.

إن طافت الذكــرى عليك تنسـمي
وإذا سرت بالشوق نحوك فابسمي
**
واحيي كما الغيث الهتون مجدداً
أمل الروابي -في الزهور- المفعمِ
**
لاتفلتي وصـْل اليوانــعِ ربمـــا
مالت بسقيٍّ فارتوتْ روحٌ ظمي
**
الذكريات صدى سنينٍ أُترعت
برحيق أيام الصبا المتناغـــمِ
**
رشفات من نبع العواطف أيقظت
حلم الصبابــةِ في ضمير الحالمِ..
**
تيار نبضٍ دائــم الخفقــانِ كـــم
غنّى، فأصغى في الوريد له دمي
**
كان الصبا عشق الحياة بجمعها
بسعودها .. وبوجهها المتجهــمِ
**
والآن قدهمدت مصابيح الصبا
والنار أطفتْ في الفؤاد المضرم ِ
**
فإذا تعنّى الأمسَ يوماً حاضري
أطلقتـــهُ نحو الليالي الصُّـــرّم ِ
**
كي ترتشف ورقاتــُه ماءَ الصبا
فتعود خضراءَ لغصنِ متيــّـــم ِ
**
أحلامُ مافتئت تحــاور مهجتــي
قد أيقظت نبضـات قلبٍ نـــوّم ِ..
**
حتى إذا كشف النهارُ طيوفـــها
بانت حقيقتها سطور النائــــم ِ
**
ياروح قد رحــل الزمـْان بما لَــهُ
وبما عَلَيْـــهِ ، فإن ذكرتِ ترحّمي
**
فلربما الآتـــي سيرسم بهجـــةً
في لوحة العمر الكئيب فتنعمي
**
إن ضجْت الذكرى ولحّ نداؤها
فخذي جناحي طائر متوسِّـــمِ
**
وقفي على الأطلال وقفة عابــرٍ
لبّى النداء وإذا انثنيت فسلمـي
**
لاتطمعي أن ترجعي زمن الصبا
زمن الخلـــيِّ الباسم المترنّــمِ
**
فلكل فصـــلٍ روحــهُ وأريجـــهّ
ومزاجه .. وشعـــوره المتكلـــمِ
**
فلتطلقي زمن الصبا من أسره
وتحرّري من كل قيدٍ تسلمـــي
**
وخذي مواسمكِ لأروع موطنٍ
وقفي بروحك عند حب أعظـمِ
**
وتعلقي ! لابالذي يوماً قضى
لكن بكهف الله لــوذي تغنمي
بوركتي غاليتي..🌹