فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
~ أوقاتنا والنية الصالحة ~
الوقت من ذهب ..
فإن لم نحسنه ...ذهب !
وافتتاح يومنا بتلاوة القرآن..
بركة تحل في كل لحظاته ..
فلا نخشى ضياعه وفوات الوقت ..
إن تزودت به صباحاتنا فهو متاع الروح
والطاقة الإيمانية التي تنير قلوبنا
وتشحذ عزائمنا .. وتمدنا بالنشاط ..
لقطع مسيرة يومنا وما فيه من مسؤوليات
ولتخطي العقبات..
ونحن مطمئنون في ظلال القرآن .
***
كثيراً مانشكو من حقيقة أن الأوقات..
تفلت من بين أيدينابسرعة..!
كما يتسرّب الماء من بين الأصابع ..
فالشهريمرّ كاليوم ،
واليوم يمرق كالساعة ..
والساعات ..كالثواني !!
فماذا ترى نفعل لكي نستثمر الوقت ..
فلايضيع منا سدى؟
لكي نودِعُه الماضي بفخر ..
وهو مختوم ببصمةٍ تشهد ..
أننا قضيناه مضيفين به لحياتنا..
قيمة ومعنى ؟
ولم نصرفه عبثا؟
***
علينا أن نستعين بالله قبل إقدامنا على أي عمل
وأن نجمع شتات عزمنا وهمة قلوبنا
في النية الصالحة ..!
فالاعمال بالنيات ..
والنية يجب أن تقترن بالعمل الصالح ..
ولاتصح إلا في الحلال والمباح ..
وفي ذلك قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
«إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوى >>
*
وهذا قول جميل لمالك بن دينار نصه :
( نية المؤمن أبلغ من عمله )
هذا القول فيه إعلاء لقيمة القلب ..
الذي هو معقد النية..
***
وقديسأل البعض :
ماهي الأمور التي تستهلك أوقاتنا ؟
والجواب البديهي هي ثلاثة :
النوم... والطعام... والعمل ..
والعبادة هي القلب في كل منها ..
فهي يجب أن تقترن بكل مسلك وكل عمل ..
وفي النوم ... وفي الطعام ..
فهذه الأمور هي التي تستنفذ يومنا
ولكلّ واحد منها نية وضع لنا ديننا فيها ضوابط
وتوجيهات ...
فماذا أولاً بشأن النوم ؟
علينا ألا ننام إلا بنية التقوى سواء بداعي قيام الليل
أو للفجر..!
وإليكن هذا القول المعبّر لمعاذ بن جبل .. يقول :
(إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي )
وعلى ذلك حين ننام يكون في نيتنا القيام ..
ونلجئ ظهورنا ..ونفوض أمورنا إلى الله ..
ليبارك لنا نومنا ويهبنا يقظة ونشاطاً..
وإقبالاً على الطاعة والعبادة..!
***
وماذا عن العمل ؟
من الضروري أن لانخرج من بيوتنا إلى أعمالنا
إلا ونحن ننوي خيراً مستعينين بالله على أداء ماعلينا :
( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولاقوة إلا بالله )
*
لتكن كل خطوة لك مطمئنة في قلبك بذكر الله ..
وبالتوكل عليه .. !
متجردة من حولك وطولك
إلى حول الخالق وقوته ..
تلك بركة عملك تصاحبك وترفع روحك المعنوية
فتنجز ي ماعليك بثقة ويقين.
أن القوةالعظمى الخفية..
تسندك وتعينك وتبارك خطاك .
***
وأما الطعام فلا تأكليه إلا وأنت مقبلة عليه ..
بنية الحمد والشكر ..
مستعينةً به على الطاعة ..
ولذا يقر في قلبك أن البركة تحل فيه ببسم الله حين تبدئيه
والعافية بحمد الله حين تنهيه .
كان عبد الرحمن بن الأسود لايأكل الخبز إلا بنيّة ..
قيل : وكيف ذلك ؟
قالوا: كان يأكل فإذا ثقل عن الصلاة خفف!
ليخف وينشط ..
فإذا خفّف ضعف فعاد ليأكل فيقوى ..
فكان يأكل ويترك .
***
بهذا وبسائر مانقوم طوال يومنا ..
يجب أن تصاحبنا النية الصالحة دائماً ..
فبذا تحفل أوقاتنا بالبركة ، وننجز كل عمل يومنا .
***
ثم أن هنالك أعمال تحفزنا وتدفع طموحاتنا إلى الأمام
وتدعونا إلى بذل مزيد من الجهد والطاقة
وقد يتوجب علينا من أجل ذلك أن نجمع بين عملين
ربما في وقت واحد ..
وكلما علت همة الفرد وزاد طموحه
جاهد وتخطى الصعوبات ..
وقد كان الاولون حريصين على استثمار كل جزء من يومهم
في اكتساب علم ٍ أو أداء عمل :
هذا أبو بكر بن الخياط النحوي ..
كان يدرس في جميع الأوقات
حتى وهو في طريقه يقرأ ويراجع ..
ولم تكن الطرقات آنذاك سهلة معبدة ..
بل كانت مليئة بالحفر
وربما سقط في حفرة او خبطته دابة ...
لكن حرصه على استغلال كل ثانية لم يمنعه ..!
***
ويروي ابن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان
فيقول عن أبيه :
كنا نسير مع أبينا في موكبه فيقول لنا :
سبّحوا حتى تأتوا تلك الشجرة فنسبّح ..
حتى تأتي تلك الشجرة..!
فإذا ظهرت لنا شجرة أخرى قال :
كبّروا حتى تأتوا تلك الشجرة فنكبّر ..!
ويظل يصنع ذلك بنا طوال الطريق .
***
إذن لكي نستثمر الوقت يجب أن نؤمن بقيمته
وبأن الواجبات قد تكون أكثر من الأوقات ..
ولكن لنتذكر أن النهاية قد تفجؤنا ..
قبل أن نقضي ماعلينا .
***
غالياتي :
ومع ان النوم مطلب لاغنى لنا عنه لأجل الراحة
وتجديد الطاقة والنشاط ..
إلا أن الإكثار من ساعاته هدر للوقت ..
وانظروا إلى رجل تقي هو الهمام بن الحارث
كان يدعو الله ليقل من نومه ..
حتى يصرف الليل بمزيد من العبادة :
( اللهم اشفني من النوم باليسير
وارزقني سهراً في طاعتك )..!
فكان ينام قاعداً ليشغل ليله في طاعة مولاه ..
***
ومن نماذج الإيمان الأروع أبو بكر الصديق ..
نقرؤه وهو يتحدث عن مسلكه في الطاعة
وصرف الاوقات في العمل والعبادة
فيقول :
(والله مانمت فحلمت ..
ولا توهمت فسهوت ..
وإني لعلى السبيل مازغت ..)
فماذا يعني ذلك القول ؟
*
وفي معنى الحديث يقول الاستاذ راشد :
أن حروب الردة والفتوحات وإرساء الدولة الإسلامية
شغلته .. حتى انه ماكان ينام مستغرقاً..
فيتسنى له أن يحلم..!
وأن الله وهبه يقظة تبعد عنه الوهم والسهو ..
وهي بركة بذله وتضحياته بوقته في سبيل الله ..!.
***
إن أغلب الناس يأخذهم الظن..
بأن المزيد من النوم سيورثهم النشاط
فينامون حتى تفوتهم صلاة الفجر ..!
لقد حكم هؤلاء على أنفسهم بالخمول والكسل ..
فالله تعالى هو من يهب بركةالاوقات..
ويمنّ بها على من يحرص ويدوم على طاعته ..
وهم الذين رضي الله عنهم ووصفهم بأنهم :
( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )..!
يخافون أن تضيع أوقاتهم وتدركهم الخاتمة
ولم يقوموا بحق الطاعة كما يجب أن يقوموا ..!
***
إن قلوبنا ماتزال في غفلة ..
مادام سلطان النوم يصرفنا عن متعة القيام ..
فكثرة النوم ضياع لأثمن الأوقات ..
وهدر لأيامنا القلائل في هذه الحياة القصيرة
وما أخسر أن تضاع في السهر للأنس فيما لايرضي الله ..!
هذا شاعر يطلب السهر للمتعة فيغري أصحابه :
هبوا املؤوا كاس المنى
قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر
فما أطال النوم عمراً ولا..
قصّر في الأعمار طول السهر ..
لكن السهر في معصية يقصر العمر حقاً
بما يجلبه من شقاء
يعقب المتع والسرور ..!
فحال طالب الدنيا في صعود وهبوط
وكم من مرة يموت كمداً ويذوق مرارة العيش ..
لأنه لم يسلم قلبه ووقته لله ..
ولم تسهر عيناه طلباً لرضا الخالق ..
*
أما الذي تهب عليهم نسائم الجنة محملة..
بمسك الإيمان
فتوقظهم من نومهم الرفيق ..!
هؤلاء يرون في متعة العبادة مايفوق هنيء المنام .
وفي الصلاة مايورث لذيذ الراحة ..
وفي قراءة القرآن .. روح وريحان وجنة نعيم
هؤلاء بوركت أوقاتهم وحلت على أرواحهم
الطمأنينة و السلام.
20
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فيضٌ وعِطرْ
•
كلمات رائعة يافيض
فعلاً تلك هي الحياة الهانئة النقية
بين عبادة خالصة وذكر لاينقطع ...
جزاك الله كل خير غاليتي فيض
فعلاً تلك هي الحياة الهانئة النقية
بين عبادة خالصة وذكر لاينقطع ...
جزاك الله كل خير غاليتي فيض
الصفحة الأخيرة