
أيها البحر هل تذكر ذلك اليوم ...
يوم كانت الرياح تعزف لحن الكبرياء على أمواجك المتلاطمة ...
يوم وقف ذلك البطل على شاطئك ... ينظر إليك بأنفة وعزة ...
يوم وقف التاريخ ليسطر كلمات يمليها عليه ذلك البطل ...
يوم قال :
" والله يا بحر " !! لو كنت أعلم أن وراءك أرضا لخضتك إليها ... !!
ترى ما الذي دفع تلك الكلمات من فم البطل ... ؟ ولم أراد التحدي ... ؟
هل هو جنون العظمة غمره في خضم الأحلام ... ؟!
أم مكامن الشهوة , قادته ليستتر عن أعين المنكرين ... ؟!
أم حب السيطرة والتملك والتجارة ... ؟!
أم هي السياحة وحب الاستطلاع ... ؟!
أو تكون عدم القناعة بالمبادئ قادته إلى التغيير ... ؟!
لا ... ولا يحق لسائل طرق هذا السؤال .
لأن أحرف الجملة لم تسمح للنقطة أن تختمها حتى أتم البطل قوله :
" ولرفعت راية الإسلام عليها "
فلم يترك ثغرة للدخول ولا فرصة للسؤال ...
إنه البحر ... أتذكر ذلك جيدا ... ؟!
شتان بين تلك الوقفة والوقفات التي تليها ... لا سواء ...!!
تلك وقفة العزة وهذه وتلك وقفات الانحطاط والاستسلام ... !!
لقد كانت هذه الوقفة حين كان لنا صولات وجولات
حين كان القلب يجول في ربوع العزة , ويحاكي البدر في الأعالي
ويسامر النجم في الليالي , ويداعب الكواكب
حين كانت تهزه ألحان النصر و إيقاعات الكبرياء
ل ذلك حين اتخذ المسلم معبره على جسر
( إياك نعبد وإياك نستعين )
واقتطف من قطوف ( واتقوا الله ) ونافس على ( إن تنصروا الله )
فتربع على كرسي ( ينصركم ) وجنى ثمار ( لعلكم تفلحون )
ترى أيها البحر هل سيزيد الدمع من ملوحتك فحسب ... ؟!
أم أنه سيسيل ليروي أزهار الأمل كي تثمر ... !!
كي تثمر ذلك العز المفقود ... ! ؟
تنبت الآكام أزهار الأمل ... فاجر يا دمع وارو أرضنا
أيها البحـــر ... !!
أترى يعود ذلك اليوم ... !!
ليمسح البدر دمعته , ويعيد بسمته ...؟!
أم أن ذلك حلم ليس إلا ؟! .
~ ياسر بابطين أثابه الله ~

وكلمات رائعة تدخل القلب... جزيت خيرا