أين الأمن الذي ننشده؟أدخلوا تجدوه!!!!

الملتقى العام

الأمن مطلب ضروري من مطالب الحياة لا يستغني عنه الكائن الحي سواءا كان إنسانا أو حيوانا.ولا تستقيم الحياة على الأرض ولا يقوم المعاش إلا به.نعم ( الأمن ) كلمة قصيرة المبنى واسعة المعنى ولهذا هيئت لأجلها الجيوش والطاقات والأموال التي لم تحقق سوا اليسير منها لماذا؟ لن تحقيقها لايتم بهذا فحسب بل هناك ما هو كفيل بتحقيقها وضمانها للبشرية.إن النفس البشرية تساورها المخاوف والقلق من ماضيها وحاضرها وفيما يعترضها من مزالق ومخاطر ولننظر إلى من نصبت نفسها بالدول العظمى المتحضرة وما تحمله من طاقات وقوات إلا أنها لم ولن تستطع توفير الأمن لشعوبها فالحروب قاتمة والجرائم مستفحلة والتوجسات والمخاوف مستشرية في النفوس فلا راحة ولا أمن ولا سلامة فأي حضارة هذه وأي تقدم لا توفر لأهلها ولو أبسط حالات الأمن؟ وإذا كان الأمن بهذه المرتبة العظيمة في حياة البشر فمن أين تأتي مصادره ياترى؟أمن قوة السلطان والنفوذ أم من حذاقة البشر ونبوغهم أم من وفرة الأموال وتكدس الطاقات أم من كثرة الجيوش وقوة التقنيات؟ كلا ما هذه كلها إلا أسباب لا تفيد عند فوات الأصول في حياة البشر.لا بد أن نعلم أن لهذا العالم العلوي والعالم السفلي من قائد يقوده ومالك يملكه وحاكم يحكمه وهو الله الذي خلقه ودبره وهو أعلم به وبما يصلحه ولهذا شرع لنا دينا توافرت فيه جميع حاجات البشر من أمن ورخاء وسلم ورغد عيش لايوجد دينا غيره على وجه الأرض تتوفر فيه هذه المقومات.وجعل في دين الإسلام ركائز ومصادر وأسس متى ما قام بها البشر حق القيام نعموا بالأمنين أمن الدنيا وأمن الآخرة. ولهذا كان المصدر الأول للأمن هو كتاب الله عز وجل(القرآن الكريم) بل كله أمن وسلامة في الدنيا والآخرة فلوا قامت الأمة به حق القيام وحكمته في جميع شئون حياتها وأقامت أحكام الله المنزلة فيه وطبقتها في واقعها واستوى في تطبيقه الكبير والصغير والحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤس لكانت أغنى العالم بخاصية الأمن والسلام ولفاضت خاصية الأمن على بقية المخلوقات فيما بينها (ولوا أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من الماء والأرض .....الآية-من سورة الأعراف) ولا شك أن من أعظم النعم والبركات التي ينشدها البشر نعمة الأمن والسلام التي يسعى إلى تحقيقها العالم اليوم ولكنهم لم يسلكوا المسلك الصحيح في تحقيقها.لكن الأمة ومع الأسف الشديد عندما عدلت عن كتاب ربها وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم وهجرت تلاوته وتدبره والعمل به وأصبح عندها من ثانويات الأمور وعدلت عنه إلى القوانين البشرية الوضعية والأحكام الشيطانية المبنية على الأهواء والنزوات وقعت فيما وقعت فيه من الإضطراب الأمني والخوف النفسي والقلق وتسلط الأعداء وكثرة الجرائم وذهاب الأمن .ولا ننسى أجندة المعاصي والذنوب التي اجتاحت المجتمعات وعصفت بالنفوس ودمرت القلوب واحرقت الأخضر واليابس واكلت الحسنات والأعمال الصالحة كما تأكل النار الحطب.فما من قوم استمرأوا المعاصي إلا سلط الله عليهم الآفات والخوف والجوع والأمراض التي لم يعرفها أسلافهم حتى يرجعوا إلى دينه وشريعته.إن القرآن الكريم من أعظم مصادر الأمن في الحياة الدنيا والآخرة قال عز وجل(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)ويقول عليه الصلاة والسلام( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي)وأما المصدر الثاني من مصادر الأمن فهو ما صح من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهي المفسرة للقرآن فتطبيقها ظاهرا وباطنا مجلبة لكل خير ودرء لكل شر وبها يسود الأمن في حياة الأمة.ومع الأسف الشديد لما تركت الأمة سنن نبيها وزهدت في تطبيقها ورأت عيبا في إظهارها فقدت التمايز الذي ميزها الله به بين الأمم فأصبحت أمة لا فرق بينها وبين غيرها في المظهر والملبس والمأكل والمشرب فسنن الحبيب عليه الصلاة والسلام شعائر ظاهرة وباطنة تميز المسلم عن غيره من الناس ولما استحلت الأمة هدم سنن نبيها آلت إلى ما آلت إليه من الخوف والعقوبات وتسلط الشياطين.قال الله عز وجل(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)وقال عز وجل(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) وقال عليه الصلاة والسلام(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)ولهذا كان من صفات المؤمنين العاملين بكتاب ربهم المطبقين لهدي نبيهم أن لهم الأمن وهم مهتدون قد ألبسهم الله ثوب الأمن والسعادة في الدارين قال تعالى(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ألئك لهم الأمن وهم مهتدون).ولننظر زمن عمر الفاروق رضي الله عنه كان ينام مرقع الثياب متوسد الحجر مستظلا بالشجر مملوءا قلبه محفوفة رعيته بوافر الأمن والسعادة وما ذاك إلا ببركة تطبيق شريعة الله وأحكامه. وفي زمن عمر بن عبد العزيز ترعى الذئاب مع الغنم وما تقتربها إنه العمل بشرع الله القويم. فلا صلاح للأمة إلا بما صلح به أولها ولا أمن لها ولا استقرار إلا بما أمن به أولها.ألا وإن ترك أحكام الجاهلية وإقامة أحكام الله وإقامة العدل ورفع الظلم عن العباد لذلك كله كفيل ببسط وافر الأمن والسلام على العباد(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)(إن الله يأمر بالعدل والإحسان...)ولا ننسى صمام الأمان وركن الإسلام فقد عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام وهو شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي بها يحل الأمن وتنقضي المنكرات وتصان الأعراض والحرمات وتأمن بها النفوس والأبدان.(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون بالله....)وترك هذه الشعيرة هو إيذان بحلول النكبات والعقوبات قال صلى الله عليه وسلم(لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن النكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب منه ثم تدعون فلا يستجاب لكم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.وماذا جنت المجتمعات التي لا تقيم هذه الشعيرة إلا الدمار والخراب وضياع الأعراض واستجلاب نقمات الرحمن.فالمقصود هو أن الأمن والأمان ورغد العيش والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة لا تكون إلا بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وتطبيق أحكام الله في أرضه وبين عباده والتحاكم إلى الكتاب والسنة لا إلى غيرهما والقيام بما أوجب الله على العباد وترك مانهاهم عنه.اللهم اهد القلوب لطاعتك وجنبها معصيتك واهدها لتطبيق شرعك وهدي نبيك صلى الله عليه وسلم.
0
348

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️