أيتها الفضائيات اتقوا الله أرجوكم

بالأمس تابعت برنامج الاتجاه المعاكس بموضوع بعنوان "تحرير الكويت هل هو مقدمة لاحتلال العراق ؟"
من عنوان الموضوع نفسه يتضح التلاعب بالألفاظ.
خطر ببالي سؤال و أريد الكل أن يجيب عليه ، هل يمكن طمس الحقيقة مع مرور السنوات لأن الطرف المظلوم إعلامه ضعيف ؟

إذا كان تحرير الكويت مؤامرة من الأمريكان ، إذن ماذا نسمى غزو الكويت ؟
أيهما الجريمة تحرير الكويت أم غزوها ؟ لماذا لا يتحدث أحد عن غزو الكويت و إن تحدثنا قالوا هذا كلام مضى عليه الزمن . أما تحرير الكويت فلأنه قام به الأمريكان إذن هو مؤامرة و مقدمة لاحتلال العراق !

قال المذيع أن تحرير الكويت هو طبق سلطة قدم للأمريكان .
من الذي قدم هذا الطبق ؟ ثم إذا كان تحرير الكويت طبق سلطة فماذا عن غزو الكويت ؟ أليس وجبة دسمة قدمت للعراق بأكمله ؟ أم لأن غزو الكويت لم تقم به أمريكا لذلك لا أحد يتحدث عنه أنه مؤامرة ، أما تحرير الكويت لأن أمريكا قامت به إذن هو مؤامرة ! ألا يوجد ذرة منطق أو عقل مميز للصواب ؟

عدة نقاط لاحظتها في البرنامج ألخصها في التالي:

* الضيف الذي يمثل الكويت – مع الأسف ليس إعلامي شاطر-كاتب كويتي - بعكس ألآخر – دكتور جامعي عراقي.... لا أعرف إدارة البرنامج على أي أساس تختار الضيوف .

· كل المشاركات الهاتفية كانت تصب في صالح الضيف الآخر و لم توجد أي مشاركة من الكويت !!! أو على الأقل طرف محايد يقول الحقيقة. ماذا يعني هذا الكلام ؟
اتهمت الكويت بأنها ممتلئة معتقلات سياسية و أن كل المساعدات المرسلة من الكويت للعراق عبارة عن مياه مسمومة و أدوية منتهية صلاحيتها ، المذيع يؤيد و يبتسم !!! ...... أعتقد لو كان هذا صحيحا لمات كل العراقيين الآن .

· أتهم الكويتيين بأنهم سبب مرض الكوليرا في العراق و هم من هدم المباني العراقية و هم من سرق الآثار و قتلوا العراقيين و سرقوا النفط و الكويتيين منتشرون في العراق الآن يسلبون و ينهبون و .... و .....و ..... و .....
هل نحن مجرمون لهذه الدرجة ؟ بل هل يحتاج الكويتيين لهذا كله ؟ ثم هل هم أقوياء لهذه الدرجة ليقوموا بكل ذلك ؟ لو كنا أقوياء على الأقل كنا حررنا بلدنا و ليس إلى الآن نعيش في خوف دائم حتى بعد سقوط صدام.

مع الأسف في السابق كنت أعتقد أن فساد العلاقة بيننا و بين العراق سببه صدام و ما إن ينتهي ستعود المياه لمجاريها. لكن أتضح أنني كنت أحلم. الحقد و الكراهية جذر دفين زرعه صدام في قلب كل عراقي و مهما حاولنا أن نصفي النية مع أننا الطرف المعتدى عليه سيظهر صدام ثالث و رابع ليقول : الكويت لنا

أيها الإعلام ، أيها الفضائيات الممولة من مصادر مشبوهة ، أرجوكم اتقوا الله في كل كلمة تقولونها للعرب فأنتم محاسبون عند ربكم. نريد أن نعيش بسلام و نصفي النية فلا تشعلوا النار بين الطرفين و تقلبون الحقائق لمجرد الشهرة الإعلامية و المال.

الحمد لله الذي ميزني بنعمة العقل لأميز بين الحق و الباطل . حتى لو كان محامي الحق ضعيف و محامي الباطل قوي سيظل الحق حقا على الأقل أمام الله إن لم يكن أمام البشر.

ملحوظة : أرجو أن لا يكون مصير موضوعي الحذف ، أرجوكم أسمحوا لي أن أدافع عن وطني لأن الفضائيات ظلمت الكويت كثيرا و قلبت كل الحقائق و مع الأسف هناك من يصدق.