بسم الله الرحمن الرحيم ..
اختلف العلماء:
أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
قال ابن كثير –رحمه الله-:
"وبالجملة، فهذا العشر- يعني عشر ذي الحجة- قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، وفضّله كثير على عشر رمضان الأخير، لأن هذا يُشرع فيه ما يُشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيرها، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه.
وقيل: ذلك أفضل، لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وتوسط آخرون، فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذلك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة. والله أعلم" أ.هـ.
وقال ابن القيم:
"فإن قلت: أي العشرين أفضل؟ ... فالصواب، أن يُقال:
ليالي العشر الأخير من رمضان، أفضل من ليالي عشر ذي الحجة،
وأيام عشر ذي الحجة، أفضل من أيام عشر رمضان،
وبهذا التفصيل يزول الاشتباه" أ.هـ.
والحقيقة أنه لا يهمنا كثيرًا، أي الأقوال أرجح؟ بقدر ما يهمنا أن ندرك فضل هذه العشر، وعظم شأنها عند الله تعالى حتى نحرص على اغتنامها، والمنافسة على الخير فيها، وبهذا نعلم مقدار ما نحن فيه من غفلة وتفريط، وحرمان من هذه الخيرات، وخسارة لتلك النّفَحَات.
وإنّ المرء ليسرُّ سرورًا عظيمًا حين يرى اجتهاد الناس في العشر الأواخر من رمضان، واهتمامهم بها، وحرصهم على اغتنامها، والمنافسة على الخير فيها،
ولكنه يعجب أشد العجب، حين يرى هؤلاء الصالحين أنفسهم، لا يحفلون بهذه الأيام المباركة، ولا يهتمون لها، ولا يجتهدون فيها كاجتهادهم في العشر الأخير من رمضان، مع أن هذه الأيام أفضل من تلك الأيام كما سبق؛ فكانت جديرة بأن يهتم بها أكثر، وأن يحرص المؤمن على اغتنامها بشكل أكبر، ويستثمر كل لحظة من لحظاتها فيما يقرّبه إلى الله ويرفع درجاته عنده.
وقد دلّت الأحاديث السابقة على أن العمل الصالح في عشر ذي الحجة أحب إلى الله، وأفضل عنده من العمل نفسه لو عُمل في غيرها من الأيام، وأن العبادة فيها أزكى عند الله وأعظم أجرًا من نفس العبادة، لو فُعِلت في غيرها من أيام العام.
فإذا تصدّقت بمائة ريال في هذه العشر، فإنه أعظم أجرًا وأحب إلى الله من التصدّق بهذه المائة في شهر شعبان أو شوال، أو غيرها،
وإذا صلّيت ركعتين في هذه العشر فإنهما أحب إلى الله من ركعتين مثلهما تصليهما في غير هذه العشر.
وعلى ذلك فقس بقية الأعمال.
بل دلّت هذه الأحاديث على أن العمل فيها، وإن كان مفضولاً، فإنه أعظم أجرًا، وأزكى عند الله، وأحبّ إليه من العمل في غيرها، وإن كان فاضلاً، ولا أدل على ذلك من كون العمل فيها أعظم من الجهاد في سبيل الله الذي يتضمن قطف الرؤوس، وإزهاق النفوس، وتقطيع الأعضاء، وإسالة الدماء، والذي هو من أفضل الأعمال، وذروة سنام الإسلام. فالعمل في هذه العشر أفضل من سائر الأعمال في غيرها، وأفضل من أنواع الجهاد كلها إلا النوع الذي استثناه الرسول –صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء".
وإذا كان الأمر كذلك، وعلمت أيها المسلم أن الله يحب العمل في هذه الأيام ويباركه ويزكيه، فحرِيّ بك أن تجتهد في هذه الأيام، وتحرص على اغتنام كل لحظة من لحظاتها، وأن تعمّرها بأنواع الطاعات والقّربات التي تزيدك قربًا من ربك، وتكون سببًا لسعادتك ونجاتك في دنياك وآخرتك،
فإن الأيام مراحل الآجاب، ومخازن الأعمال، وليس لك أيها الإنسان من عمرك إلا ما قضيته في طاعة ربك، واستودعته عملاً صالحًا تجده أحوج ما تكون إليه، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، (فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون).
نسأل الله -تعالى- أن يوفقنا للمسارعة إلى الخيرات، واغتنام فضائل الأوقات، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، ويكفّر عنا سيئاتنا. إنه هو الغفور الشكور.
الشيخ :عبد العزيز الفوزان
الام الواقع @alam_aloakaa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ليله نجد
•
جزاك الله خيير.
ياالله ماشاء الله موضوع رائع
اللهم اني مقصر فاغفر لي ياربي انك سميع الدعاء اللهم اجزي صاحبة الموضوع عني خير الجزاء
وأعطها ياربي يامنان ياحنان سؤلها انك سميع مجيب الدعاء.
اللهم اني مقصر فاغفر لي ياربي انك سميع الدعاء اللهم اجزي صاحبة الموضوع عني خير الجزاء
وأعطها ياربي يامنان ياحنان سؤلها انك سميع مجيب الدعاء.
جـزاكـــ الله خــير غــــالــيتي
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ
واسكــنكـ الفـــردوس الاعـــلى
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ
واسكــنكـ الفـــردوس الاعـــلى
الاميرة الشهري :ياالله ماشاء الله موضوع رائع اللهم اني مقصر فاغفر لي ياربي انك سميع الدعاء اللهم اجزي صاحبة الموضوع عني خير الجزاء وأعطها ياربي يامنان ياحنان سؤلها انك سميع مجيب الدعاء.ياالله ماشاء الله موضوع رائع اللهم اني مقصر فاغفر لي ياربي انك سميع الدعاء اللهم اجزي صاحبة...
وإياك أخيتي
بارك الله فيك :26:
اللهم آمين ولك بالمثل ..
شكرا لك وبارك الله فيك :26:
بارك الله فيك :26:
اللهم آمين ولك بالمثل ..
شكرا لك وبارك الله فيك :26:
الصفحة الأخيرة