أيستقيم الظل والعود أعوج؟؟!!

ملتقى الإيمان

مساء الخير على الجميع ،،
ما جعلني أنقل لكم هذا الموضوع هو ما حدث في الآونة الأخيرة من وضع شبابنا وفتياتنا وما وصل له حالهم ( من تبرج ومبالغة واضحة في الزينة عند الخروج من قِبل بنات المسلمين ، وملاحقة الشباب لمثل هذا الصنف من الفتيات ، وإطلاق العنان للنظر والاستمتاع بذلك ( متعة خادعة ) ....... وما الله به عليم )!!
وإليكم الموضوع :
من تتبع حال أمة الإسلام رأى من أمرها عجباً ! ورأى أكثر أهلها يمثلون صورة الإسلام لا حقيقته!! إنها حال تنتحب لها قلوب البقية الصادقة في إيمانها ، وتتضرع إلى الله أن يرد الأمة إليه رداً جميلاً.
لنقف وإياك أخي الكريم على مثال واحد من الأمثلة التي تعج بها الساحة؛ لنقف على حال نساء المسلمين وهن يتساقطن في هوّة التبرج والسفور ؛ فكم هي الصيحات والآهات التي يطلقها كثير من المصلحين على حالهن ، وكم هي الفتاوى التي صدرت تندد بالحال وتنذر أهله بسوء المآل وخسرانه ، وكم هي الكتيبات والمطويات التي ربما حُملت على الأكتاف توزع هنا وهناك تحمل الإنذار نفسه ! إنها حناجر تنادي وتكاد تُسمع الحجر الأصم ؛ ومع هذا فبينها وبين الآذان وقر !!! فما السبب يا تُرى؟!
في محادثات هادئة وصريحة مع بعض أخواتنا المتبرجات أبدين فيها بعض الدوافع والمسوغات التي تدفعهن للمضي قدماً في منحنيات السبل وطرق الهوى؛ وهن في غاية الثقة بأنفسهن ، والزهو في تبرجهن.
وكان اللافت للانتباه في حديثهن أنهن كدن يجمعن ويتفقن على أن أقوى هذه الدوافع هو تقبل الطرف الآخر لهن ورضاه عن حالهن ، فتعال أخي الكريم لأقرئك مقتطفات من أقوالهن:
• نظرات الاستحسان من الطرف الآخر أعادت لي الثقة في نفسي ، والرضا عن حجابي،،
• رأيت الاهتمام أكثر بزميلاتي المتبرجات فتبعتهن في الطريق نفسه ؛ لأني إنسانه ! نظرة إعجاب واهتمام تدفعني لهذا !
• الشباب المراهق لا تعنينا نظراته ولا تهمنا ؛ وإنما يعنينا لفتات الانتباه من العقلاء ، ومن يصطحب زوجته ! لأننا نشعر بالانتصار على عقله ، وعلى زوجته !!
• عينا الرجل تقول : إني جذابة بالبرقع ! ولم أر من يصد عنه ويعرض إلا رجلاً واحداً ! .... وشعرت يومها بالهزيمة أمامه !!
وبعد أيها الغيور : ما طرحت هذا الأمر بين يدك لأجل أن تسترجع وتحوقل ، ولا أن تصدق بعضه وتنفي بعضه ، ولا أن تستغيث بأصحاب المنابر لينزلوا بساحة هؤلاء النسوة وبسياط من الكلمات الموجعة ؛ إنما أردت أن تدرك أن هذه هي الحقيقة ؛ والواقع ينطق بها ويشهد على صدقها قبل شهادة أهلها . فأنت تساهم بشكل أو بآخر في تفشي هذا الوباء الاجتماعي الخطير وبتعزيز موقف أهله ! شعرت بهذا أم لم تشعر .
فلتستجب لله ورسوله  لتحيا ولتدفع عن نفسك الشر ، وتردع أهله :  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم  " لا تتبع النظرة النظرة " ،، " اتقوا النساء " .
أجل إنه غض الطرف - ابتداء – وصرف النظر ، والتوقي والحذر ، والإعراض والصدود عنهن ؛ نعم الإعراض والصدود الذي يقمع النفس ويكسرها ، ويفعل بها ما لا تفعله كلمات الشجب والتهديد والوعيد.......
ألا فاستعذ بالله وابدأ بنفسك ! زكّها ، وقوّمها ، وجاهدها حق الجهاد ؛ ليستقيم أمرك باطناً كما استقام ظاهراً ، وليصلح قلبك ويسلم ؛ ومن ثم يهيمن على جوارحك ويضبطها ؛ حتى إن كان هذا ! فنعمّا هو ؛ وإلا فلن يستقيم الظل والعود أعوج!!.

منقول للفائدة المرجوة


(المصدر : مجلة الأسرة العدد 90 رمضان 1421هــ / سارة عبدالله الزامل )
8
758

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنفسجيه
بنفسجيه
جزاك الله خير
نوارة طيبه
نوارة طيبه
شكراً أختي بنفسجيه على مروركِ العذب،،،
حياتي كلها احلام
جزاك الله خير
نوارة طيبه
نوارة طيبه
جزاك الله خير
جزاك الله خير
جزاكـِ الله بالمثل ،، مشكوووره على مرورك الطيب ،،
:26:
في طريقي الى المجد
جزاكـ الله خير