أوطان في أبدان

الأدب النبطي والفصيح

أوطان في أبدان .

ما اسرع استعادة العيد في اي مساء نريده ..
نرتدي ثيابه في مخيلتنا ..
نتذوق الحلوى المخبأة خلف الذاكرة ..
نعايد الصغار الذين كبروا في الحقيقة ..
نهمس لهم "من العايدين " فلا يردون لانهم هناك منشغلون بواقع آخر ..
ما اقسى إحضار الأمس على طاولة اليوم ..
لماذا يرحل الأمس وتبقى له بقايا داخلنا ..
لماذا الذكريات المؤلمة أشد التصاقا بنا ..
واللحظات الجميلة تختفي سريعاً من الذاكرة بالرغم من منحها مساحة كافية للبقاء وكأنها باقة ورد رغم جمالها إلا أنها تذبل سريعاً ..
نترك أمانينا على شرفات المستحيل دون أن نسقيها فتذبل وتتطاير الأحلام المطوية داخلها كأوراق خريف لم تستطع مقاومة هبوب المساء فتطايرت الى المجهول ..
غرباء نحن داخل أجسادنا .. غرباء داخل أوطاننا ..
ونحن أيضاً وطن تغترب فيه الأحلام التي تبقى طويلاً على مقاعد الإنتظار تنتظر منا متى نعترف بها ونمنحها شيء من ذلك الوطن لتحيا فيه بكرامة ..
أجسادنا وطن تشعر أرواحنا فيه بالغربة أحيانا ..
تشعر بالحاجة للإقامة في أوطان أخرى ..
في ابدان أخرى ..
" متى ماكنا أبدان نحتوي أوطاننا كانت لنا أوطان تحتوي ابداننا "

بقلمي
0
315

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️