أوقفوا مسلسل (غباء في غباء)

الملتقى العام

تخيّل
تخيّل انّك في مستشفى مجانين
الاطبّاء و الممرّضون يرتدون زيّهم الأبيض المعهود أمّا المجانين فيرتدون ملابس تميّزهم
يشبّ حريق هائل في المستشفى و تلتهم ألسنة الّلهب كلّ ما يعترضها في نهم
الدّخان خانق و الخطب جلل
ينتا بك الذّعر و الفزع و تبحث عن مخرج
ترى زمرة الاطبّاء و الممرّضين تركض من ناحية أمّا المجانين فيركضون من النّاحية الاخرى فأيّهم تتبع طلبا للنّجاة ؟
لا تجبني فنحن نركض وراء المجانين إلّا من رحم ربّي
الرّسول و الصّحابة و التّابعون و السّلف الصّالح هم العاقلون هم طلّاب الآخرة
أمّا نحن فنركض و نلهث وراء الدّنيا
مسلسل عنوانه غباء في غباء نصوّره على أرض الواقع و نروّج له ويلقى نجاحا منقطع النّظير
الغبيّ هو العاصي الذي أعرض عن منهج الله الغبيّ هو
الذي هجر سنّة رسوله الكريم
المتبرّجة السّافرة هي الغبيّة
أبوا الفهم و أعرضوا عن الحقّ ورفضوا الإستجابة للرّسائل الرّبّانيّة
وحده الذّكيّ بل العبقريّ من عبد الله و لم يشرك به شيئا من أطاعه في السرّ و العلن من اتّبع منهج الله و سار على خطا حبيبه المصطفى
أمّا من احتنكه الشّيطان و أضلّه و ألجمه و ساقه يمينا و شمالا فهو الغبيّ و هو الأحمق و هو الأخرق
تأمّل شارعنا و انظر ما استشرى فيه من معاصي
غباء في غباء
ونضحك و نتندّر بجحا و قصصه جحا لمّا ركب هو و ابنه حمارا فأقبل عليهم النّاس يقولون حرام عليكم لم تركبون هذا المسكين فنزلوا و حملوا الحمار
نضحك على جحا؟
ماذا فعلنا نحن؟ بدل ان نأخذ الدّنيا مطيّة إلى جنّة الخلد وإلى نعيم لا يبلى حملناها على أعناقنا إي و الله
فأحذر و احترس لا تحمل الحمار على عنقك و إلّا فلا تضحك بعد ذلك على جحا
جحا عندما وقعت منه دراهم في العتمة فذهب يبحث عنها في النّور قالوا مالك يا جحا قال لكي أبصر
نحن نبحث عن سعادتنا المفقودة في المعاصي نبحث عنها في النّوادي و المقاهي و المصائف و الملاهي مع أنّنا أضعناها في المساجد ، في مجالس العلم و على منابر الدّعوة إلى الله
فلم نتهكّم على جحا
بل و نضحك و نغرق في الضّحك على ذاك الذي اشترى القطار فالقطار لا أحد يملكه لماذا يقوم الغبيّ بشرائه
فلنتامّل أنفسنا هل هناك من يملك حياتنا و أمننا و ضرّنا و نفعنا لكي نشتري منه دنيانا بآخرتنا
أنطرق باب المخلوق و نتذلّل على أعتابه و نترك باب الخالق ربّ الأرباب و مسبّب الأسباب
نضحك على الأغبياء و نحن منهم استغفلنا الشّيطان و أضلّنا ،سخر منّا و استهزأ بنا
إبليس غسل أدمغة شبابنا
تخيّل أنّك ذهبت لزيارة صديق لك في المستشفى فاعترضك طبيبه في الممرّ قبل أن تصل إلى غرفته و قال لك بأنّه سيموت بعد 3 أيّام
توقّع كيف سيكون حاله يصلّي و يقرأ القرآن و يذكر الله هذا ما سيتبادر إلى ذهنك ولكنّك صعقت و ذهلت عندما دخلت إلى غرفته فبصره شاخص إلى التّلفاز يتابع أغنية مصوّرة وفي يده مجلّة خليعة أمّا يده الأخرى فترتعش ممسكة بسيجارة ماذا ستقول عندها لقد جنّ أليس كذلك ؟
فاعلم إذن أيّها العاصي أنّك أنت المخبول أنت المجنون لأنّك لا تعلم متى تقبض روحك أمّا هو فله فسحة 3 أيّام
غباء في غباء
الشّاب الذي يخشى الإلتزام هربا من سخرية أصحابه
أسوق إليه قصّة الملك الذي رزق بصبيّ بأذن واحدة فاغتمّ وحزن وجمع وزراءه للتّشاور و إيجاد حلّ كي لا ينشأ ابنه معقّدا وبعد تمحيص و تفكير و بحث و تدبير قالوا نقطع آذان كلّ من في القرية و هكذا يكون الجميع سواسية و ذات يوم زار القرية رجل له أذنان فالتفّ حوله الصبية و علا هتافهم و تصفيقهم و سخروا منه و لقّبوه بصاحب الأذنين فقطع المسكين أذنيه لكي لا يكون محطّ سخريتهم
غباء في غباء
لماذا تضحك على هذه القصّة فأنت يا من تخشى الإلتزام خوفا من السّخرية أنت صاحب الأذنين و البقيّة هم الحمقى
غبيّ من قالو له أجمل فتاة في تلك الغرفة استمتع بها و لكن حال خروجك سنحبسك في الغرفة المجاورة التي تتقد نارا غبيّ إن وافق وأنت تتّبع هواك و تغرق في قصص الحبّ المحرّمة و توقد بيديك قبرك نارا
ألم تتحوّل الدّنيا إلى مستشفى مجانين
غبيّ المرابي الذي يزعم أنّ الرّبا أرباح بنوك و يستحلّه
كأنّه يقول إذا دهنّا الخنزير باللّون البنّي و كتبنا عليه (خروف) فإنّه يصبح حلالا
غبيّ الذي يحلم بالزّواج من متبرّجة و يبذل في سبيل ذلك كلّ غال و نفيس و بعد الزّواج و الفرح و الإنبهار تذهله مفاجأة خروجها من الحمّام و قد تحوّلت امرأة أخرى و يتساءل في استغراب
ألم تكن عيناك ملوّنة قبل الزّواج ؟كانت عدسات يا زوجي الغالي
ألم تكوني بيضاء البشرة؟كان كريم أساس أعزّك الله
و طولك أين ذهب كنت طويلة ؟ ذاك الكعب العالي يا حبيبي
و شعرك ألم يكن طويلا؟ كان مستعارا
ألم يكن ناعما ؟ فرد كلّ أسبوعين
إلى المتبرّجة لماذا تتبرّجين ؟ لتتزوّجي ؟
مرّ أحدهم على فتيان و فتيات في النّادي قال لإحداهنّ لماذا هذا التّبرّج قالت لكي يكون شكلي جميلا و الأخرى قالت بصراحة لأتزوّج
تحوّل إلى الشّباب فقال هل تقبلون بالزّواج من متبرّجة سافرة
قال أحدهم لا و الآخر قال لا يمكن و الآخر أبدا و آخر قال أحبّ أن أنظر إليها و لكنّي لا أفكّر أبدا في الزّواج منها
فامتقع لون الفتيات و اعتراهنّ الخجل
هؤلاء هم من تفنّنت في لفت انتباههم و سعيت جاهدة لتكوني محطّ أنظارهم
غباء في غباء
و تسأل أحدهم عن الزّلازل فيشرع في الحديث عن القشرة الأرضيّة و الجغرافيا و ينسى الذّنوب
و تسأل آخر عن الأعاصير فيقول تيّار بارد و تيّار حارّ و مناخ ............... و ينسى الذّنوب
شباب يلهث وراء الكرة وينتظر في لهفة كأس العالم
من سيحمل الكأس ياترى؟ الدّنمارك من سبّوا رسولنا الكريم في الجرائد أم فرنسا التي آزرتهم أو ربّما تكون أنجلترا التّي تضامنت مع أمركا لضرب العراق أو إسبانيا أصحاب محاكم التّفتيش ضدّ المسلمين
أما زلت تلبس قميص هولندا و تباهي به بعدما حرقوا المصحف؟ أما زلت مستمرّا في تقليدك الأعمى للغرب راميا بهويّتك الإسلاميّة عرض الحائط ؟
ألم تتبيّن بعد عداءهم السّافر لك و حقدهم الأسود الأعمى الذّي يوغر صدورهم ضدّك ؟
غباء في غباء
و إذا رأيت ربّ البيت بالدّفّ ضاربا فلا تلومنّ الصّبية على الرّقص فهذا الشّابّ يرى والده قدوته متسمّرا يتابع المباريات بشغف فإذا سجّل فريقه هدفا تراه متهلّلا كأنّه بشّر بالجنّة و حارس مرماه هو حامي حمى الأمّة يذبّ عن المرمى و يكفيه طلقات الأعداء
غباء في غباء
و تمرّ أمام ناظريه ابنته تودّعه ولا يكلّف نفسه عناء النّظر إلى هندامها بل ولا يسألها عن وجهتها و يعترضها أخوها داخلا فلا يرمقها بنظرة واحدة ويراه أبوه مقبلا هو الآخر فلا يلحظ السّواد تحت عينيه و على شفتيه
غباء في غباء
تخاف على ابنك أو ابنتك هبوب النّسيم و لا تخشى عليهم نارا سعّرت بلظى العذاب وقودها النّاس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون

قال الله تعالى (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)

نريد أن نوقف مسلسل غباء في غباء
نريد أن يركض المجانين من ناحية فنركض نحن من النّاحية الأخرى لكي ننجو
الشّيطان يقودنا إلى الجنون في هذه الدّنيا نركض فيها كركض الوحوش في البرّيّة فنخسر بذلك الدّنيا و الآخرة فمسلسل غباء في غباء لا ينتهي في الدّنيا مثلما كنت أيّها العاصي مسخرة في الدّنيا ستكون مسخرة في الآخرة وهذه هي الطّامّة الكبرى

تأمّل قوله تعالى جلّ في علاه (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49))

انت أيّها العزيز الكريم في الدّنيا ستكون مسخرة في الآخرة

مثلما كنت ايّها الشّابّ مسخرة في الدّنيا بسروالك الهاوي إلى الأرض ذاك الذي يلبسه الشّواذّ في الغرب دون غيرهم و بقميصك الذي احتواك عنوة و بالقلادة المتدلّية من رقبتك ستكون كذلك مسخرة في الآخرة

قال تعالى (إِن الذينَ أجرموا كانوا من الذين آمَنوا يضحكون(29)وإِذا مروا بِهم يتغامزُون(30) وإِذا انقلبوا إِلى أهلهم انقلبوا فكهين(31)وإِذا رأوهم قالوا إِنَّ هؤلاء لضالُّون(32)وما أُرسلوا عليهم حافظين(33)فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون(34) على الأرائك ينظرون(35)هل ثُوّب الكفَّار ما كانوا يفعلون(36))

فما بالكم يا أحفاد معاذ و سلمان و عمّار و صهيب ؟

غباء في غباء و جنون ما بعده جنون

العاصي هو الغبيّ خسر الدّنيا و الآخرة و المطيع هو الذّكيّ نال خير الدّارين نال راحة البال و الإطمئنان في الدّنيا و السّعادة الأبديّة في الآخرة
أحبّ الله و رسوله و قدر الله حقّ قدره فأحبّه طوب الأرض و جاءته الدّنيا راغمة

قال تعالى (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ)

وقال جلّ في علاه (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)

فمتى العودة إلى الله متى أيّها العاصي
كيف تغرق أمّة خير البريّة في هذه الغيبوبة
غباء في غباء
هل هناك عاقل يستبدل ابواب الجنّة المفتوحة بمقامع من حديد
هل هناك عاقل يفضّل الوقوف قي الحرّ50 ألف سنة و ينأى بنفسه عن ظلّ عرش الرّحمن
هل هناك عاقل يعرض عن شربة ماء من يد النّبيّ الكريم
متى العود إلى الله ؟ متى الهجرة إلى الله و رسوله ؟


منقول
xxxxxxxxxxxxx

رابط مخالف
2
708

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*سما الفن*
*سما الفن*
لاحول ولاقوة الا بالله



جزاكي الله خير
طالبة الستر
طالبة الستر
استغفر الله