ما يدنيك من المعصية في بصرك: ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها لله تعالى أبدله الله نورا يجد حلاوته في قلبه)) رواه الطبراني

، وفي لسانك: ((أمسك عليك هذا وأشار إلى لسانه يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم))(رواه الترمذي وصححه )
. وفي بطنك فلا يدخلها حرام للحديث: ((واعلم أن اللقمة الحرام إذا وقعت في جوف أحدكم لا يتقبل عمله أربعين ليلة))(رواه الطبراني )
الصبر على المصائب:المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أواهله
. فأمور الحياة والمعيشة فيها مصاعب يجب أن يعمل ويصبر حتى ينال الأجر
ويحصل على المال الحلال من تعبه في عمله ليوفر المعيشة له ولأهله بما يرضي الله سبحانه وتعالى
ويجب أن يقوي عزيمته عند الشدائد أي مصائب الدنيا بفراق احد من الأحبة أو الأقارب وان يرضى بقضاء الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السموات والأرض وان يحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال
(( قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ )) النساء 78
والمسلم موقن بقدر ما كتبه الله على عبيده للحديث: ((قدّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة))(رواه مسلم )
ولله در الشافعي إذ يقول:دع الأيـام تفعـل مـا تشاء وطب نفسا إذ حكم القضاء
ولا تجـزع لـحادثة اللـيالي فمـا لحـوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السمـاحة والوفاء
وأرض الله واسـعـة ولـكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء

الصبر على المرض:
إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء،
قال صلى الله عليه وسلم :
((من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له ))
رواه الطبراني
وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة،
الصبر على أذى الناس:
قال صلى الله عليه وسلم)) (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)) (الترمذي)
الصبر من خلق الأنبياء
قد وصف الله -تعالى- كثيرًا من أنبيائه بالصبر
وقال تعالى :
{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ }الأنبياء85
وقال تعالى عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب}
، فقد كان أيوب -عليه السلام- رجلا كثير المال والأهل، فابتلاه الله واختبره في ذلك كله، فأصابته الأمراض، وظل ملازمًا لفراش المرض سنوات طويلة، وفقد ماله وأولاده، ولم يبْقَ له إلا زوجته التي وقفت بجانبه صابرة محتسبة وفيةً له. وتسأله أن يسأل الله كشف الضر وهو النبي المستجابة دعوته فيقول لها: ((كم مضى علينا في عافية فتقول: ستين سنة، فيقول لها: فإني أستحي أن أسأل ربي العافية وما بلغنا في البلاء ما بلغناه في عافية)). فالصحة أعوام والمرض أيام، والعافية سنوات والبلاء ساعات وكلها تمضي وتكون شيئا من الماضي
وكان أيوب مثلا عظيمًا في الصبر، فقد كان مؤمنًا بأن ذلك قضاء الله، وظل لسانه ذاكرًا، وقلبه شاكرًا، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله ففعل، فأخرج الله له عين ماء باردة، وأمره أن يغتسل ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه الألم والأذى والمرض، وأبدله صحة وجمالا ومالا كثيرًا، وعوَّضه بأولاد صالحين جزاءً له على صبره، قال تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ }ص43

و قال الشاعر:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الكاشف الله
سهرت عيون و نامت عيون في أمور تكون أو لا تكون
إن الذي كفاك بالأمـس هما يكفيك غـدا مـا سيكـون


واعلم أنه لا صبر إلا بيقين بالله وحكمته وعدله، وباليوم الآخر وما فيه من جزاء وحساب عادل للحديث: ((ما من عبد مؤمن أصيب بمصيبة فقال كما أمر الله تعالى: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اؤجرني في مصيبتي واعقبني خيرا منها إلا فعل الله به ذلك)) أخرجه مسلم
ومن الدعاء المأثور عن النبي قوله: ((اللهم إني أسألك من اليقين ما تهوّن علي به مصائب الدنيا))
(اخرجه الترمذي ))
منقول
90
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

oum nasser
oum nasser
موضوع رائع..جزاك الله خيرا...
((اللهم إني أسألك من اليقين ما تهوّن علي به مصائب الدنيا))
:: ألـــق ::
:: ألـــق ::
رااائع جدا ..

رزقنا الله وإياك الرضى واليقين ..


دمتِ بخير
: )
انغااااااام عمري
جزاك الله خير
الذيابية
الذيابية
جزاك الله خير
غريبة الفكر
غريبة الفكر
جزاك الله خير