أيها النائمون

الملتقى العام

بـــــــســــــم الله الرحمن الرحيـــــــم
هــؤلاء هــم الأبـطـال
لقد شاءت إرادة الله أن تحيا الأمم بالنماذج الفذّة, وأن تُبنى الأمجاد بالقمم الشمّاء, وأن تُنصر المبادئ بتضحيات الأفراد الأفذاذ, هؤلاء الأفراد يكونون غرباء في مجتمعاتهم ولكنّ المجتمعات بهم تُحفظ وبهم وبأمثالهم تُنصر وتُرزق
هؤلاء الأذكياء لأنّهم عرفوا طريقهم إلى الله وإن كان غيرهم يُرثي لحالهم ويسخر من تفكيرهم, هم السادة وإن كان أهل الدنيا المحرومون من لذّة العيش الحقّ يردّون هؤلاء عن أبوابهم, ويدفعونهم من مجالسهم
هُم القادة لأنّهم يملكون نياط القلوب ويأسرون الأفئدة بحبّهم
وقادة الدنيا هم المنبوذون حقّاً لأنّهم كما قالت أمّ هارون الرشيد عندما رأت الآلاف المؤلّفة تجتمع حول رجل, فقالت: من هذا؟ قالوا: هذا عبدالله بن المبارك عالم خراسان. فقالت: هؤلاء هم الملوك وليس أمثال هارون الذي لا يستقبل الناس إلاّ بجنود وشرط
هم الملوك
كما قال ابن المبارك عندما سُئل عن الملوك؟ قال: هم الزهّاد
فقيل له: من السفلة؟ قال: الذين يأكلون بدينهم
فقيل له: فمن سفلة السفلة؟ فقال: هم الذين يصلحون دنيا غيرهم بإفساد دينهم
هم الذين يخطّون تاريخ الأمم: لأنّ تاريخ الأمم لا يُخطُّ إلا بالعرق والدم
هم الذين يبنون صرح المجد: لأنّ صروح المجد لا تُبنى إلاّ بالجماجم والأشلاء
هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحلّ أو تذوي, لأنّ شجرة هذا الدين لا تُروى إلاّ بالدماء. هم الخالدون بذكرهم في الأرض والسماء: لأنّ بذكرهم تحيا القلوب وإذا رُؤوا ذُكِرَ الله
وفوق هذا كلّه جنّة عرضها السموات والأرض تنتظرهم, وحور تشتاق للقائهم وتتحرّق للقرب منهم. هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله يأتون في المرتبة بعد النبيّين والصدّيقين, بل تمنّى رسول الله الشهادة في سبيل الله
ففي الصحيحين ,والذي نفسي بيده, لودّدت أن أُقتل في سبيل الله ثمّ أحيا ثمّ أُقتل ثمّ أحيا ثمّ أُقتل ثم أحيا ثمّ أُقتل

الشيخ د. عبدالله عزّام , رحمه الله
0
387

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️