أيها المعاكس .............. قف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين , وبعد :

*فإن من الاخطار التي تهدد كثيرا من البيوت سواء استخدام الهاتف , وعدم مبالاة أولياء الامور . مع من يتحدث أبناؤهم , ومع من تتحدث بناتهم , حتى وصل الامر إلى وقوع حوداث وخيمه عن طريق المعاكسات الهاتفيه , التي عمت بها البلوى في كثير من مجتمعات المسلمين .

* لقد حذر ونهى الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم النساء من الخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن عن اسباب الانحراف والفتنه , قال تعالى :(( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )) {الاحزاب:32}.

* ولأهمية هذا الموضوع وخطورته احبببت أن اكتب هذه الرساله المختصره مبينا اسباب المعاكسات الهاتفيه وموضحا اخطارها للتذكير والاتعاظ. أسال الله تعالى ان ينفع بهذا الجهد , وان يكتبه في موازين اعمالنا , وان يحفظ علينا ابنائنا وبناتنا , انه سميع قريب مجيب وصلى الله على بينا محمد وآله وصحبه وسلم .


أسباب المعاكسات الهاتفيه

اولا : ضعف الايمان :
* يقول تعالى : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) { التوبه :71}, فمن صفات المؤمنين والمؤمنات , انهم يطيعون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,أما إذا ضعف الايمان واصبح العبد غارقا في المعاصي تاركا طاعة الله ورسوله ,فإنه لا يبالي عندما يستخدم سماعة الهاتف لينتهك أعراض المسلمين .

ثانيا : سوء التربيه :
* إن اهمال الطفل وعدم تربيته التربيه الصالحه المستمده من الكتاب والسنه منذ نعومة أظفاره لها اثر سيئ على سلوكه , حيث إن الطفل الذي لم يتلق تربيه صالحه فإنه في الغالب عندما يكبر ويشب يقع في المحرمات والموبقات .
* يقول الإمام الغزالي : الصبي أمانه عند والديه , وقلبه الطاهر جوهرة ساذجه خاليه من كل نقش , وهو قابل لكل ما نقش , ومائل إلى كل ما يمال به إليه , فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه , وسعد في الدنيا والآخره أبواه , وكل معلم ومؤدب , وإن عود الشر واهمل إهمال البهائم شقي وهلك , وكان الوزر في رقبة القيم عليه والولي له , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )).
* وإذا كان للمنزل كل هذا الاثر في حياة الطفل وجب تحقيقا للغايه السابقه أن يحاط بكل ما يغرس في نفسه روح الدين والفضيله .

ثالثا: رفقاء السوء:
* إن قرناء السوء من الجنسين هم أولئك الذين يريدون لأصحابهم الدمار والضياع , ويريدون بهم التعاسه والشقاء , والغرق في بحر المعاصي والمنكرات .
* ولقد حذرنا الله عز وجل من الرفيق السيئ فقال تعالى : (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للأنسان خذولا )) { الفرقان : 27-29}.

* فكم من فتاة أو امرأه أرادت أن تيسر في طريق الله تعالى , ولكن لم تفلت من براثن الرفقه السيئه التي تجرها إلى المعصيه وتحببها اليها .

* وكم من شاب أراد التوبه وندم على ما فرط في جنب الله ولكن رفقاء السوء لم يتركوه بل اقنعوه بما هم عليه من ضلال وانحراف.

* فأحذر أيها الاب من ان يصاحب أولادك تاركا للصلاه أو بذيء اللسان أو مستهزئا بالدين , او منحرفا ضالا بعيدا عن الله .

* وأحذر من ان تصحب بناتك من تكون متبرجه نازعه لجلباب الحياء , التي تبحث عن الموضه وآخر الموديلات ولاحول ولا قوة إلا بالله .

رابعا: القنوات الفضائيه :

* وهذه القنوات تحمل الشر والفساد والفجور والرذيله , ومن أعظم الجرم ما يرتكبه بعض الآباء بحق أسرهم من السماح للأولاد بمشاهدة ما يعرض في هذه القنوات من فساد وفجور , فبدلا من ان يربي أبناءه وبناته على الطهر والعفاف فإنه يربيهم على رؤية الفاسقين والفاسقات ورؤية المجون و الخلاعه .
* والنتيجه : انحراف الابناء وخسارة الشرف وقبل ذلك ضياع الدين .
* ايتها الكريمه : إن الحل هو ان تبتعدي عن تلك الروائح المنتنه ليبقى الحياء والعفاف .

* ويا ايها الآباء والأمهات : اخرجو هذه الاجهزه من بيوتكم لتقوم تلك البيوت على الفضيله .
* هذه بعض الاسباب المهمه , وهناك اسباب كثيرة ولكن اقتصرتعلى ابرزها وأهمها , والتي لو عمل بها أولياء الأمور لخرجوا لنا جيلا مؤمنا صالحا يبني ولا يهدم.



اخطار المعاكسات الهاتفيه


* لا شك أن للمعاكسات الهاتفيه مثالب وأخطارا كثيره , يجب معرفتها وتبصير الناس بها وتحذيرهم منها . فمعرفة الخطر جزء من العلاج , لأن من عرف خطر الشيئ ربما دفعه ذلك إلى تركه , ومن اهم أخطار المعاكسات الهاتفيه ما يلي :

أولا: إثارة الغرائز وانتشار الزنا : وهذه هي أشدها وأخطرها وهي غاية ما يريد المعاكس من الفتاة , وبداية المعاكسه تكون بالخضوع بالقول , ثم العشق والحب والغرام , ثم المواعيد .....
وهكذا . وكما قيل : نظرة فابتسامه فسلام فكلام فموعد فلقاء . تبدأ الجريمه بالاتصال ثم تعطيه الفتاه رقمها ثم تواعده ليراها , ثم يخلو بها وما خلا رجل بأمراه إلا والشيطان ثالثهما , ثم تحدث الجريمه .

ثانيا: انهيار الاسره وضياع الاولاد : وهذه نتيجة من أخطر نتائج المعاكسات الهاتفيه لأن الفتاة التي تمارس هذه الجريمه تكون أسيره تهديد شاب لا يخاف الله , اعطته في يوم من الايام صورتها أو اخذت صوره معه . إضافه إلى المكالمه الهاتفيه التي تم تسجيلها عن طريق هذا الذئب الغدار , وقد امتلأ الشريط بعبارات الحب والعشق والغرام وبألفظ الخنا والفسق وغير ذلك . وتحت هذا التهديد ربما باعت عرضها خوفا من أن يعرف عنها والدها أو اسرتها شيئا.

* فتاملي اختي ما يمكن ان تقعي فيه من الغم والهم والفضيحه وضياع أبنائك واسرتك بأكملها بسبب مكالمه هاتفيه ربما كانت في نظرك شيئا تافها .
ولاخطار كثيره ولعل هذه اهمها والله المستعان..


طريق العلاج

* إن طريق العلاج من هذه الآفه العظيمه سهل يسير لمن سهله الله عليه , انه يحتاج إلى نية صادقه وعزيمة قويه , ومعاهدة النفس ومحاسبتها ومجاهدتها للتخلص من هذا العبث المدمر ومن وسائل العلاج ما يلي :

اولا : الخوف من الله : اعلم ايها الاخ الحبيب وايتها الاخت المؤمنه ان الخوف من الله عز وجل هو العلاج الناجح لأي تفريط يقع فيه الانسان ؛ لأن الخوف من الله يثمر تقوى الله عز وجل , والتقوى هي فعل المامورات واجتناب المنهيات , والرجل او المرأه اللذان يرجوان الله والدرا الآخره يدفعهما ذلك إلى مراقبة الله تعالى والخوف منه .

إذا ما خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

وقال آخر :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما تخفي عليه يغيب

وقال آخر ينصح معاكسة :


هتف بهاتفها الخبيث يقول*** هل للتعارف واللقاء سبيل ؟
إني رأيتك مرة بجوارنا *** واصابني فيما رأيت ذهول
وودت أن يجري التعارف بيننا *** والقول في حلو الكلام يطول
قلت : اسمعي يا أخت إني مسلم *** والداء في لغو الكلام وبيل
كفي عن القول المعيب فإن ما *** يأتي من النبع الكريم أصيل
قالت أراك مطالبا لي بالعلا *** فانصح وإنك بالصلاح كفيل
فأجبت أخت الكرام اتجملي *** بالدين تاجا , والحيا الكليل
قد افسد الغرب المريض نساءنا *** وأصابنا بعد الشروق أفول


ثانيا: معرفة الغايه التي خلق الانسان من اجلها : قال تعالى : (( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما اريد أن يطمعون )) { الذاريات : 56, 57} , وهذه هي الغايه الحقيقيه للأنسان في الحياة وهي عبادة الله وحده سبخانه وتعالى العباده الحقيقيه بمعناها الشامل الكامل , فيأتمرالإنسان بأوامر الله , وينتهي عن نواهيه , ولا يتعدي حدود الله في كل صغيره وكبيره , حينئذ يكون العبد قد علم الغاية التي خلق من اجلهاوحققها قولا وعملا .

ثالثا : تربيه الابناء تربيه اسلاميه : وهذا الطريق من اهم طرق العلاج وذلك ان الطفل إذا نشأ وتربى على التوحيد والعقيدة الصحيحه فأنه سيصبح فردا صالحا في المجتمع وعضوا نافعا في هذه الحياة .

* فعلى الآباء تربيه اولادهم منذ نعومة اظفارهم على اصول الإيمان وأركان الإسلام , ثم تربيتهم على الاخلاق الإسلاميه العظيمه كالتحذير من التشبه والتقليد الاعمى , وتحذيرهم من الاستماع إلى الموسيقى والغناء , وتحذيرهم من التخنث والتشبه بالنساء , وتحذيرهم من السفور والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات وغير ذلك من الاخلاق المخالفه لتعاليم الاسلام ومبادئ ديننا الحنيف .
رابعا : الرفقه الصالحه : وهذا من اهم واجبات الوالدين وذلك بمتابعة أبنائهم والنظر فيمن يصاحبون , ثم يقومان باختيار الرفيق الصالح الطيب المعروف بالطهر والفضيله والاخلاق والوعي والاسلامي , لان الرفقه الصالحه تؤصل في نفوس الابناء روح الايمان والطاعه لله , والانقياد للأسلام في كل أوامره ونواهيه .

والصحبه الصالحه لها أثار طيبه على الفرد والمجتمع منها : الحمايه من الانحراف , واكتساب الاخلاق الحميده , والحماس لفعل الطاعات , والتخلص من المعاصي , وحفظ الوقت من الاهدار , وبركة المجالس التي ينالها بسبب صحبتهم وغير ذلك من الآثار الطيبه.

خامسا: الزواج يكسر حدة الشهوة عند الشباب والفتيات , لذا يجب على اولياء الامور ان يزيلوا المعوقات التي من شانها ان تصرف الرجال عن الزواج او تاخر سن الزواج .

* والزواج فيه مصالح اجتماعيه كثيره تعود على الفرد والمجتمع منها : المحافظه على بقاء النسل الانساني , والمحافظه على الانسان , وافتخار الاولاد بانتسابهم إلى آبائهم و وسلامة المجتمع من الانحلال الخلقي , وكذلك سلامة المجتمع من الامراض الفتاكه التي تنتشر بسبب الزنى . واخيرا فان الزواج سكن روحي ونفساني بما يحدثه من الموده والالفه والمحبه بين الزوجين .


اسمعي هذه القصه


*لم يكن يدور بخلدها أن الامر سيؤول بها إلى هذا الحد , فقد كان الامر مجرد عبث بسيط بعيد عن اعين الاهل ..... كانت مطمئنه تماما إلى ان امرها لا يعلم به احد !! حتى حانت ساعة الصفر ووقعت الكارثه !! زهره صغيره ساذجه يبتسم المستقبل أمامها , وهي تقطع الطريق جيئة وذهابا من والى المدرسه , كانت تترك , لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق , ولنقابها الحريه في اظهار العينين , وبالطبع لم تكن في منأى عن اعين الذئاب البشريه التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجه الشارده .

* لم يطل الوقت طويلا حتى سقط رقم هاتف احدهم امامها , فلم تترد ابدا في التقاطه ! تعرفت عليه فإذا هو شاب اعزب قد نات به الديار بعيدا عن اهله , ويسكن وحده في الحي! رمي حول صيده الثمين شباكه , واخذ يغريها بالكلام المعسول , وبدات العلاقه الاثمه تنمو وتكبر بينهما , ولم لا والفتاه لا رقيب عليها , فهي من اسره قد شتت شملها ابغض الحلال عند الله , وهدم اركانها الخلاف الدائم , فاصبحت الخيمه بلا عمود يحملها , وسقطت حبالها , فلا مودة ولاحنان يربطها.

* الح عليها ان يراها , وبعد طول تردد وافقت المسكينه وليتها لم توافق , فقد سقطت فريسه سهله في المصيده بعد ان استدرجها الذئب الى منزله ولم يتوان لحظه واحده في ذبح عفتها بسكين الغدر وافترسها !!

* ومضت الايام وحي حبلى بثمرة المعصيه , تنتظر ساعة المخاض لتلد جنينا مشوها ملوثا بدم العار , لا حياة فيه ولا روح !! وتكتشف الام الامر فتصرخ من هول المفاجاه , فكيف لابنتها ذات الاربعة عشره ربيعا ان تحمل وتلد ؟!!!!!
اسرعت الى الاب لتخبره وليتداركا الامر ولكن هيهات , فالحمامه قد ذبحت ودمها قد سال !! والنتيجه ايداع الذئب السجن والفتاة احدى دور الرعايه الاجتماعيه .. البدايه كانت الحجاب الفاضح والنهايه ........!!!


واخيرا ........!!!

اختي المسلمه : ماذا يريد منك المعاكس ؟ وهو يستدرجك الى اللقاء , ويزين لك حلاوة اللقاء , ويغريك بالزواج , انه يريد ان يقضي منك حاجته ثم يرميك كما يرمى العلك بعد حلاوته , ثم لا يبالي هو في اي واد تهلكين .

اختي الشابه : قال تعالى : (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله )) { النور :33}
اختاه تعففي حتى يغنيك الله بالزواج الصالح , ولا تستعجلي قضاء الشهوه , فان من تعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه ......

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


سبحانك اللهم وبحمدك ...أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك