الجازي

الجازي @algazy_1

عضوة جديدة

أين الأب من كل هذا ؟

الأمومة والطفل

من الطبيعي أن تعم الأسرة بالفرحة مع ولادة الطفل الأول ، ومن الطبيعي أيضا أن يحيط الجميع بالأم وبمولدها الجديد ، يهنئونها ويقدمون إليها شتى النصائح ، وتصبح هي وطفلها محط الاهتمام . بينما يختفي الوالد عن الأنظار، وفي أحيان أخرى قد يشطب بالكامل من المعادلة ، وكأن لا يد له في حمل زوجته وولادتها .
كلنا يعرف ومن دون أي جدال بصعوبة دور الأم وبالتضحيات التي تقدمها في سبيل مولدها وللتأقلم مع وضعها الجديد وهذا دورها التي خلقت من اجله ، ولكن في المقابل لا نرى أي اهتمام بدور الأب الجديد وبالصعوبات التي يلقيها لتأقلم مع المستجدات . بل أننا غالبا ما نرى تجاهلا لمشاعر الرجل أو أن الرجل مطالب بالأحرى بأن يضع مشاعره وقلقه جانبا وأن يكون برجا من القوة والرجولة والحق يقال أن ذلك اضطهاد للرجل الذي نادرا ما يكون المضطهد في علاقته مع المرأة .
ولكن هل تبادر إلى ذهنكم أن الأبوة الجديدة حالة مذهلة لصاحبها ومربكه ومحيره ؟ فقد يتأقلم البعض معها بسهوله ، ولكن قد يفقد البعض الآخر استقراره النفسي والعاطفي فيشعر بالعزلة وفقدان الحب ، ويشعر أنه دخيل في العلاقة الوثيقة التي تربط بينه وبين زوجته والمولد الجديد . وقد يعتقد بأن زوجته عندما أصبحت أما لم تعد ملكا له ولم يعد لديها الوقت للاهتمام به ولطلباته ، فيندفع حينئذ نحو الإغراق في العمل أو نحو المغامرات النسائية ليعوض فراغه العاطفي الناجم عن إحساسه بفقدان دوره في ثنائية الأم والطفل .
لا يتوقع من الأب أن يحل محل الأم في علاقته بالمولود الجديد ، فذلك أمر أعجز من أن يقوم به الرجل ، فهو لم يحمل بالطفل ولم يرضعه . غير أن دوره يكمن في مكان آخر ، إذ كثير ما تفجر الأبوة في الرجال ميزات وفضائل لم يكونوا واعين لوجودها في داخلهم ، وأهمها إحساسهم بضرورة توفير الحماية لعائلتهم الصغيرة والرعاية والاهتمام لها عندئذ يجدون دورهم الطبيعي ويستعيدون المكانة التي لم يفقدوها يوما .


------------------
ان تعيش ليس بمشكله ولكن كيف تعيش هي المشكله
0
664

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️