

أي عطر تختارين؟؟؟!
دخلت ذات يوم على متجر كبير متخصص لبيع العطور ، هذا المتجر يحوي عطور غالية الثمن
وعطور رخيصة والكبير منها والصغير ، فكان لك حرية الاختيار لانتقاء أي زجاجة تعجبك . . .
هذه هي حياتنا عندما دخلنا هذه الدنيا ، فعندما كنا صغاراً كان والدينا لا ينتقون لنا إلا أجمل العطور . . .

هذه العطور هي أيامنا ، كانوا يحاولون أن تكون أيامنا جميعها سعيدة فلا تمر علينا لحظة إلا ونحن في راحة وطمأنينة ،
وزاد هذه الراحة كونهم محافظين على التنشئة الإسلامية لنا ، فوفروا أتم الرعاية والعناية بهذه الغرسة الصغيرة حتى تقوى ويشتد عودها . . .
فعندما كبرنا أصبح لنا حرية الاختيار في انتقاء العطور ، فإذا أردنا انتقينا غالي الثمن وهنا تكمن
أحلى لحظات حياتنا ، عندما تكون أيامنا مشبعة بالطاعات والأعمال الصالحة
لأنه يبقى أثرها مثل ما يبقى أثر العطر الثمين علينا نفسياً وجسدياً ،
فالنفس ترتاح للروائح الزكية والجسد يمتلك منه رائحة جميلة . . .

وإذا أردنا أيضا انتقينا عطراً رخيص الثمن وهنا يكون قد نقص من أعمالنا شيئاً من الصبر والمجاهدة ،
فنحن أصبنا باختيار الرائحة بالعمل الصالح ولكن لن يبقى أثرها طويلا ،
فسرعان ما تزول وسنحتاج لكمية أكبر لبقائها . . .

وقد نجد أنفسنا أحياناً قد اختارت قبيح الرائحة ، ليس لأنه قبيح ولكن
لأن النفس لم تر أنه قبيح وكذا عندما نعمل أعمال نظن أنها حسنة
ولكنها وبال علينا وكلما ازداد حالنا سوء . . .

فكلما أحسن المرء الانتقاء ، يكون قد امتلك أغلى أيام عمره
وكلما قلت الجودة قلت قيمة يومه ومدى بقاء أثره بعد وفاته .
فالنحسن اختيار الهدف في هذه الحياة ولنحدد ما الذي نريده منها ؟ !
أنريد أن نعيش في سعادة فنسعد ويسعد من حولنا !! أم في حزن وشقاء وكدر . . .
فنحن من يستطيع تحديد ذلك ، بيدنا زمام الأمور كلها فإذا صيرنا أيامنا جميلة بالطاعات
فهذا سيعود علينا ومن حولنا ومن سيأتي بعدنا ، أما إذا تركناها تمتلئ بالحزن والألم
دون استغلال فسنحطم حياتنا وقد نؤذي من حولنا . . .

فلا يمكن قهر روح الإنسان إلا إذا قرر هو ذلك لأنه من مقدورنا رفع أي حدث في حياتنا
أو التقليل من ضرره ، وجميع ما يمر بالإنسان من أزمات ما هي
إلا جسر لتحقيق التحديات والفرص التي أمامه . . .

أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
أتمنى أن يعجبكم موضوعي
هو من أولى كتاباتي ويسعدني الانتقاد و التوجيه
أسعدكم المولى

وليتني استطيع اختيار عطري في هذه الدنيا ولكنها قضاء وقدر