(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
في البداية سأطلعكم على خلاصة تفسير الآيات السابقة من سورة الزخرف وبعد ذلك أدلة على صحته من آيات أخرى في القرآن :
أتزعمون أيها الكفار أن الله تعالى إتخذ بنات له هن الأصنام المؤنثة كمناة والعزى واللات وانه تعالى فضلكم بالذكور وأنتم تكرهون بناتكم؟أتحتقرون الإناث ثم تعبدون صنماً مؤنثاً أنشأتموه في مكان تجميع حليكم
(قرباناً له) وهوعندما تصحبوه في المعارك لا يوضح لكم ولا يرشدكم أبداً ؟!
الأدلة:
من أجل تفسير آيات سورة الزخرف يجب أن نبدأ أولاً بتفسير الآيات 19_22 من سورة النجم: اقرأها بتمعن
(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَىٰ * تلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)
هل تقولون أيها الكفار أن الله تعالى إتخذ بنات له كاللات والعزى ومناة أصناماً مؤنثة تعبدونها من دون الله!أتنسبون تلك الإناث لله وتعبدونها وأنتم تعظمون الذكور وتنسبونهم إليكم ثم تدعون أنكم تعظمون الله ؟كيف تنسبون له الإناث اللواتي تحتقرونهن وتحزنون إذا بشرتم بهن ؟ تلك إذاً بحسب طريقة تفكيركم الخاطئة قسمةٌ غير عادلة(ضيزى) لاتليق بالله العظيم .
آيات سورة النجم هذه مترابطة حتماً ولذلك ذكر الله تعالى الأصنام المؤنثة ثم ذكرمباشرة نسب الكفار تلك الأنثى إليه سبحانه, تاء الـتأنيث في قوله تعالى (مناة الثالثة )تدل أن تلك الأصنام ((مؤنثة)) نسبوها لله على أنهن بناته سبحانه والكلام السابق فيه دمج لتفسير الآيات التالية من الزخرف التي تفسيرها هو هدفنا في الأساس:
(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ )الزخرف آية16-17.
الله تعالى يثبت أنهم متناقضون يعظمون الأصنام المؤنثة اللواتي زعموا أنهن بنات الله ثم يحزنون لولادة بنت لهم وهذا دليل على كذبهم فليس لله بنات ولم يفضلهم بالذكور .
(أوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) الزخرف18التفسير:
لقد كان الحلي والجواهر الثمينة من أكثر القرابين التي يقدمها الكفار للأصنام والأوثان،حيث كانوا يعلقون عليها الحلي والسيوف المرصعة بالذهب والفضة والجواهر وكان هناك خزائن في حفر حول الصنم يلقي الناس حليهم إليها وكأن هذا الصنم قد نشأ في الحلي أو يصنعون الصنم كله من الحلي وكانوا أحياناً يرممون الأصنام الحجرية التي يحطمها الزمن أو الحوادث بالذهب كما فعلوا بالصنم هبل على سبيل المثال حيث أضافوا له يد من ذهب بدلا من يده المكسورة.كما أنهم كانوا يأخذون مناة والعزى الصنمين المؤنثتين وغيرها معهم إلى المعارك (الخصام) ليحرضوا المقاتلين وليتبركوا بها لتنصرهم وتقويهم والتفسير حسب ذلك يكون :أتعبدون ما ينشأ في الحلي وهو في المعارك (الخصام=النزال) لا يبين لكم ولا يوضح ولا يأتي بحجة ؟
ثانياً: أختم بقول أحد علماء السلف قال ابن زيد :" هذه تماثيلهم التي يضربونها من فضة وذهب ، يعبدونها ، هم الذين أنشئوها ، ضربوها من تلك الحلية ، ثم عبدوها ( وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) قال : لا يتكلم ، وقرأ ابن زيد: (فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) " انتهى من " جامع البيان " (21/580)وقد تجاهله معظم العلماء المعاصرون والسابقون لأنه أورده غير مفصل فلم يقتنعوا به لأنه لم يثبت أن تلك الأصنام ذات أسماء مؤنثة يعبدها الكفار على أنها بنات الله تعالى ودون ذلك يكون الأخذ به قطع لإتصال الآيتين ببعضهما.ولذلك أجمعوا على تفسير آخر تناقله السلف فيما بينهم بأن المقصود في آية أومن ينشأ في الحلية هي المرأة لأنها تتزين بالحلي ولاتستطيع أن تبين الحجة والبرهان في حالات الخصام بحسب قولهم مع أن المرأة التي تملك الحجة والدليل القاطع ضد خصمها فإنها تستطيع قوله إلا إذا كانت خرساء ولاتكتب أوكالصنم ليس لها لسان لتبين أو تنطق.
إلى من ينتقدون التفسير الجديد السابق فقط لكونه غير المشهور عند العلماء رغم إبرازي للأدلة فيه أقول لهم انظروا إلى طريقة تفسير هذه الآية 76من سورة النحل وطريقة تفسيرها في الطبري مشابهة جداً لطريقتي هل ستنكرونها أيضاً وهي مشهورة مقبولة عند كل العلماء ؟
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
هذا مثل ضربه الله تعالى لنفسه والآلهة التي تُعبد من دونه يعني بالأبكم ذلك الصنم أنه لا يسمع شيئا ، ولا ينطق، لأنه إما خشب منحوت ، وإما نحاس مصنوع لا يقدر على نفع لمن خدمه ، ولا دفع ضرّ عنه وهو كَلٌّ على مولاه ،فكذلك الصنم الأبكم كَلّ على من يعبده، كالأبكم من الناس الذي لا يقدر على شيء، فهو كَلّ على أوليائه وغيرهم ( أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ ) لأنه لا يفهم ما يُقال له، ولا يقدر أن يعبر عن نفسه ما يريد فكذلك الصنم ،لا يعقل ما يقال له ولا ينطق فيأمر وينهي ، يقول الله تعالى هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) يعني: هل يستوي هذا الصنم الأبكم الكلّ على مولاه الذي لا يأتي بخير حيث توجه ومن هو ناطق متكلم يأمر بالحقّ ويدعو إليه وهو الله الواحد القهار ، الذي يدعو عباده إلى توحيده وطاعته(انتهى التفسير)
لم يقل علماء التفسير أن تفسير الآية السابقة أن الله تعالى يطلعنا على الفرق بين الرجل الأبكم وغير الأبكم ويعرفنا على طبيعته ولكنهم قالوا أن من ينشأ في الحلية هي المرأة فهي ضعيفة البيان عند الخصام فالله يصف طبيعتها وهذا غير منطقي بالطبع...فالحمد لله الذي هدانا لمعرفة التفسير الصحيح بعونه وفضله والحمد لله رب العالمين.

رشا محي الدين @rsha_mhy_aldyn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

رشا محي الدين
•
أريد تعديل موضوعي هذا أرجو إتاحة ذلك لي

رشا محي الدين :
أريد تعديل موضوعي هذا أرجو إتاحة ذلك ليأريد تعديل موضوعي هذا أرجو إتاحة ذلك لي
أو إتاحة حذفه أو سأقوم بتنزيله مع الإضافات من جديد علما أن سبب تعديلي هو إضافة كلمات تجعله يظهر في نتا~ج البحث في جوجل
الصفحة الأخيرة