~*~ أيـُـلام ذو حـِـسٍ عـلـى عـشـقِ يـوسـف ~*~

الملتقى العام


بسم الله الرحمن الرحيم


^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
~*~ أيـُـلام ذو حـِـسٍ عـلـى عـشـقِ يـوسـف ~*~

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^



خواطر .. وليدة لحظـتهـا ..
نقشها : فـارس من هذه الأمـة

نشيد

http://www.anashed.net/audio/mawlay/rafeq_addarb.ram


يوسف ..
~~ حيث يطغى جمال الروح ~~


.. أوَ يشعر بنا البشر عندما نصرخُ بصوتٍ نسمعه نحن فقط ؟
حين تتزاحم الكلمات في حلوقنا بصورةٍ غصة ..
حين نغمضُ أعيننا ..
ونزّم شفاهنا ..
وننكفئ على الصمت ..
في حين تتغذى نار الألم على الهواء المندفع إلى رئتينا ..
فتزدادا اضطرامـاً..


يوسف


ذاتَ نزف ..
أدركت بأنك قد رحلت ..
حيث
جوارحي أنكرت ..
لتبدأ رحلة البحث ..
أقلبُ بصري بحثاً عن تلك الملامح الحميمة ..
ملامحـك.. التي
سكنت القلب ضوءاً ودفئاً
وبعد العناء ..
أدركت بأنني أبحث في عالمٍ قد ودعته أنت ..
عن روحٍ طاهرة .. ودعت عالمنا الُمترف بالفساد ..

يوسف ..

أتصدق ..!
قلمي الذي كان دائم الإرتعاش ..
قلمي الذي في ظلّ الرفاهيةِ والصبابةِ قد عاش ..
قد نقش هذه الحروف البسيطة ..
قلمي .. الذي

أعـــارتهُ الليالي صمتها **** وجداً وسوّتهُ المآسي خنجرا

قلمي قد تحرك أخيراً ..
لينقش كلمات .. لم يعتصر حروفها ..
بل حملها في جعبته لزمااااان ..
وقد آن وقت ولادتها .. آآآآن
تمخض القلم .. ليولَد حرف.. تآكلت روحي ونفسي من لهيب جمره..

...



هـا أنا ذا أمسك قلمي الحزين .. الذي اهتز عرش قريحته ..
أمسكه وهو يرتعشُ بين أناملي .. لِنارٍ اشتد سعيرها في صدري ..

فـإلى من جمعني الله به .. ولَفّ قلبي بوشاحِ حبه ..
..
يوسف ..





أول الدرب .. بسمةٌ في هجيع الفجر.. وآخرهُ .. نزفٌ لا يندمل ..
وما بينهما .. انكفاءُ الذات ما بينَ يأسٍ ورجـاء ..
و بين خطوةٍ وعثرة ..

اتحدت أجسادنـا يوم جمعنا نسبٌ ودم ..
..
لم تنسَ أخاكَ الصغير فارس .. من همسةٍ تزيل أثقال المآسي التي اعتادَ على حملها ..
لذنوبٍ ملأت صحائف أيامه ..
ماذا كنتَ تمثل له ؟؟
أخ .. شقيق
صاحِب ..
رفيق .. و صديق ..!!

أم .. لعلهـا مُفردةٌ نسجت حروفها العاطرة من بساتين تلك العبارات ..

يوسف ..
... و ... فارس

كما سُنبلتين سمت إحداهما باتجاه الضوء ..
بينما الأخرى عاشت في سُبات ونـُبات ..
وفي لحظةٍ من الزمـان
تعانقت أوراقهما ..
كما في عميق الأرض تعانقت جذورهما ..
وإن اختلفـا ..
فكما انعتاق القطرِ من رحمِ غيمة ..

قربي منكـ .. جعل الغِبطةَ بريـقاً أراهُ في عين كُل من عرفك ..
أخوةَ النسب والدمـاء ..
كم تمنى أن يحظى بها أحدهم ..

أي .. يوسف ..
..

قـد ضاقَ صدري بالغيض .. كلما تذكرت بأن شمساً قد غابت عن حياتي ..
شمسك ..
أوَ تدري ..
لم تكن نبـعـاً للدفء والطهارة والإشراق .. وحسب ..
ولا رمزاً لا نفقه من مفرداته سوى همهمات نطلقها .. وتموت بعد برهه ..
بل كانت نوراً ساطعاً .. يفيض بالقوة والتحدي ..
التحدي ..
تلك العبارة التي لطالما أحبـّتـك .. وأحببتهـا ..
ن


بض فؤادي ..

لطالما أعجبني شخصك المتألق ..
هكذا وجدناك ..
.. شخصية قيادية ..
تدعوا بصمتِ لسانها .. وكلامِ أفعالها ..

لم أنسَ .. يا عذبَ الروح ..
..

يدك الحانية .. وهي توقظني في عمق السَحَر ..
وصوتك ..
ليت شعري ..
ليتكَ تدري كم أفتقدُ صوتك العذب .. وهو يدغدغ صمت الليل .. قبيل رحيله
صوتك ..
ما إن يُغادرك ..
حتى يحط رحالهُ في عمق فؤادي ..
ليتك..
لــــــيــــتــــــك..
كنتَ تدري ..
كم يوغل سيف صوتك في أعماقي السحيقة من أثر ..
" أشعر كما لو أني أسمع الآيات للوهلةِ الأولى "

أرى الإخلاص شاخصاً في نبراتك الحزينة .. وأنت تُرتل ..
لحظتها
أواري رأسي خجلاً من عميقِ إخلاصك ..

سهام حروفك ..
مزقت غشاءَ قلبي المكلوم .. ؟؟
إذ ذاك ..
دمعي ..
لم يملك سوى الإستسلام .. لقراءتك العذبة !!!

مـايزال
عذب حرفك .. يرنُ في أذني
يوم كنت تدندن دائماً ...

إني نظرت إلى الخلق .. فرأيتُ كلاً منهم قد اتخذ محبوبـاً .. وخِلاً
يحنّ إليهِ ويشتاق ..
لكنه ..
يفارقه لحظة انغماسه في عالم البرزخ ..
فاتخذت الله خليلاً ..
فإذا انضممت لذلك العالم .. لم ينقطع وصلي به..

فارس ..
" تأمل قول الحق .. ( وأما من خافَ مقامَ ربهِ ونَهى النّفسّ عنِ الهوى فإنّ الجنة هي المأوى )..
أجهِد نفسكَ في دفعِ الهوى .. حتى تستقر أخيراً و تستلذ في طاعة الله ..

أي .. فارس

أنظُر في الخلق ..
وتأمل أحوال البشر ..
سترى ان كلاً يتباهى بماله
أو حسبه ..
لكن ..
تأمل قول المولى .." إنّ أكرمَكُم عندَ اللهِ أتقاكُم "
تقوى الله .. هي وحدها من تعتلي بالنفوس إلى رفيع المقامات ..
لينال أصحابها الكرامات ..
من عظيم المَكرُمات ..
فلتعمل بالتقوى يا فارس .. حتى تكون عند الله كريماً ..

دع عنك عداوة البشر .. والتفت إلى عداوة العدوّ الأول والأخير ..
هوى نفسك .. والشيطان ..
" إنّ الشّيطَانَ لكم عدوّ فاتخذوهُ عدوّا "


يوسف ..

تـأبى .. كلماتُك .. إلا أن تُصاحبني ..
ويـأبى طيفك ..
إلا أن يلازمني ..


يوسف ..
..
أهي علاقةٌ غرامية ..
المسجد .. التبكير إلى الصلاة .. ويوسف

كادت مهجتي تتفطر إعجابـاً بتلك العلاقة ..
ما إن ينتهي موعدك مع الصلاة ..
حتى تترقب الموعد القادم بفيضٍ من الشوقِ واللهفة ..
وكأني بكما .. عاشقين .. لا يرتوي أحدكما من الآخر ..
حفرت تلك المشاهد بنفس أخيك الأخاديد ..
وزرعت فضولاً قاتلاً .. أعياني ..
لم أصبر حتى خضت غمار تلك التجربة ..
لتستحيل نصيحتك .. إلى واقعٍ عملي ..
أوَ تذكر يا يوسف ..
عندما أهديتني تلك النصيحة ..
فارس : " فلتبحر في صلاتك "
..
أبحر !!
وهل هي بهذا العُمق ؟؟
قـد أبحرتُ يا صاح ..
وقد أرست سفينتي أخيراً على ساحلك
المناجاة ..
حيثُ موطن السكينة..
و لذة العبادة ..
قد وصلتُ أخيراً يا يوسف ..



أوَ تراكَ تسمعني ...

يوسف ..

لـم أعـد ذلـك الشاب الغافل ..
صدقني ..
قد ألهبني هجيرُ فقدك .. فاستحالت نفسي إلى واقعٍ لطالما تمنيته أنت ..
أرأيت الدروب التي احتضنت خُطاك ..
هي اليوم ميدانٌ يغمد فارسك فيه حوافر جواده ..

قد عشقتُ التحدي .. كما أنت عشقته ..
سأحترق .. لأشعل تلك الدروب الشائكة ..
وصوتك .. مازالَ يرنُ في أذني ..

تأخرتُ أستبقي الحياةَ فلم أجد *** لنفسي حياةً مثلَ أن أتقدمـا

أما الدنيا ..
فلن أسمح لها بأن تجتذبني لأغوارهـا النتنه ..
وسيف الإبتلاءات و المِحن ..
يوغل ..
ويوغِل .. محاولاً العبث بشموخ ثباتي ..
وما إن يرحل ..
أراهُ قد ترك في نفسي أثراً أعمق..
ليته كان يدري بأني قد جعلتُ منهُ زاداً .. يعيدُ لأوصالي الحياة ..
بعد أن مزّقتني الغربة ..
فــــــآآآآآآآآآه ..
ثم
آآآآآه
آه .. على نفسي ..
كم فرطتُ فيها ..
هل تُصدق يا يوسف ..
لم أستشعر عظمةَ المهمة المُلقاة على كاهلي .. إلا عندما استشعرتُ عظمة خَـلقي ..
وعظمة خالقي
وعاد صوتك .. كصدى يضوعُ من مِدادك ..
وأنت تهمس ..
فارس ..
" .. لا تنظر إلى صِغَر المعصية .. بل انظر إلى عظمةِ من عصيت "
..
صدقني أنا أسمعك ..
أكمل يا يوسف..
أكمل أرجوك ..
و كأني بهزير أنفاسك الدافئة تلفح برودة وجهي .. الآن


أيـا جليسَ عمري .. وأنيسَ أيامي ..
سأجعلُ من كلماتك .. مشاعلاً أنصبها أمام عينيّ ما عشتُ أبداً ..
ويحقّ لمثلك أن تزفه الأمه ..
لأدرك أخيراً بأن شقيقي الأكبر .. لم يرتوِ من ذلك النبع ..
ليطرحَ روحهُ رخيصةً .. فـداءً للإسلام ..
وعاد صوتك ..


" .. إن لم يكن في الإستشهاد سوى
تحقيق المعنى المُطلق للعبودية ..
لكفى .."




أهكذا كُنتَ تفكر ..
سمو ..
ارتقاء ..
حتى في الفكر والمنهج ..

يوسف ..
..
أي رائعٍ أنت ؟؟!

ما لي أبعثر الأنظار في وجودي باحثاً عمن يضاهي ذلك الفكر الشامخ ..
فلا أصل إلى أحد ..

أخـــــي ..


يا ألصق بقلبي من روحي ..
أنا اليوم أغفو على جرحٍ .. وأصحو على آخر ..
كم أشتاقُ إلى
صوت ..
همس ..
يدٍ .. تنتشلني من القاع ..
تقيلُ عثرتي ..
وتؤنس وحشتي ..
وتُسلي غُربتي ..

أوَ كنتَ تشكو من ويلاتِ الغُربة يا يوسف .. يوم كنت .....
لماذا لم أشعر بك ..


.. يا عميق الإخلاص

إنه الكِبر .. حالَ دون إفصاحي عن مكنون ذاتي
يوسف





...
يوسف

بين أسراب المُهنئين باستشهادك ..
بقيَ شقيقك .. وحيداً ..يقاسي ما يعاني ..
لفقد إنسانٍ رائع ..
سكنتهُ روحٌ عذبةٌ .. كروحك ..
بينما ألمُ فراقك .. مابرح يشيعُ في إحساسه الجِراح ..
وهو اليوم ..
مُكتظٌ بالأُحزان إلى حد الإمتلاء ..

صدقني ..
أكاد أتفطر حزناً وأنا ألمحُ تلك اللحظات في صحيفة ذكرياتي ..
وفي عمق الذكرى .. ألمحك ..
.. ألمحك .. يا يوسف ..
كملاكٍ أبيضَ يبتسم ..
بينما كنتَ واقعاً حياً .. حالت ذنوبي دون الإقتراب من عالمه الطاهر ..



سلامي لروحك الطاهرة .. إلى أبد الآبدين



شقيقك المُعَذب بفراقك :
فــــــــــارس




^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
~*~ أيـُـلام ذو حـِـسٍ عـلـى عـشـقِ يـوسـف ~*~

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

من سلسلة آفـاق الجهاد
بقلمي المغترب


*’* أرياح الشهادة *’ *قلمٌ يعزف الإحساس
1429 للهجرة
2
367

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فراولة مشوية
فراولة مشوية
تسلم يديك
شكرا
*ترانيم*
*ترانيم*
كلمات صادقه

ايقضت في نفسي

مشاعر الاسى على احبة

بعضهم طوته ظلمة اللحود

و البعض الآخر حالت بيني وبينهم نوب الدهر

اسأل المولى ان يرحم ميتهم

وان يعحل بلقاء الاحياء منهم


جزاك الله خير الجزاء